Al Masry Al Youm

فى ذكرى ميلاد السيد المسيح!

السيد المسيح هو الشخصية المركزية للجنس البشرى، تم تعيين يوم الأحد من كل أسبوع احتفالًا بقيامته.

-

احتفل العالم بشرقه وغربه الأيام الماضية بذكرى ميلاد السيد المسيح، الذى بميلاده انقسم التاريخ إلى قسمين ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد، ولأن السيد المسيح شخصية محورية ورئيسية فى كل التاريخ الإنسانى، قال عنه ويل ديورانت، المؤرخ والفيلسوف، عندما سُئل متى كانت قمة التاريخ؟ أجاب: «السنوات الثلاث التى جال فيها المسيح الناصرى يصنع خيرًا على الأرض»، وقال عنه الأستاذ عباس محمود العقاد فى كتابه حياة المسيح: «من الحق أن نقول إن معجزة المسيح الكبرى هى هذه المعجزة التاريخية التى بقيت على الزمن ولم تنْقَضِ بانقضاء أيامها فى عصر الميلاد، رجل ينشأ فى بيت نجار فى قرية خاملة بين شعب مقهور، يفتح بالكلمة دولًا تضيع فى أطوائها دولة الرومان، وتم على يد المسيح نقيض ما يتم على أيدى الوثنية فى صولتها وسلطانها، فإن الوثنية تتغلب لأنها دين الدولة الغالبة، أما هذه الرسالةرسا­لة الملكوت السماوى- فقد نشأت فى عشيرة قبيلة ذليلة، تحكمها تارة دولة الرومان الغربية، وتحكمها تارة أخرى دولة الرومان الشرقية، فلم يمض غير أجيال معدودات حتى غزت الدولتين واستوت على العاصمتين، وانتصر الجليلى بملكوته السماوى على ممالك القياصر، وضم القياصر إلى حاشيته، فمنه يأخذون ما أخذوه باسم قيصر وما أخذوه باسم اللهّ!.

وقال عنه جورج بانكروفت، المؤرخ الأمريكى: »أجد اسم يسوع المسيح مكتوبًا على رأس كل صفحة من التاريخ الحديث، فمنذ ما يقرب من ألفى سنة فى قرية غامضة، ولد طفل من امرأة فقيرة، نشأ وترعرع فى قرية أخرى حيث كان يعمل نجارًا حتى سن الثلاثين، ثم لمدة ثلاث

سنوات أصبح واعظًا متجولًا، هذا الرجل لم يذهب إلى الكلية أو المعهد اللاهوتى، ولم يكتب كتابًا، ولم يحمل المناصب العامة، ولم يكن لديه عائلة ولم يكن يملك المنزل، ولم يضع رجله داخل مدينة كبيرة، ولا سافر أبعد من 200 ميل من مسقط رأسه، وعلى الرغم من أنه لم يفعل أيًّا من الأشياء التى عادة ما تصاحب العظمة، إلا أن حشودًا كثيرة من الناس قد تبعته، لم يكن لديه أوراق اعتماد إلا نفسه».

إن السيد المسيح هو الشخصية المركزية للجنس البشرى، تم تعيين يوم الأحد من كل أسبوع احتفالًا بقيامته، على أبراج الكنائس فى جميع أنحاء العالم، أصبح صليبه رمز الانتصار على الخطيئة والموت، ولم يظفر شخص ما مثل المسيح باهتمام المؤرخين والفلاسفة، فكتب الناس عنه الملايين من الأغانى والكتب والقصائد واللوحات، فما كتب عنه لا يمكن أن يُقارن بما كُتب عن أى شخص أو حدث آخر فى التاريخ، وقد تأسست الآلاف من الكليات والمستشفيا­ت ودور الأيتام وغيرها من المؤسسات تكريمًا لهذا الشخص الذى قدم حياته من أجلنا، المتأمل فى حياة السيد المسيح وتعاليمه وموته وقيامته يدرك أنه كان شخصًا فريدًا متميزًا، ففى ولادته من العذراء مريم بطريقة معجزية بدون رجل كان فريدًا، وفى تعاليمه السامية التى تضمنت محبة الجميع دون استثناء بما فيهم الأعداء، والصلاة لأجل المسيئين، كان راقيًا ومتميزًا، وفى معجزاته المبهرات وآياته البينات من شفاء للمرضى وإقامة للموتى وإبراء للأكمه والأبرص، كان فريدًا وقديرًا، حقًا إنه الوجيه فى الدنيا والآخرة، إنه القدوس الذى لم يستطع الشيطان أن يمسه!!.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt