Al Masry Al Youm

تأثير وسائل التواصل على المراهقين يفقدهم السيطرة على سلوكياتهم

- رنا شوقى

أجريت دراسة علمية حديثة نُشرت فى دورية الجمعية الطبية الأمريكية «جاما»، عن الارتباطات طويلة المدى بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعى والنمو العصبى لأدمغة المراهقين. أفادت بأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعى فى المراحل المبكرة من المراهقة قد يكون مرتبطا بتغيرات فى حساسية الدماغ للمكافآت والعقوبات الاجتماعية.

وأستندت الدراسة على تجربة خضع لها 169 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا، ليتضح خالها أن أدمغة الأطفال والمراهقين، وخاصة خال فترة النمو الحرجة؛ يكون الدماغ فيها حساسا جدًا لأى مدخات اجتماعية جديدة، بالمقابل تجذب وسائل التواصل الاجتماعى مايين المراهقين حول العالم؛ بكثرة التفاعات الاجتماعية على مدار الساعة. من خال التواصل مع فئات متعددة؛ وتلقى ردود وتعليقات إيجابية وسلبية متعددة، مع عالم كامل من الإعجابات والإشعارات والرسائل.

هذا القدر من التواجد المستمر على مواقع التواصل الإجتماعى جعل حوالى 78٪ من الأطفال المشاركين فى الدراسة يتفقدون هواتفهم كل ساعة على الأقل، وبينهم أكثر من ٪46 يتابعون الهاتف بشكل مستمر على مدار اليوم دون انقطاع لتلقى رد فعل مستمرة على منشوراتهم وصورهم وآرائهم الشخصية.

بين السعادة والحزن كيف يبحثون عن المزيد من الإعجاب؟

وتشير الدراسة أن الخطورة تكمن فى تلك المرحلة العمرية تحديدًا وهى فترة المراهقة، لأن أدمغة الأطفال تخضع لإعادة تنظيم هيكلية المناطق العصبية ووظائفها المتحكمة فى المشاركة فى السعادة والحزن والاستياء وغيرها، ما يؤدى لظهور كل هذه المشاعر بطريقة مُفرطة النشاط.

فيؤدى التفقد المستمر لمواقع التواصل الاجتماعى لتفاقم الاستجابة العصبية، وأحيانًا تصل لصعوبة السيطرة؛ فعلى سبيل المثال تدفعهم التعليقات السلبية إلى حالة غضب عصبية تفقدهم السيطرة على سلوكهم، فيظهر معها تعبيرات غير منطقية، أو مناسبة للفعل.

وفى نقطة هامة للغاية تطرقت إليها الدراسة تبين أن التعرض المتكرر للمكافآت الاجتماعية الرقمية التى تتلخص فى الإعجابات والتعليقات الجيدة يزيد من التفاعل العصبى للإشارات المتعلقة بالمكافأة فى المخ، ما يجعل قدرة المراهقين على مقاومة الحوافز ضعيفة جدًا، فيدفعهم ذلك لمشاركة الكثير من المنشورات بهدف الحصول على المزيد من الإعجابات.

إشارات الدماغ تختلف بفعل وسائل التواصل الاجتماعى

فى بحث بالرنين المغناطيسى لرصد الإشارات التى تخرج من الأجزاء المسؤولة عن المكافأة فى الدماغ، تبين أن هذه المناطق تنشط بشكل أكبر كلما زادت فترة الانخراط فى وسائل التواصل الاجتماعى. فتؤثر على اختافات النشاط العصبى وفقًا لعدد الساعات النشطة لهم على السوشيال ميديا، لإفرازهم نسبا زائدة من الدوبامين، كاستجابة عقلية للتعليقات والمكافآت الاجتماعية، وأحيانًا يتسبب فى تشجيعهم على ممارسة سلوكيات تنال مكافآت أعلى فيحصدون إعجابات أكثر.

ولأن الموضوع يتشابه كثيرًا مع دوائر الإدمان تشير الدراسات أن التعرض المتكرر للمكافأة الاجتماعية أو الكام الإيجابى، مع الوقت يقلل من مستقبات الدوبامين وإنتاجه، فيحتاج الشخص للمزيد دائمًا ومعه تزداد سلوكيات البحث عن المكافأة.

فكانت الدراسة الأولى من نوعها التى تسلط الضوء على كيفية تغيير السلوكيات المعتادة لوسائل التواصل الاجتماعى فى نمو دماغ المراهقين.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt