Al Masry Al Youm

الجانب المشرق للطلاق

- أمانى محمد

سجلت السنوات القليلة الماضية ارتفاعًا فى معدلات الطاق عالميًا، ولا يزال إنهاء الزواج تجربة مدمرة، لأن معظم الناس لا يتجهون إلى الزواج متوقعين الطاق، لكنهم قد يضطرون إليه فى بعض الظروف بسبب غياب التفاهم وغيره من الأسباب.

ورغم أن الطاق يتسم بالخسارة والحزن لإنهاء عاقة الزوجين واضطراب طرفى الأسرة، لاسيما مع وجود أطفال، إلا أن الأمر قد يكون له بعض الجوانب الإيجابية حال استحالة الحياة بين الزوجين، بل قد يكون ابتعاد الزوجين فى تلك الحالة حاً لدعم بعضهما البعض ولأطفالهما، وأبلغ العديد من الأزواج بعد طاقهما بأنهم وجدوا طريقة للحب والدعم بعد الطاق.

ولطالما كانت الخيانة الزوجية السبب الرئيسى للطاق، إلى جانب الاضطرابات المالية، والبحث عن التقارب العاطفى، إذ بات الأفراد لديهم توقعات عالية للعاقة بعد الزواج، وأهمها التفاهم والتقارب، وتشير الأبحاث إلى أن الأسباب الشائعة للطاق تشمل الافتقار إلى العاقة الحميمة، وعدم الالتزام، والخيانة الزوجية، وعدم التوافق الأساسى.

أما الأسباب السائدة الأخرى فتتمثل قى الصراع المستمر، والاختافات المالية، والإدمان، وسوء المعاملة، ويصف الكثير من الناس سبب طاقهم بأنه «خيانة للتوقعات والآمال والأحام المتعلقة بالزواج». ويرجح الخبراء أن هناك جانبًا مضيئًا للطاق، وينصحون بأنه عند المرور بتجربة سيئة أو أزمة أو صدمة فالطريقة الوحيدة للتغلب عليها هى خلق المعنى.

وربما يكون المعنى هو التخلص من الانفصال والغضب واستنزاف الطاقة الذى جاء مع انتهاء الزواج، والعثور على النمو يمكن أن يعنى إعادة التواصل مع هوية الشخص وما يريده فى عاقة أخرى، وقد يحفز الطاق على التفكير فى الطرق التى

يريد بها أى من الطرفين إجراء تغييرات أو التحفيز والنمو أكثر، واعتبار أن الطاق حافز لحياة غير عادية.

وتقول المتخصصة فى شؤون الزواج والأسرة فى نيويورك، ريبيكا هندريكس، ل«سى إن إن:» «الطاق يمكن أن يكون وديًا، ولكنه لا يزال يتسم بالخسارة والحزن، فهناك خسارة الحياة التى قمتم ببنائها، بما فى ذلك المنزل الذى عشتم فيه معًا، والاسم الذى ربما قمتم بمشاركته والروتين الذى قمتم بتطويره، والروابط العاطفية »، مضيفة: «كما هو الحال مع أى نوع آخر من الخسارة، من المهم العثور على الدعم للتحرك من خال المشاعر التى تأتى مع الحزن، مثل الغضب والحزن وصعوبة الوصول إلى القبول .»

وتؤكد أنه «من الأفضل طلب أشياء محددة يمكن أن تساعد على التغلب على الحزن، من شبكة الدعم الخاصة بالشخص، مثل تناول العشاء الأسبوعى المتكرر، أو المشى مع صديق مرتين أو ثاث مرات فى الأسبوع لإخراج نفسك من المنزل يمكن أن يقطع شوطًا طوياً .»

ويمكن إعادة بناء عاقة مع الطرف الآخر بخاف الزواج، مثل الصداقة، وقد يكون ذلك ممكنا فى بعض الحالات، لكنه قد يكون غير ممكن لدى أخرى، لكن المهم هو السعى نحو ديناميكية لطيفة وتعاونية، خاصة إذا كان هناك أطفال بين الأزواج المنفصلين، لمعرفة كيفية تربية الأطفال.

ويوصى الخبراء بالعمل مع معالج لمعرفة كيفية التغلب على المشاعر الصعبة التى تصاحب الطاق لبناء عاقة جديدة وأكثر فاعلية، وكذلك منح الشريك السابق المساحة بدلاً من فرض شعور جديد بالتقارب على الفور، مع المشاركة فى رعاية الأطفال بشكل مستمر، فالانفصال لا يعنى أنه يجب على أحد الوالدين اتخاذ قرارات بشأن تربية الأطفال من جانب واحد فقط.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt