Al Borsa

ال تخلطوا بين أداء األسهم ووضع االقتصاد العالمى

-

بقلم: روبرت بيرجس مدير وحدة التنبؤات فى «بلومبرج»

تثير التحركات العنيفة فى األسهم خالل األيام األخيرة عــدداً من األسئلة، أولها، هل التراجعات تعد مؤشراً على مشكلة كامنة فى االقتصاد العاملى، وثانيها، هل تهدد اخلسائر بإشعال نوع من العدوى؟

ورغم أن االضطرابات فى أيامها األولى، متيل اإلجابة إلى أن تكون «ال» وبقوة، وما أظهرته موجة البيع، التى شهدت تراجع مؤشر «إن إس سى آى» لكل دول العالم مبقدار %10.7 من أعلى مستوياته فى يناير، أنه لم يكن هناك تدافع جماعى نحو األصول اآلمنة.

وصحيح أن الطلب كــان مرتفعاً على سندات اخلزانة يوم االثنني، ولكن حتول ذلك إلى حد ما يوم الثالثاء كما أن األصول األخرى املفضلة فى أوقات األزمات شهدت بالكاد حتركات طفيفة.

وعند 1.335 دوالر لألوقية، كان الذهب فى الواقع متراجعاً عن املستويات العالية التى وصل إليها الشهر املاضى عند 1.358 دوالر، وفى أسواق العمالت، كان مؤشر «بلومبرج» للني أمام الدوالر واليورو واجلنيه االسترلينى وستة نظراء رئيسيني آخرين يتداول قرب أدنـى مستوى له منذ أوائل ،2016 ولم تتغير مؤشرات األزمــات فى البنوك على مدار الشهر املاضى، ما يشير إلى أنه ال أحد يقلق من دخول البنوك فى مشكالت.

ويرجع الهبوط فى األسهم إلى عدة أسباب، منها عكس استراتيجيا­ت استثمار مرتبطة بالتقلبات املنخفضة بقيمة 2 تريليون دوالر، والعالمات على تسارع التضخم، وتشديد السياسة النقدية من قبل البنوك املركزية، وارتـفـاع عائدات السندات، وقد يكون ذلك كله صحيحاً، ولكنه ليس عذر للمستثمرين إلحــداث هذه البلبلة فى وقت يوجد به الكثير من القلق بشأن ارتفاع التقييمات ورضا استثنائى عن األوضـــاع، وتـذكـروا أن «ستاندرد آنـد بــورز» واصل ارتفاعه ملدة 404 أيام متتالية وهى أطول فترة صعود على اإلطالق دون التراجع بنسبة .%5

ومنذ أسبوعني، رفع صندوق النقد الدولى توقعاته لنمو االقتصاد العاملى العام اجلارى بنسبة %0.2 عن توقعاته التى أصدرها فى أكتوبر إلى ،%3.9 فيما يعد أسرع وتيرة منذ 2011 عندما كان العالم يتعافى من األزمة املالية العاملية.

ورغم الكبوة الشهر املاضى، فإن بيانات االقتصاد العاملى تهزم التوقعات بهوامش قوية وبوتيرة تشير إلى منو أقوى، وارتفعت احتياطيات النقد األجنبى ألكبر 12 اقتصاد ناشئ، باستثناء الصني، إلى 3.17 تريليون دوالر من أقـل من 2 تريليون دوالر خالل األزمة املالية العاملية، ما يوفر دعامة قوية إذا انقلبت األمور، وفقاً لبيانات جمعتها وكالة أنباء «بلومبرج».

وقفزت أرباح الشركات، فحتى 2 فبراير، أعلنت

251 شركة مدرجة فى مؤشر «ستاندرد آنـد بورز

»500 عن نتائج أعمالها خالل الربع الرابع، وهزمت

%77 منهم التوقعات، وفقاً لشركة «بيانكو» للبيانات، وإذا استمر هذا املستوى، فستكون نتائج األعمال هى األعلى فى فترة ما بعد األزمــة، وعـالوة على ذلك، يتخطى منو األربــاح التشغيلية على أســاس سنوى حالياً ،%15 ورفــع املحللون توقعاتهم ألربــاح عام 2018 بأكمله إلى ،%20 وفقا لـ«بيانكو».

وتشير شركة البيانات إلى أنه رغم ارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز »500 بنسبة %26 فى الفترة من 1 يناير وحتى 2 فبراير، فإن األسهم هى األرخص فى عام استناداً إلى نسبة السعر إلى األربـاح وفقاً لتقديرات األرباح املتوقعة خالل 12 شهراً.

وخــاضــت األســــوا­ق شـيـئـاً مـشـابـهـاً مـنـذ عامني عندما كانت املخاوف بشأن تباطؤ االقتصاد الصينى مرتفعة، وتسببت مستويات الديون العاملية فى الدولة إلى تراجع مؤشر «إم إس سى آى» لكل دول العالم بنسبة %1.93 فى ديسمبر 2015 وبنسبة %6.09 فى يناير ،2016 ورغم منو الناجت املحلى اإلجمالى بنسبة ضئيلة فى الربع األول من 2016 عند ،%0.6 فقد تعافى سريعاً فوق %2 فى الربعني التاليني.

وقال إيفان براون، مدير تخصيص األصول فى فريق حلول االستثمار بـ«يو بى إى» إلدارة األصول، لوكالة أنباء «بلومبرج» يوم 2 فبراير: «قوة أسس االقتصاد ال تزال سليمة، وال تزال أسعار الفائدة منخفضة إلــى حـد كبير، وإذا كــان هناك شيء يثير الدهشة، فهو أن موجة التصحيح فى السوق بنسبة تتراوح من %3 إلى %5 استغرقت كل هذا الوقت».

وتنتهى حالة األسـواق الصاعدة عندما تنزلق االقـتـصـا­دات فـى الــركــود، ولـيـس بسبب ارتـفـاع التقييمات، وال يوجد شئ فى األفـق يوحى بأن االقتصاد يسير فى مسار سوى مسار االستقرار، ورغـم أن التقلبات العنيفة مؤملة، فإنها حتدث، ولكن أثبت التاريخ أن األسس االقتصادية هى ما تغلب باألخير.

«قوة أسس االقتصاد ال تزال سليمة وال تزال أسعار الفائدة منخفضة إىل حد كبري وإذا كان هناك يشء يثري الدهشة فهو أن موجة التصحيح فى السوق بنسبة ترتاوح من %3 إىل %5 استغرقت كل هذا الوقت»

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt