Al Masry Al Youm

الطلاب الوافدون وأبناؤنا فى الخارج

- * مدير أبحاث بكلية الطب جامعة جنيف - سويسرا * د.محمد كمال الجيزاوى

تزايد فى العقود الأخيرة الاهتمام بالدراسة عبر الدول، أو ما عرف بالسياحة التعليمية، والتى تعنى انتقال الطلاب من بلادهم الأم للدراسة فى الدول الأخرى، وهو ما يرجع من جانب الطلاب إلى الرغبة فى الدراسة فى مجالات لم يمكنهم الدراسة بها فى أوطانهم، أو الرغبة فى الحصول على تعليم متميز المستوى يتيح فرص عمل أفضل فى المستقبل، او باعتبارها فرصة للانتقال لدول أخرى بغرض الدراسة ثم الاستقرار بها فى المستقبل. أما من جانب الدول فإن تشجيع الطلاب على الدراسة بها استهدف تحقيق عدة أهداف منها الحصول على عائدات مالية ضخمة تمثل جزءا من الإيرادات العامة للدول، أو تحقيق أهداف أخرى متمثلة فى الحصول على أفضل العقول من الدول الأقل تقدمًا فيما عرف بظاهرة سرقة العقول. ويتضح لنا تزايد هذه الظاهرة من تزايد أعداد الطلاب الدوليين فقبل عام 198٠ كان عدد الطلاب الدوليين اقل من مليون طالب، وهو العدد الذى تضاعف بسرعة ليصل فى عام ٢٠11 إلى 4.٣ مليون طالب، ويتوقع أن يصل العدد فى ٢٠٢5 إلى 7.٢ مليون طالب. وهو ما أدى إلى وصول عائدات السياحة التعليمية فى عام ٢٠٢٣ إلى ما يزيد على 1٠٠ مليار دولار، ويتوقع أن تصل فى عام ٢٠٢5 إلى ٣٠٠ مليار دولار. ومن أبرز الدول فى مجال السياحة التعليمية الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وكندا، وألمانيا، وإيطاليا، وتركيا، وغيرها من الدول. وفى مصر بدأت هذه الظاهرة فى الثمانينات مع الانفتاح الاقتصادى وظهور طبقات جديدة فى المجتمع تملك المال وترغب فى تعليم أبنائها فى الخارج إما لعدم حصولهم على المجموع المطلوب للالتحاق بكليات القمة خاصة الطب والهندسة فى ظل قلة الأماكن المتاحة بالأعداد القليلة من الجامعات، أو رغبة فى المباهاة والتميز الاجتماعى، وكانت دول الكتلة الشرقية فى هذا الوقت هى القبلة الأولى لهؤلاء الطلاب. واستمرت الظاهرة فى التزايد خاصة مع الزيادة السكانية بما يصاحبها من زيادة أعداد الطلاب الراغبين فى التعليم الجامعى، وقلة الأماكن المتاحة للدراسة. لتصبح ظاهرة فى العقدين الأخيرين وتتزايد أعداد الطلاب المصريين الدارسين فى الخارج بشكل كبير. وفى الوقت ذاته مثلت مصر قبلة للطلاب الوافدين خاصة من الدول الأفريقية والآسيوية،

وهى الظاهرة التى ترجع إلى الستينات والمد المصرى فى القارتين، والرغبة فى زيادة التقارب مع دول القارتين وزيادة التأُثير المصرى فيهما، وهو ما أدى إلى تقديم الدولة المنح لطلاب هذه الدول للدراسة بها، وافتتاح فرع الخرطوم التابع لجامعة القاهرة فى .1958

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt