Al Masry Al Youm

الشعراوى ليس مجرد مسرحية!

- أنا والنجوم طارق الشناوى ‪tarekelshi­nnawi@ yahoo. com‬

ألق نظرة على عربات الميكروباص والتوك توك ستكتشف أن الشيخ الشعراوى ليزال حيا يرزق، متصدرا المشهد، صورته تنحاز لها الأغلبية، حضوره فى الضمير الجمعى فاق كل من أم كلثوم وجمال عبدالناصر وأنور السادات وعبدالحليم وفاتن حمامة وفريد الأطرش ونجيب محفوظ مجتمعين، مريدو وعشاق الشيخ ليزالون على العهد، يتمتع بمصداقية ل يمكن لمنصف تجاهلها، ولكن قطعا من حقنا جميعا تفنيدها، خاصة عندما يصل الأمر لدرجة تقديس كل ما قاله الشيخ وكأنه معصوم من الخطأ.

الشيخ الشعراوى منحه الله )كاريزما( وحضورا وخفة ظل، كما أنه يجيد ضبط الإيقاع، فهو يدرك متى يبدأ )براعة الستهال(، ويدرك متى ينتهى ويختار اللحظة التى ينتظر فيها الجميع المزيد، )مسك الختام(، أتصور أن كل تلك التفاصيل فى خطابه عبر )الميديا( ل يتعمدها ولكنها جزء من طبيعته، مثل اللغة الجسدية التى يجيدها وتؤدى إلى زيادة شغف الناس، كما أنه أحاط كل ذلك بثقافة لغوية وإلمام بالتاريخ الإسامى، وإطالة بنسبة ل بأس بها على ما يجرى فى العالم على كل المستويات سياسيا وفنيا، يحركه توجه فكرى صارم، رسالة قاطعة ل تتمتع بمرونة عصرية، ولهذا ل شعوريا يخاصم كل جديد، يتعارض مع ما تلقاه وأدركه من السلف، مثل أرباح البنوك، فهو يرى أنها ربا، والصحيح دينيا هو ما دعت إليه بنوك توظيف الأموال التى كانت هى السبب فى نكبة القتصاد المصرى ومنحت قوة لهذا التيار الذى كان يسعى لمتاك مقدرات الوطن، الشعراوى مثا يرفض نقل الأعضاء بحجة فقهية أن الإنسان ل يملك التبرع بما ل يملكه، ورأيه أن الأمراض القاسية مثل فشل الكلى، التى تحتاج لغسيل عدة مرات أسبوعيا ل يجوز عاجها، لماذا يؤخر المريض لقاءه بربه، كما أنه يرى أن ختان المرأة من صحيح الدين فقط أطلق عليه )خفاض(، فى النهاية بعيدا عن المسمى، يعنى قطع جزء من جسد المرأة بحجة أن هذه هى العفة، الدولة تجرم الختان والأزهر رسميا قال إنه ليس من الإسام فى شىء، الشيخ له تسجيات متعددة تنتهك الديانة المسيحية، كما أنه يبيح قتل المرتد وتارك الصاة.

عاقته بالفن تحت مظلة )حاله حال وحرامه حرام(، وهو الشعار الذى أطلقه مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، مفهوم الحال والحرام يحدده رجل الدين، بينما الفن ل يمكن أن تضعه تحت طائلة دينية، كثير من الفنانين خرجوا من لقائه إما نادمين عن عملهم بالفن، أو قرروا تقديم فن أطلقوا عليه ملتزما، وبالمناسبة فى العام المشؤوم الذى حكمنا فيه الإخوان، كانت لديهم خطة لتقديم )باليه شرعى(، دخل الشيخ فى معارك متعددة مع رموز فكرية مثل توفيق الحكيم ويوسف إدريس وزكى نجيب محمود وغيرهم بسبب ما اعتبره خروجا عن الدين، ناهيك عن أنه سجد لله ركعتى شكر بعد هزيمة مصر فى 67، بحجة أن تلك الهزيمة سوف تخرج مصر من عباءة الشيوعية، ولم تذرف دمعته أو يرق قلبه لأسر الشهداء وهم بالآلف، ولم يستوقفه الوطن الذى كان ينزف دما.

نظريا من حق مسرح الدولة القومى أن يقدم سيرة حياة الشعراوى فهو يمتلك كل المقومات الدرامية، التى تحقق له مردودا فى شباك التذاكر، إل أن السؤال هل يجرؤ مسرح الدولة أن يقدم الشعراوى كما هو الشعراوى؟، مؤكد سيقدمون الشعراوى كما تراه الذائقة الشعبية، ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه.

يبقى السؤال كيف يغيب التوجه السياسى عن صاحب القرار، أفكار الشعراوى مع كل الحترام له كإنسان، تعيدنا سنوات للخلف دُر!!.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt