Al Masry Al Youm

منخفض القطارة

-

بدأت فكرة مشروع منخفض القطارة بشق قناة من منطقة العلمين بالساحل الشمالى الغربى، حتى المنخفض بطول حوالى 60 كيلومترًا، لتوصيل مياه البحر المتوسط، لكى تدير المياه الهادرة توربينات لتوليد الكهرباء، حيث ينخفض مستوى المنخفض الصحراوى عن سطح البحر بحوالى 200 متر، وأن الكهرباء المائية هى الأرخص تكلفة دون أى تلويث للبيئة، بالإضافة إلى تحول مناخ هذه المنطقة من الجفاف الشديد والحرارة العالية، إلى مكان مطير مشبع بالرطوبة، وتحول المساحات إلى مساحات خضراء، حول حواف المنخفض وعلى امتداد الساحل الشمالى، تسمح بزراعات مثل القمح والشعير والتين والزيتون والنخيل. ولكن هناك رأى آخر توقعه بعض الخبراء أن نسبة الملوحة ستزداد حتى تصل إلى خلوه من الحياة البحرية، التى قد تصل درجتها القصوى بعد مائة عام على الأقل. وبين هذا وذاك توقف الجدال لفترة، بين جدوى المشروع وعدم جدواه، خاصة بعد تحذير بعض الخبراء حول توقع زيادة النشاط الزلزالى والتوازن البيئى. وقد أعيد فتح

هذا الملف فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى عن طريق فريق من العلماء الألمان، باقتراح أن يتم ملء البحيرة، التى ستنشأ فى المنخفض فى عشر سنوات لمستوى 60 مترًا فقط، تحت مستوى سطح البحر ثم يتم الحفاظ على هذا المستوى بإحداث التوازن بين المياه المتساقطة وكميات البخر الناجمة عن الحرارة الشديدة؛ وذلك لتوليد الكهرباء عبر التوربينات تصل إلى 5800 ميجاوات، ولم ينفذ ذلك أيضًا، وظل الملف مغلقًا بعد ذلك

لانشغال مصر بكثير من الأحداث المتلاحقة منذ السبعينيات. وقد حان الوقت لفتح ملف منخفض القطارة ضمن المشروعات العملاقة، التى تقيمها مصر فى مختلف المجالات مع التوصل إلى تجنب الأضرار الناتجة، وذلك فى ظل التقدم التكنولوجى، والذى قد يساعد أيضًا فى التغلب على مشكلات الحفر. د. مصطفى شرف الدين

طنطا drmsharafe­ldeen@hotmail.com

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt