مصير االتفاق اإليرانى األمريكى يحدد تحركات سوق البترول فى 2018
أوروبا تأخد برميًال من كل برميلين إضافيين تصدرهما إيران منذ رفع العقوبات
قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن عاصفة تلوح بـاألفـق فـى شكل قــرار بشأن االتفاق النووى مع إيـران، حيث يتعني على الرئيس األمـريـكـى دونــالــد تــرامــب، فـى 15 أكتوبر اجلـــارى أن يعيد التصديق على االتفاقية النووية.
وكشفت الـبـيـانـات، أن أســعــار البترول سجلت تراجعاً اجلمعة املاضية بسبب خطر التعرض لألزمة وإن لم يكن بالضرورة بنفس الطريقة التى يوحى بها املوعد النهائى.
وكـــان الرئيس األمـريـكـى قـد أعـلـن منذ حملته االنتخابية عن عدم الرضا بشأن اتفاق إيران النووى مع القوى العاملية.
ومع ذلك، فإن قرار عدم إعادة التصديق على االتفاقية ال يعنى خرقاً فورياً، ولكنه سـيـمـر بـبـعـض املــــنــــاورات فـــى الـسـيـاسـة األمريكية حيث سيكون من املقرر إحالته إلى الكوجنرس التخاذ القرار النهائى، وسيكون لدى املشرعني 60 يوماً لتمرير تشريع سريع إلعــادة فـرض عقوبات جديدة على إيــران. واستبعد تـوم كوتن، عضو مجلس الشيوخ األمريكى، إصدار تشريع للعقوبات األسبوع املقبل، وأوضـح أن املوعد النهائى وهو يوم 15 أكتوبر ال ينبغى بالضرورة أن يهز سوق البترول، ولكن تبعاته قد تخلق أزمة فى عام .2018
وأشــارت الوكالة إلى أن 12 يناير املقبل هو املوعد اجلديد املفترض بعد شهر أكتوبر ليحدد فيه الرئيس األمريكى هذه املرة موقفه من مواصلة التنازل عن العقوبات املفروضة على إيـران حيث قال كوتن، إن ترامب، قد يقرر عدم التنازل عن العقوبات بغض النظر عن ما سيفعله فى 15 أكتوبر، وتوقعت الوكالة أن تتراجع الـواليـات املتحدة عـن االمتثال لالتفاق النووى اإليرانى بحلول الربيع املقبل.
وقالت هيليما كروفت، املحللة لدى «أر بى سى كابيتال ماركيتس»، إن الرئيس األمريكى رمبــا يعيد التصديق على الصفقة الشهر اجلارى، ولكن بشرط أن يتم إعادة التفاوض على اجلوانب احلرجة من هذه االتفاقية.
وأضــافــت كــروفــت، أن هــذا يتناغم مع تصريحات السيناتور كوتن، الذى يدعو إلى فترة من الدبلوماسية القسرية بدالً من إعادة فرض العقوبات الفورية.
ومع ذلك يبدو من غير املرجح أن توافق احلكومة اإليرانية على تغييرات كبيرة فى االتــفــاق الــنــووى ليس فقط حتى ال تفقد مصداقيتها محلياً، ولكن أيضا ألن التحالف الــذى فــرض العقوبات فـى الـسـنـوات التى سبقت عــام 2015 لـن يـوافـق على إفساده حتى احللفاء فى أوروبا الذين ميثلون نصف االنتعاش فى صادرات البترول اإليرانية قد يترددون فى اتباع اإلدارة األمريكية، ولكن مع فرض نظام عقوبات بشكل غير متساو، فإن موقف أوروبا على وجه اخلصوص قد ينتهى فى نهاية املطاف بإلقاء اللوم على الواليات املتحدة أو إيران.
وذكرت الوكالة، أن فرض الواليات املتحدة عــقــوبــات جــديــدة عـلـى طــهــران لــن يجعل البراميل اإليرانية تتخارج من السوق متاماً، ولكنها ببساطة ستحول وجهتها.
وفـى ظل هـذا السيناريو ميكن أن يكون الضغط أكثر قــوة مـع مــرور الـوقـت، حيث أن العقوبات األمريكية تعوق االستثمار من قبل شركات البترول العاملية الكبرى لتوسيع الطاقة اإلنتاجية اإليرانية وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع اإلنتاج مبقدار 400 ألف برميل يومياً بحلول عام .2022
ويـوجـد ســؤال كبير يتعلق مبـا إذا كانت الــشــركــات األقـــل ردعــــاً مــن قـبـل السلطة األمريكية ميكن أن تبلى بـــالءاً حسناً فى الـسـوق اإليــرانــى مثل روسـيـا الـتـى أجـرت العديد من الدبلوماسية البترولية من فنزويال إلى كردستان العراق هذا العام.
يأتى ذلــك فـى الـوقـت الــذى ابتليت فيه سـوق البترول لفترة وجيزة الشهر املاضى بالطموحات الكردية فى االستقالل وهددت املنطقة بأن تصبح قمرة قيادة جديدة للتنافس بني الواليات املتحدة وإيران إلى جانب روسيا والعراق واململكة العربية السعودية وتركيا وإسرائيل.