Al Borsa

الجفاف النقدى يضاعف آالم األزمة االقتصادية فى السودان

- كتب ــ محمد رمضان:

تعانى السودان، ضائقة مالية كبيرة، وينتظر املوظفون أمام أجهزة الصراف اآللـى القليلة فى اخلـرطـوم، ساعات من أجـل سحب احلد اﻷقصى اليومى والبالغ 2000 جنيه سودانى ( يعادل 42 دوالرا).

يأتى ذلك فى الوقت الـذى بلغ فيه التضخم ، أعلى مستوياته فى عقدين من الزمان، ما أدى إلى تراجع اآلمال بشأن االنتعاش االقتصادى رغم رفع العقوبات اﻷمريكية العام املاضى.

وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أنه مت خفض قيمة اجلنيه السودانى ثالث مـرات العام احلالى، وســارع البنك املركزى إلى طبع مزيد من النقود.

ونقلت الوكالة اﻷمريكية عن مصادرها، أن اﻷمـور تسير من سيئ إلى أسوأ، إذ تعانى احلكومة بسبب ندرة االستثمارا­ت اﻷجنبية والنقص املزمن فى السيولة لدى نظامها املصرفى.

وعلى مدار عقد مرير بالنسبة لالقتصاد السودانى البالغ حجمه 117.5 مليار دوالر والذى يشمل اجلنوب الذى انفصل عام ،2011 فرمبا كان العام املاضى هو اﻷسوأ.

وأوضـحـت الوكالة، أنـه رغـم رفـع معظم العقوبات، فـإن الواليات املتحدة ال تزال تدرج السودان كدولة راعية لإلرهاب، وهو ما يستخدمه املسؤولون لتبرير غياب االستثمارا­ت اجلديدة.

وكشفت البيانات أن معدل التضخم بلغ حوالى ،%70 ويتم تداول اجلنيه السودانى عند 47.5 جنيه مقابل الدوالر، وتوقع صندوق النقد الدولي، انكماش االقتصاد بنسبة %2.3 العام احلالى.

وقــال حامد التيجانى، أستاذ االقتصاد باجلامعة اﻷمريكية فى القاهرة: «لقد فقد الناس الثقة فى النظام املصرفى.. واحلكومة ال متلك أداة جلذب اﻷموال إلى البنوك».

وأرجع الرئيس السودانى، متاعب بالده االقتصادية إلى املؤامرات املزعومة من قبل الواليات املتحدة ودول غربية أخرى قائًال إن «القطط السمان» مبا فى ذلـك املصرفيني املجهولني وجتــار السوق السوداء واملهربني يتحملون املسؤولية أيضا.

وكشف رئيس الوزراء معتز موسى، الشهر املاضي، عن خطة تستمر ملدة 15 شهرا خلفض التضخم وتقليص اإلنفاق متعهداً بتعزيز الرقابة على اإلنفاق احلكومى ومعاجلة الفساد وحماية ذوى الدخول املنخفضة.. واستبعد أى إلغاء للدعم فى املوازنة املقبلة.

وأشارت الوكالة اﻷمريكية، إلى أن العديد من السكان ال تكفى وظائهم لتغطية نفقاتهم اليومية، ويبحثون عن عمل آخر لتلبية احتياجاتهم اﻷساسية.

ونقلت الوكالة عن مصادرها، أن معظم اﻷشخاص الذين جلأوا إلى االستدانة من البنوك املحلية عجزوا عن سداد قروضهم.

وأدى انهيار أسعار البترول، إلى غرق السودان فى أزمة.. لكن دخول البالد فى صفقة جديدة إلنهاء احلرب اﻷهلية فى جنوب السودان التى استمرت 5 سنوات، قد يؤدى إلى التعويض.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt