Al Masry Al Youm

الآباء يعلّمون أطفالهم الكذب بطريقة غير مباشرة

-

يقول العديد من الآباء والأمهات دائمًا كلمات مثل أن الصدق ينجى صاحبه، وأن الصدق هو أفضل سياسة للتعامل مع الآخرين، لكن أفعالهم تعكس تصرفات مختلفة. هذا ما كشفته دراسة حديثة تؤكد أن الآباء يعلمون الأطفال الكذب.

ووفقًا لصحيفة نيويورك بوست، تقول الدراسة إن الآباء قد يفضلون فى الواقع أن يكذب أطفالهم بأدب، حيث يتم تشجيعهم بشكل غير مباشر على الكذب من قبل والديهم، بدلًا من قول الحقيقة الصادقة.

فحص معدو الدراسة، المنشورة فى مجلة التربية الأخلاقية، ردود فعل 142 من الوالدين، بعد عرض مقاطع فيديو عليهم يظهر فيها تعامل طفل مع سيناريوهات مختلفة، حيث يُطلب من الأطفال الإجابة عن أسئلة يطرحها أحد الباحثين.

أحد الأمثلة على ذلك كان مطالبة طفل بالكشف عن مكان وجود أخته المختبئة خشية تلقى عقاب، حيث يعلم أنها تختبئ تحت شرفة منزله. وتشير الدراسة إلى أن الإجابة الصادقة الطبيعية هى قول الطفل «إنها مختبئة تحت الشرفة»، فى حين يقول الأطفال إجابات أخرى «ذهبت إلى المكتبة» و«أعتقد أنها ربما ذهبت إلى الفراش أو شىء من هذا القبيل»، بينما كان الرد المتلاعب الوحيد الأقرب للحقيقة: «أعتقد أنها قد تكون فى الخارج». وعندما تمت مواجهة الأطفال بادعاءاتهم، برروا موقفهم بأنهم حاولوا أن يكونوا مهذبين بدلًا من انتقاد شقيقتهم.

طُلب بعد ذلك من الآباء تقييم مصداقية الطفل ولطفه وسلوكه الجيد وكفاءته ومدى الود والذكاء، لمعرفة إذا كانوا يشعرون بوضوح أن الطفل كان جيدًا أم يستحق التقويم، وكانت النتائج أنهم استقبلوا فعل الكذب بشكل سلبى، لكنهم فى الوقت نفسه برروه بأنه مجرد محاولات خداع «مهذبة» وتستحق التسامح. فى النهاية كتب مؤلفو الدراسة: «على الرغم من أن الأعراف الثقافية تملى أن الكذب سلوك سلبى، فإن الآباء يوصلون رسائل بشكل غير مباشر بأن هناك نوعًا من الكذب إيجابى». ويحدد متخصصون الكذب بأنه إما أن يكون بتزييف الحقائق جزئيًّا أو كليًّا أو خلق روايات وأحداث جديدة، بنية وقصد الخداع أو حتى للمزاح لتحقيق هدف معين، وقد يكون ماديًّا أو نفسيًّا أو اجتماعيًّا، وقد يكون بسيطًا ولكن إذا تطور ولازم الفرد فعند ذاك يكون الفرد مصابًا بالكذب المرضى، وهذا ما تبرر به الدراسة وجهة نظرها حول تعامل الآباء مع ردود أفعال أطفالهم.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt