Al Masry Al Youm

تراخى الآباء وانفلات الأبناء

-

اضطررت لظروفى الصحية والعمرية، وعلى رأسها ضعف شديد بالدورة الدموية بالساقين، لأن ألوذ بالجلوس فى الشمس، وذلك أمام صيدلية مواجهة للعقار الذى أقطنه. ويلاصق الصيدلية صالون حلاقة، فشاهدت انتشار تقليعات وموضات مختلفة لقصات الشعر الرجالى منها «كابوريا وكانيش والطاووس والمفلفل المنكوش» مع تقليد نجوم كرة القدم، والفن العالميين، ومنهم من يكوى شعره بالسشوار، ومنهم من يستخدم الصبغات والدهانات بألوانها المتعددة، وبالتأكيد إن الرابح الرئيسى هو صاحب الصالون. وللأسف الشديد، فإن كثيرًا من الآباء والأمهات يحضرون مع أبنائهم، لمتابعة الحلاقة بما يرضى أبناءهم، وإننى أتعجب لهذا التراخى، الذى يمارسه الوالدان مع الأبناء حاليًّا. ولقد عادت بى الذاكرة للممنوعات المتعددة، والتى كانت خطوطًا حمراء لا يتجاوزها أحد، منها عدم تربية الشعر أو إطالة السوالف أو عمل قصة بضم القاف أو استخدام أى كريمات أو ملونات للشعر، ولا أنسى ناظرة مدرستى، والتى كانت قمة فى الانضباط ولا تسمح بأى مخالفة من تلك. وأحزننى ما رأيته من الملابس، التى يرتديها المارون بالشارع من الشباب صبيانًا وبنات، من بنطلونات ممزقة ومحزقة من جينز وخلافه. وتلك القلادات التى يستخدمها الشبان حول رقابهم، وأيضًا يرتدى بعض الشبان أساور جلدية أو معدنية بها بعض الخرز الملون حول المعصم أيضًا، وتجد بعض الشباب يتمادى فى التقليد الأعمى فيقوم بعمل وشم على الصدر والكتف والذراعين، كما يراه فى الشاشات للممثلين واللاعبين الأجانب. ولقد تذكرت ناظر سوهاج الثانوية فى الخمسينيات من العام الماضى الأستاذ محمود شهاب. فقد كنت محظوظًا أن عاصرت هذه الفترة الذهبية، ولا أستطيع أن أصف أو أوضح مدى الانضباط والالتزام، الذى عايشناه طوال

فترة نظارته للمدرسة. ولأن المدرسة والبيت هما وجهان لعملة واحدة، فلا أنسى ما قام به الآباء والأجداد من توجيهات صارمة لأبنائهم، وعلى رأسها عدم ارتداء الملابس الملونة بالورود والملابس التى تناسب النساء وعدم ارتداء الملابس الضيقة، وعدم السماح بالسهر خارج المنزل مطلقًا. وكان بعض الآباء يخرجون الكارت الأحمر، ويطردون الأبناء الذين يرتكبون تلك المخالفة، ولولا حنان الأمهات وعطفهن ما تم العفو عن المخطئين.

د. عز الدولة الشرقاوى- سوهاج

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt