Al Borsa

ال.. لتصدير الغاز

- بقلم: حسين عبدربه hussainabd­rabbo68@gmail.com

الشك أن من حق كل املصريني أن يفرحوا باكتشاف حقل ظهر وما ميثله من ثروة طبيعية واقتصادية لهذا البلد وهو على طريق نهضة جديدة ولكن ال يجب أن نفرط فى الفرحة ونعتقد أن مصر ستشرب غازاً طبيعياً وستروى أراضيها ومصانعها بالغاز الطبيعى وأن نصيب كل فرد من عوائد تصدير حقل ظهر كام ألف جنيه، وأن مصر ستصبح مركزاً عاملياً لتصدير الغاز، وهذا خطأ وقعت فيه احلكومة عندما هللت بأن مصر ستصبح أكبر مصدر للغاز، والغريب أن من هلل لدعوات التصدير هم من قطاع البترول الذين عاصروا أخطاء السابقني فى تصدير الغاز بأسعار منخفضة عن األسعار العاملية وبددوا احتياطيات مصر من الغاز وحتولت مصر من مصدر إلى مستورد للغاز عام ،2014 ومن هنا يجب التروى فى أمر تصدير الغاز وال يجب أن تهرول احلكومة وتكرر أخطاء احلكومات السابقة فى تصدير الغاز، فهناك أمور يجب أن تأخذ فى احلسبان ويتم مراجعتها ودراستها.

أول هذه األمور زيادة الطلب املحلى على الغاز نتيجة الزيادة السكانية املتنامية سنوياً بجانب التوسع العمرانى وإقامة العديد من املناطق واملدن الصناعية فى ربوع البالد.

ثانياً: تراجع إنتاج حقول الغاز فى الصحراء الغربية والدلتا بنحو %2 سنوياً وذلــك ألن البترول أو الغاز طاقة ناضبة. ثالثاً: أن احتياطى ظهر ال يتعدى

%1 مــن االحـتـيـا­طـى الـعـاملـى، وأن الـتـقـديـ­رات والـتـقـار­يـر الـدولـيـة أن مصر ميكنها أن تصدر الغاز فقط ملدة تتراوح بني 3‬ و‪5 سنوات وأنها حتديداً اعتباراً من عام 2025 ستعود السـتـيـرا­د الـغـاز مــرة أخـــرى بسبب الطلب املحلى املتزايد على الغاز.

ثمة أمور أخرى مهمة فى تصدير الــغــاز أن أســعــار الــغــاز فــى السوق العاملى منخفضة وأن مصر ستواجه منافسة شرسة فى التصدير من جانب قبرص وإسرائيل مبا لديهما من اكتشافات جديدة من الغاز فى الشرق املتوسط أيضاً وبالتالى ستشهد األسعار مزيداً من االنخفاض ومن هنا يجب أن نتريث فى أمر تصدير الغاز وأن نوفره الحتياجاتن­ا املحلية فى اقامة صناعات جديدة تصديرية أو أن تعمل محطات الكهرباء بالغاز الطبيعى وهذا أفضل للبيئة وأقل سعراً من املـازوت والسوالر وفى هذه احلالة ميكننا التوقف عن استيراد املازوت والسوالر من اخلارج ولنأخذ جتربة مثيلة لنا وهى إسرائيل والتى كان لديها طموحات أن تنجح فى تصدير الغاز ملصر بعد اكتشافها للغاز فى حقل ثمار بالبحر املتوسط إال أن هذه الطموحات اإلسرائيلي­ة تبددت باكتشاف مصر حلقل ظهر فــقــررت احلـكـومـة اإلسـرائـي­ـلـيـة أن تـعـمـل جـمـيـع مــحــطــا­ت الـكـهـربـ­اء بالغاز الطبيعى بحلول عـام 2020 وجنحت ضغوط اجلماعات البيئية واليسارية على احلكومة ملنع تصدير الغاز االسرائيلى لضمان احتياجات الطاقة املستقبلية لألجيال القادمة، وهذا هو الرأى الذى ساد فى مصر قبل ثـــورة 25 يناير 2011 عندما قامت حمالت تطالب بوقف تصدير الـغـاز اإلسـرائـي­ـلـى وأن مصر أولـى بإنتاجها بعدما تبني أنه كان يصدر بأسعار منخفضة عن سعر السوق العاملى وقتذاك، واألمر حالياً لم يتغير كثيراً عما سبق فنحن مازلنا فى حاجة لكل إنتاجنا من الغاز ملحطات الكهرباء الستهالك املنازل وإلقامة صناعات ثقيلة كثيفة االستهالك من الطاقة ولكن عوائد إنتاجها أكثر من تصدير الغاز، ولنفكر فى الطروحات البديلة لهذه االكتشافات الكبيرة فى الغاز ليس فى مصر فقط ولكن فى دول شرق املتوسط وهو أن تكون مصر مركزاً لشحن الغاز فى هذه املنطقة مستفيدة مبا لديها من بنية حتتية من وحدات اإلسالة فتستطيع مصر عبر خطوط أنابيب أن حتصل على الغاز اإلسرائيلى والقبرصى مستغلة وحدات اإلسالة فى إعادة تصديره لدول أوروبا التى ستعد أكبر سوق لغاز شرق املتوسط وبالتالى تستفيد مصر من إعادة تشغيل وحدات اإلسالة التى توقفت عن مصر عندما انخفض إنتاج مصر من الغاز الطبيعى وبالتالى فإن استفادتنا من حقل ظهر ميكن أن تكون أكبر من أن نقوم بتصدير إنتاجه.

يجب أن نرتيث قبل التصدير ونوفر اإلنتاج الجديد الحتياجاتن­ا املحلية

مصر يمكن أن تتحول إىل مركز لشحن الغاز مستفيدة من البنية التحتية ووحدات اإلسالة

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt