Al Masry Al Youm

«شهيرة فهمى».. أيقونة مصرية للإبداع والتصميم!

لن يكون من المبالغة اعتبار شهيرة فهمى خليفة المعمارية العراقية البريطانية الراحلة المبدعة زها حديد.

- حسين شبكشى يكتب:

عندما تزور مدينة العا فى المملكة العربية السعودية ذات التاريخ القديم، والتى تقدم الآثار المهمة الباقية من الحضارة النبطية القديمة، والتى أصبحت اليوم وجهة سياحية وثقافية عالمية يأتى إليها السياح والزوار من كافة أنحاء العالم، سيلفت نظرك الاهتمام بالتفاصيل الجمالية للمكان وإبراز جوانب بسيطة ومهمة للسياح تجعل تجربتهم ثرية وممتعة.

تجربة سياحية مثيرة وممتعة وإحياء لمناسبات ثقافية وفنية وترفيهية عالمية المستوى. ولقد أولت وزارة الثقافة السعودية اهتمامًا بالغًا ودقيقًا فى إثراء تجربة الزوار بالاهتمام والاعتناء الشديد

بالمحال التجارية والمطاعم والمقاهى والمحال الحرفية والفنادق لتعكس إرثًا طبيعيًّا للمنطقة دون خدش للعين أو إهانة للمشاعر.

ومؤخرًا، تم افتتاح أحدث الفنادق فى العا، وهو فندق دار طنطورة من تصميم المعمارية المصرية المعروفة المهندسة شهيرة فهمى، وقد خرج تصميم الفندق ذى الثاثين غرفة بشكل أكثر من رائع ومبهر. تصميم منسجم جدًّا مع الطبيعة الصحراوية المحيطة به، بحيث أصبح جزءًا منها وليس دخياً عليها. تصميم عبقرى سره فى بساطته وأناقته با تكليف أو مبالغات، ولا يمكن لمَن يتأمله إلا أن يستحضر لمسات المعمارى الرائع الكبير الراحل حسن فتحى، وكذلك القليل من لمسات المعمارى الأمريكى الراحل فرانك لويد رايت.

ومَن يتابع مسيرة الإبداع والتميز التى سلكتها المعمارية المصرية المميزة شهيرة فهمى لن يتفاجأ أو ينبهر بما أخرجته من خايا الإبداع عندها، فهى قد قامت بمشروعات تجارية وسكنية بديعة ومدهشة فى مصر والعالم العربى وفى القارة الأوروبية وأمريكا الشمالية كلها نالت عليها الجوائز والإعجاب والتقدير والاستحسان.

شهيرة فهمى تخرجت فى كلية التصميم من أعرق جامعات العالم، جامعة هارفارد الأمريكية، ثم قامت بعد ذلك بالتدريس فى جامعة أمريكية أخرى من جامعات الصدارة والقمة فى العالم، ولا تقل أهمية عن هارفارد، وهى جامعة كولومبيا. ولقد فازت شهيرة فهمى بجوائز مهمة عدة خال مسيرتها الملهمة مثل جائزة سينان المعمارية، جائزة التصميم الأخضر المميز، جائزة المعمارى الناشئ.

لن يكون من المبالغة اعتبار شهيرة فهمى خليفة المعمارية العراقية البريطانية الراحلة المبدعة زها حديد، )مع ضرورة التذكير باختاف هوية الإبداع بينهما(، إلا أن الاستثناء الإبداعى للسيدتين يبقى استثنائيًّا ومميزًا عن غيرهما.

تبقى ضرورة التذكير بالجانب الملهم لقصة شهيرة فهمى، فهى قامت بسلسلة من المنتجات الإبداعية الأخيرة والأفكار الخابة فى الفترة الأخيرة، )بما فى ذلك مطعم مبهر فى القاهرة وفندق دار طنطورة فى العا(، وهى تصارع السرطان وتمر بأعنف جلسات العاج الكيماوى، وهى صابرة ومحتسبة ومتفائلة ومقاومة ومُصِرّة ومستبشرة، وجعلت أسوأ ما تمر به يُخرج أفضل ما فيها أو كما قيل قديمًا فى الأثر: «أن ترى فى القبح جمالًا». قالوا قديمًا فى الأمثال الشعبية: «مصر دايمًا ولّادة»، وشهيرة فهمى وقصتها الملهمة هى دليل دامغ على صدق تلك المقولة.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt