Al Borsa

صحة ذكية رقمية.. استثمر اآلن

-

تصادم الصناعة الرقمية بصورتها سريعة التطور مع صناعة الرعاية الصحية بطيئة اُخلطى بطبيعتها سيؤدى إلى إحداث تغيير رائع فى سوق الرعاية الصحية.

الكثير من الناس ما زال يؤمن أنه من املقلق أن يعالج املريض عن بُعد، لكن كل شىء اآلن يتغير مبا فيها الزيارات الطبية الكالسيكية، وأن جتربة ممارسة بضع زيارات مرئية (افتراضية) كفيلة أن تزيل كل املخاوف املرتبطة بهواجس «ضــرورة» أن يرى املريض طبيبه وجهاً لوجه، فيكتشف املريض أن حياته ستكون أكثر انضباطاً واحتراماً باستخدام هذه التكنولوجي­ا (تقنية التطبيب عن بُعد).

مـن املـؤكـد، أن املـريـض سـيـزور طبيبه عند الــضــرور­ة، ولكنه يستطيع أن يجرى كل ما يحتاج من فحوصات وحتاليل دون الذهاب بنفسه، وأن يستطيع أن يتابع بكل سهولة ويسر من منزله أو من مكتبه ملفه الطبى.

أصبحت الزيارات االفتراضية فى الكثير من دول العالم، (فى مصر ما زالت فى حالة النمو البطىء) سمة عادية ملمارسة الطب.

انتشار الهواتف الذكية فى كل مكان وفى كل يد، ومع تطوير البنية التحتية لـالتـصـاا­لت، أدى إلى ظهور وانتشار خدمات التطبيب عن بُعد التجارية - والتى عادة ما يتم تنفيذها داخلياً (أى من خالل املؤسسة بنفسها) أو من خالل التعهيد Outsourcin­g - لتمكني الناس فى كل مكان من إجـــراء اسـتـشـارة بالفيديو مع األطباء املميزين.

يستخدم التطبيب عـن بُعد بشكل رئيسى لربط مرضى الدول النائية مـع مستشفيات الــدول املتحضرة أو فى املناطق الريفية للدول املتطورة بأخصائيني فى املناطق احلضرية للدول نفسها، باستخدام معدات سمعية بصرية فى مكاتب أطباء الرعاية األولية فى معظم األحيان.

مــن املُــَســلَــم بــه أن الـقـطـاع الصحى هو مسئولية مجتمعية غــايــة فـــى األهــمــي­ــة فـــى إطـــار متكامل وضحته منظمة الصحة العاملية فى تعريف رائـع بكون الصحة «هى حالة من اكتمال السالمة البدنية والعقلية واالجتماعي­ة وليس مجرد غياب أو انعدام املرض أو العجز».

هذا القطاع الذى مت ضخ ما يقارب من %10 من الناجت اإلجمالى العاملى عليه بواقع 7 تريليونات دوالر يواجه حتديات مفصلية على أكثر من صعيد، مدفوعاً بطلب متزايد على ميزانيات صحية أضخم تكون فى كثير من األحوال أكبر من قدرات الدول على توفيرها.

النمو السكانى املطرد مع زيادة متوسط عمر الفرد يشكل أحد أهم هذه التحديات.

سيزداد متوسط عمر الفرد حول العالم بأكثر من عام كامل بني عامى 2016 2021و - من 73 إلى 74.1 سنة - ليصل بذلك عدد األشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً إلى أكثر من 656 مليون شخص، أو 11.5% من إجمالى سكان العالم.

كما تشهد البلدان النامية منواً ملحوظاً فى الطبقة الوسطى؛ حيث سيكون %65 من سكان العالم من الطبقة املتوسطة بحلول عام ،2030 ما يعزز أسلوب احلياة املرفه الذى يؤدى إلى زيادة عبء األمراض غير السارية (املزمنة).

كذلك يشكل التمدن السريع وأمناط احلياة املستقرة وتغيير الـــوجـــ­بـــات الــغــذائ­ــيــة وارتـــفــ­ـاع مـسـتـويـا­ت الـسـمـنـة زيــــادة فى األمــــــ­ـراض املـــزمــ­ـنـــة؛ أبـــرزهــ­ـا الـــســـر­طـــان وأمـــــــ­راض الـقـلـب والـــســـ­كـــرى، حــتــى فـــى الــــدول النامية ومنها مصر.

وفقاً ملنظمة الصحة العاملية، مـــن املــتــوق­ــع أن يــرتــفــ­ع مـعـدل انتشار األمـراض املزمنة بنسبة %57 بحلول عام .2020

أيضاً تواجه احلكومات حول العالم ضغوطاً متزايدة خلفض التكاليف الصحية دون التأثير عـلـى اجلــــودة أو الــوصــول إلـى الـــرعـــ­ايـــة، عـلـى سـبـيـل املــثــال، ستشهد البلدان اخلمسة صاحبة أسـرع منو اقتصادى فى العالم واملعروفة بدول )BRICS( زيـادة بنسبة %117 فى اإلنفاق على الصحة، خالل العقد القادم. باإلضافة إلى ذلك وهو األهم، ميثل نقص املوارد البشرية اجتاهاً مزعجاً؛ ألن األنظمة الصحية احلالية لن تتمكن من مواكبة االحتياجات الصحية املتضخمة للسكان، فبحلول عام 2035 سيواجه العالم نقصاً متوقعاً فى 12.9 مليون من أخصائيى الرعاية الصحية.

السؤال املهم هو «هل املرضى واألصحاء يريدون التطبيب عن بُعد؟».

اإلجابة واضحة: املرضى واملستهلكو­ن يريدون ذلك بالطبع، إذ أظهر مؤشر «مستهلك - التطبيب عن بُعد» لسنة 2018 بأمريكا، أن 50 مليوناً من املستهلكني سوف يتحولون إلى مقدمى اخلدمات الذين يستخدمون تلك التقنية، مقابل 17 مليوناً عـام ،2017 باإلضافة إلى ذلك أظهرت الدراسة، أَّن %60 من البالغني على استعداد الستخدام «زيارة الطبيب باستخدام الفيديو» تريد أن ترى طبيباً على اإلنترنت بشكل منتظم للمساعدة فى إدارة احلاالت املزمنة، وسيستخدم %20 من األمريكيني زيارة الفيديو من أجل الرعاية فى منتصف الليل.

يشكل التمدن السريع وأنماط الحياة املستقرة وتغيري الوجبات الغذائية وارتفاع مستويات السمنة زيادة فى األمراض املزمنة %60 من البالغني عىل استعداد الستخدام «زيارة الطبيب باستخدام الفيديو وسيستخدم %20 من األمريكيني زيارة الفيديو من أجل الرعاية فى منتصف الليل

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt