المجمعات الجاهزة فى «السادات» ذهبت لغير مستحقيها
نظام تقسيط الوحدات غري عادل للمستثمر الصغري وكبار الصناع هم املستفيد الحقيقى
رغم ارتفاع طلب المستثمرين على المجمعات الجاهزة بمدينة السادات، إال أن عرفات راشد رئيس جمعية مستثمرى المدينة يرى أن الوحدات الصناعية تم تسليمها إلى غير مستحقيها. وقال راشد فى حوار لـ«البورصة»، إن الفئة المستهدفة من مبادرة المجمعات الصناعية الجاهزة هى أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إال أن ارتفاع أسعار البيع أدى لعزوف نسبة كبيرة منهم عن الشراء. وتبدأ أسعار الوحدات بمدينة السادات من 1.3 مليون جنيه وتصل 3 ماليين جنيه وفقًا للمساحة ويسدد الفائز بالوحدة %25 من قيمتها عند االستالم والباقى على أقساط لمدة عامين.
أضاف راشد، أن الطلبات االستثمارية على املجمعات اجلاهزة وصلت 1600ـل طلب فى حني أن عـدد الـوحـدات املتاحة للتسليم نحو
296 وحـدة، وأغلب املستثمرين املتقدمني من أصحاب املشروعات الكبيرة.
وأرجـــع زيـــادة الطلبات االستثمارية على الوحدات من قبل أصحاب املشروعات الكبيرة إلى انخفاض سعرها، مقارنة بقدرتهم املالية بجانب احلـصـول عليها بتراخيص جـاهـزة، مقارنة بإنشاء مصنع جديد وحتمل مزيد من األعـبـاء مثل شــراء األرض وتكاليف اإلنشاء واستخراج التراخيص الروتينية التى تصل مدة االنتهاء منها إلى سنة حتى تبدأ عملية التشغيل. أوضح أن مساحات الوحدات تتنوع بني ،400
960و،700و متراً مربعاً للوحدة، فى حني أن بعض املستثمرين جلــأوا إلـى شــراء وحدتني لدمجهما مًعا لعمل مصنع على مساحة كبيرة بأقل التكاليف.
وقال راشد، إن الهدف من إنشاء املجمع هو تشجيع املستثمر الصغير للدخول حتت مظلة الدولة ودعمه فى البداية من خالل رفع األعباء املالية، وتوفير السيولة ليبدأ بها مشروعه.
أضاف أن الدولة تسعى فى الفترة احلالية لـلـتـوسـع فـــى إقـــامـــة املـــشـــروعـــات الـصـغـيـرة واملتوسطة لتقوم بتغذية املصانع الكبيرة التى تعتمد على االستيراد فى توفير املواد اخلام، األمر الذى يستنزف موارد الدولة لتوفير العملة الصعبة الالزمة للعملية االستيرادية.
أوضــح راشــد، أن ارتـفـاع أسعار الوحدات أعـاق وصـول املستثمر الصغير إليها، وتابع: «الدولة حتاول استغالل مواردها جلمع األموال دون أن تقدم أى دعم لهذه الفئة كما تزعم».
أشار إلى أن نظام تقسيط الوحدات بالنسبة للمستثمر الصغير غير عـادل، ألنه فى بداية طريقه نحو االستثمار ويجب تذليل العقبات الـتـى تـواجـهـه وتشجيعه ســـواء فـى مـد فترة التقسيط إلى 10 سنوات أو إعفائه منها خالل العام األول منذ بداية تسلمه املشروع والبدء فى عملية اإلنتاج.
وقال: «املستثمر الصغير ال ميتلك فى بداية نشاطه ماليني اجلنيهات حتي يدفع مبلغ مقدم حجز ثم يدفع األقساط بعدها بـ3 أشهر من االستالم، وهذه املجمعات ألصحاب املشروعات الصغيرة واملتوسطة أى أن رأسمالها ال يتجاوز مليون جنيه».
وطرحت وزارة الصناعة كـراسـات شروط للراغبني فى احلصول على وحدات باملجمعات اجلــاهــزة، واشـتـرطـت ســـداد احلـاجـز %25 مقدماً من قيمة الوحدة خـالل 15 يوماً فى حالة التسليم، ويقوم بتقسيط %75 باقى ثمن الوحدة على 4 أقساط ربع سنوية منذ تاريخ استالم املصنع، إضافة إلى الفوائد املستحقة على االقساط طبقاً للوائح والقوانني املعمول بها من الهيئة.
أضاف راشد، أن %80 من الوحدات التى مت تسليمها بدأت فى تركيب املاكينات متهيًدا لبدء اإلنـتـاج، ومـن املفترض أن تبدأ املصانع التى وفقت أوضاعها خالل الشهر اجلارى التشغيل، بحسب ما صرحت به هيئة التنمية الصناعية جلمعية املستثمرين. أوضـح أن إجمالى مساحة املجمع اجلاهز
300 ألف مترمربع بتكلفة استثمارية 413 مليون جنيه، ومت تخصيصه ليناسب جميع األنشطة الصناعية مثل الصناعات الغذائية والهندسية، والكهربائية واملنسوجات واحلرف اليدوية.
واعــتــبــر أن مـديـنـة الـــســـادات مــن أفضل األماكن االستثمارية بالنسبة للمستثمرين وذلك للمميزات الكثيرة، مقارنة باملناطق األخرى مثل كفاءة البنية التحتية للمدينة، وموقعها على طريق مصر - إسكندرية الصحراوى األمر الذي يسهل حركة املواصالت مع املحافظات.
وقال إن املدينة محاطة بحزام أخضر تبلغ مساحته 33 ألف فـدان، ويعد مصدر رئيسى للمصانع العاملة بقطاع تعبئة وتغليف املنتجات الـزراعـيـة، إضـافـة إلــى استغاللها أيـًضـا فى صــنــاعــات أخــــرى مـثـل صـنـاعـة املــشــروبــات الطبيعية والعصائر. أضـاف أن إجمالى املصانع باملدينة وصل
580 مصنعاً حالًيا بزيادة 40 مصنعاً عن العام املاضى، فى حني يبلغ عدد املصانع العاملة 400 مصنع، وتتراوح أعـدد املصانع حتت اإلنشاء بني 120 130و مصنعاً، ويصل أعداد املصانع املتعثرة إلى 40 مصنعاً.
وتتضمن املنطقة الصناعية جميع األنشطة الصناعية مثل مصانع للمالبس اجلـاهـزة والغزل والنسيج، واحلديد والصلب، واألدوات الكهربائية، ومصانع مكونات السيارات، وأخرى للسيراميك إضــافــة إلــى جميع الصناعات الغذائية واملشروبات.
وقـــدر راشـــد حـجـم اســتــثــمــارات املصانع باملناطق الصناعية فى «الـسـادات» بنحو 24 مليار جنيه، مشيراً إلى أن أغلبها لصالح قطاع الصناعات الثقيلة نظراً الستحواذه على عدد كبير من املصانع حيث يصل عددها إلى 220 مصنعاً.
أوضح أن %90 من املصانع املتعثره باملدينة بسبب قرار التعومي عام ،2016 والذى تسبب فــى صعوبة تدبير أغلبهم السيولة املالية الالزمة الستيراد املواد اخلام.
ويرى راشد، أن املبادرة األخيرة التى أطلقها البنك املــركــزى ال تـهـدف ملـسـاعـدة املصانع املتعثرة لـلـخـروج مــن أزمــاتــهــا، لكن هدفها جمع األمـوال املتراكمة عليهم دون النظر إلى أوضاعهم القائمة مستخدًما عدة عوامل إغراء مثل إسـقـاط الفوائد املتراكمة على الديون املستحقة للبنوك مقابل السداد خالل 6 أشهر.
%30
مساحة مستغلة باملنطقة الصناعية من إجماىل 23 مليون مرت
24
مليار جنيه استثمارات املصانع باملدينة ومعظمها بقطاع الصناعات الثقيلة