Al Masry Al Youm

دراسة تربط بين شكل الجسم وخطر الإصابة بسرطان القولون

-

أفادت دراسة أمريكية حديثة بأن شكل الجسم قد يساهم فى التعرض لخطر الإصابة بأحد أسرع أنواع السرطان نموًا لدى الشباب، وهو سرطان القولون، والذى ارتفعت معدلات الإصابة به بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما فى السنوات الأخيرة، بحسب تقارير أمريكية طبية نشرها موقع «ديلى ميل» البريطانى.

وحلل فريق البحث فى الدراسة المنشورة فى موقع ‪،»science advances«‬ السجلات الصحية لما يقرب من 330 ألف بالغ فى قاعدة بيانات ‪،UK Biobank‬ بما فى ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للنظر فى العلاقة بين الطول وتوزيع الدهون وسرطان القولون.

وقسم الفريق المشاركين إلى أربع مجموعات بناءً على شكل أجسامهم، والذى تم تحديده من خلال طولهم وتوزيع الدهون، المجموعة الأولى )يعانى من السمنة بشكل عام(، والثانية )طويل القامة، ولكن مع كتلة دهنية أكثر توزيعًا(، والثالثة )يعانى من السمنة المفرطة فى منطقة محددة(، والرابعة )أقصر وأثقل ولكن مع قياسات أقل للورك والخصر(.

وكانت النساء فى مجموعة الأولى معرضات للخطر بنسبة 9%، والرجال بنسبة 11%. كان لدى الرجال فى المجموعة الثالثة خطر بنسبة 5%، وكانت النساء فى هذه المجموعة فى خطر متزايد بنسبة 18%، وكان الرجال فى المجموعة الثانية معرضين لخطر متزايد بنسبة 1%، وكانت النساء فى خطر متزايد بنسبة 3%. فى حين أن الرجال فى المجموعة الرابعة لديهم خطر أكبر بنسبة 25%، كانت النساء أقل عرضة للإصابة بالمرض بنسبة 10.%

وأشارت الدراسة إلى أن أنواع أجسام الأشخاص ومكان تخزين الدهون تلعب دورا فى رفع معدل خطر الإصابة، وارتبطت السمنة بشكل عام، بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 10% مقارنة بالأشخاص ذوى الوزن الصحى.

ووجد الباحثون أن أصحاب الأجسام الطويلة، الذين لا يُصنفون على أنهم بدينون، ولكن لديهم شكل بطن يشبه البيرة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون بنسبة %12 مقارنة بالشخص العادى، وكانت النساء أكثر عرضة للخطر من الرجال من نفس الشكل، بنسبة 18%، مع الأخذ فى الاعتبار أنه تساهم الوجبات السريعة والكحول ونمط الحياة المستقر فى تكوين بطن البيرة أو الجسم الذى يشبه التفاحة.

وفى الوقت نفسه، فإن أولئك الذين كانوا طوال القامة مع توزيع الدهون بشكل متساوٍ، مثل تلك الموجودة على أذرعهم وأرجلهم وثدييهم، أو أولئك الذين كانوا قصيرى القامة وبدينين كانوا أقل عرضة للخطر، وقال الباحثون إن النتائج تظهر أن الأشخاص الذين لديهم أنواع أجسام تخزن

الدهون فى منطقة واحدة مركزة حول الأمعاء كانوا الأكثر عرضة للخطر.

وأضافوا أن مكان تراكم الدهون فى الجسم يمكن أن يكون مؤشرًا لخطر الإصابة بالسرطان، أفضل من الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم وحده،

بينما يوضح الدكتور هاينز فريسلينج، مؤلف الدراسة والعلماء فى الوكالة الدولية للأبحاث فى فرنسا: «نعتقد أن المؤشرات لسمنة الجسم، مثل مؤشر كتلة الجسم، أو توزيع الدهون فى الجسم )على سبيل المثال، محيط الخصر(، تساعدنا فى تقدير مرض السرطان».

وأشار الفريق إلى أن هذا الخطر المتزايد قد يكون بسبب زيادة مستويات هرمون النمو، وكذلك الدهون التى تتراكم حول مناطق مثل الثديين والأعضاء التناسلية والأعصاب والأوعية الدموية، تبين أن زيادة الدهون فى الجسم، والمعروفة أيضًا باسم الأنسجة الدهنية، تسبب مشاكل فى تنظيم عملية التمثيل الغذائى والالتهابا­ت وسكر الدم، مما يؤدى إلى ارتفاع مستويات هرمونات الأديبوكين­ات، بينما أكد الدكتور فريسلينج أن تلك الهرمونات يمكن أن تكون ذات صلة مباشرة بتطور السرطان.

بالإضافة إلى ذلك، كان لدى الأفراد القوقازيين والسود والآسيويين والصينيين الذين لديهم هذه الأنواع من الأجسام نفس المخاطر بشكل عام، مما يشير إلى أن العرق والانتماء العرقى لم يلعبا دورًا، وقال الدكتور فريسلينج: «ربما لا توجد سوى احتمالات محدودة، وهى شائعة بين مجموعات الأسلاف، حول كيفية دمج مقاييس الجسم مثل الوزن والطول لتكوين شكل الجسم».

ويقترح أيضًا أن العمليات البيولوجية التى تحدد شكل الجسم هى عمليات تطورية محفوظة لأنها مسارات جزيئية أساسية لبقاء الفرد على قيد الحياة، ويخطط الفريق بعد ذلك لإجراء بحث إضافى حول الآليات المحتملة لتأثير شكل الجسم على خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

 ?? ??
 ?? ?? معدل خطر الإصابة بسرطان القولون حسب شكل الجسم
معدل خطر الإصابة بسرطان القولون حسب شكل الجسم

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt