Al Borsa

التعاون بين السعودية وروسيا يغير المشهد العالمى للطاقة

- كتب - محمد رمضان:

وصل وزيـر الطاقة السعودى خالد الفالح، إلى ميناء «سابيتا» فى أقصى شمال روسيا، األسبوع املاضى؛ لفتح محطة غاز طبيعى مسال بقيمة 27 مليار دوالر.

وقال الوزير السعودى، «اململكة أصبح لها عالقات وثيقة مع روسيا فى سوق الطاقة، وأصبحنا شركاء فى العديد من املجاالت».

وذكرت صحيفة «فاينانشيال تاميز»، أن العالقات الوثيقة بني السعودية وروسيا برزت أثناء مفاوضات خفض إنتاج البترول رغم كونهما معارضتني لقضايا أخرى مثل النزاع السورى.

أضافت أن املنافسني التقليديني الذين ينتجون ُخمس خام البترول فى العالم يتكلمون اآلن بصوت موحد بشأن املسائل املتصلة بالطاقة.

وأشــارت الصحيفة البريطانية إلى أن التقارب كان ال ميكن تصوره قبل بضع سنوات، ولكن حينما برز العدو املشترك، واملتمثل فى البترول الصخرى األمريكى الــذى أدى إلـى انهيار األسـعـار فى عام ،2014 بدأ التعاون بني املنتجني إلعادة التوازن إلى السوق.

وفى حديثه إلى صحيفة «فاينانشيال تاميز» أعلن الفالح، أن التحالف بني اململكة وموسكو لديه القدرة ليصبح واحداً من أقوى شراكات الطاقة فى العالم.

ومنـت جهود اململكة العربية السعودية وروسيا الـرامـيـة إلــى كبح إنـتـاج الـبـتـرول اخلـــام، وتقليص املخزونات العاملية، وزيـــادة األسـعـار، خـالل العام املاضى، مبا فى ذلك مقترحات للمشاريع املشتركة للشركات واالستثمار­ات والصفقات العسكرية.

وأكـــّد «الـفـالـح»، أن قــوة الـشـراكـة االقتصادية والطاقة ستساعدان على حتقيق الثقة، مضيفاً أن اململكة تستثمر فى روسيا، وكذلك األمر فى موسكو التى تهتم باالستثمار فى السعودية.

وكشفت الصحيفة، أن صندوق الثروة السيادى السعودى خصص 10 مليارات دوالر لالستثمار فى روسيا، ومت صرف مليار دوالر حتى الوقت الراهن.

يأتى ذلك فى الوقت الذى تتطلع فيه الصناديق التى تتخذ من موسكو مقراً لها إلى فرص االستثمار فى السعودية، وأنشأت الدولتان صندوقاً مشتركاً للتكنولوجي­ا بقيمة مليار دوالر، وحــددت مجاالت التعاون املختلفة مثل البحث والتطوير.

وقال وزير الطاقة الروسى ألكسندر نوفاك، إن اقتصاديات البلدين متشابهة جداً من حيث البنية والتنويع واخلطوات نحو تطوير قطاع التكنولوجي­ا الفائقة.

وكـانـت الـعـالقـة بـني البلدين قـد اتـسـمـت، فى املاضى، بانعدام الثقة املتبادل، والشك فى سياسة الطاقة وخاصة اجلغرافيا السياسية؛ نظراً إلى التعاون السعودى التاريخى مع الواليات املتحدة.

وعندما بدأت أسعار البترول تتقلص من ذروتها البالغة 115 دوالراً للبرميل، وقفت السعودية وحدها فى محاولة إلقناع العالم بأن الطفرة الصخرية فى الواليات املتحدة ليست تهديداً طويل األجل للمنتجني التقليديني.

ولكن، اليوم، أصبح للملكة حلفاء متعددون، وعلى رأسهم روسيا، ما يساعد نظام البترول القدمي على القتال مرة أخرى فى مواجهة عودة الواليات املتحدة.

ومــن املتوقع منـو إنـتـاج الـبـتـرول الصخرى فى الـواليـات املتحدة مبعدل قياسى، العامني اجلـارى واملقبل، فى حني أن إنتاج اخلام فى البالد من املقرر أن يتجاوز اململكة العربية السعودية، ومن املتوقع أن تنافس روسيا التى ال تزال أكبر منتج.

ولكن ما زال بعض مراقبى سوق البترول يعربون عـن مخاوفهم مـن أن زيـــادة اإلنـتـاج األمريكى قد تعوض وتلغى تأثير القيود التى فرضها املنتجون اآلخرون حول العالم.

وقال «نوفاك»، إن البترول الصخرى ليس سوى نـوع واحــد من اإلنـتـاج احلـالـى، وال يستطيع تلبية الطلب الكلى، مضيفاً أننا بحاجة إلى رصد حالة السوق دون املبالغة فى قوة البترول الصخرى.

وساعد ارتـفـاع أسعار البترول إلـى حوالى 70 دوالراً للبرميل على تضخم خزانات الرياض فى وقت يتم فيه متهيد الطريق للحصول على تقييم أعلى لبيع األسهم املخطط لها فى شركة «أرامكو» السعودية.

ورسم املسئولون فى البلدين اتفاق تعاون طويل األجل فى قطاعى البترول والغاز والعمل معاً لتخطى صفقات الغاز ومشاريع البتروكيما­ويات إلى الشحن وجتـــارة الـطـاقـة، كما توسعت االتـفـاقـ­ات لتشمل املعدات العسكرية.

ووقعت روسـيـا، فى العام املـاضـى، صفقة لبيع أنظمة الدفاع الصاروخى إلى اململكة التى كانت أكبر متلٍق لألسلحة األمريكية فى املاضى.

ويأتى التحالف اجلديد فى الوقت الذى توسع فيه روسيا نفوذها فى الشرق األوسط، خاصة من خالل دعمها املحورى لنظام بشار األسد فى سوريا، والتى تضع موسكو فى اجلانب املعارض للمملكة العربية السعودية.

ووقعت روسيا على صفقات الطاقة والتمويل مع إقليم كردستان العراق وإيران عدو الرياض اإلقليمى.

وبالنظر إلى املصالح االستراتيج­ية املتباينة فى مجاالت أخرى، فإَّن بعض املراقبني ليسوا متفائلني بـأن الشراكة اجلـديـدة ستثبت مرونة قائلني إنها ستستمر فقط ما دامـت أنها تأخذ السوق إلعادة التوازن.

وألقى أحد كبار املسئولني التنفيذيني فى شركة طاقة روسية ظـالالً من الشك على املوقف املريح بني موسكو والرياض بشأن البترول الصخرى فى الواليات املتحدة.

ويخشى املدير التنفيذى، الذى رفض الكشف عن هويته، تكرار كبار املنتجني أخطاء عام 2014 التى متثلت فى التقليل من أهمية إنتاج اخلام األمريكى وأثره السلبى على األسعار.

واشار إلى أنه من الصعب التقليل من أهمية ثورة البترول الصخرى فى الواليات املتحدة وأثرها على سوق البترول العاملى.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt