Al Borsa

الركود يجتاح «المناصرة»

املعارض تطالب بخفض أسعار مستلزمات اإلنتاج ومراقبة مستوردى األخشاب عاملون فى النشاط لـ«البورصة»: « محمود»: أبيع غرفة أثاث شهريا مقابل 3 غرف أسبوعيًا قبل التعويم «كريم»: األسعار لم تعد فى متناول متوسطى الدخل

-

منطقة املناصرة، هى واحدة من أهم مناطق صناعة األثـــاث فــى الــقــاهـ­ـرة، إذ متثل صــورة مصغرة من مدينة دمياط.

وتقع املناصرة، فى قلب القاهرة بالقرب من أهم املراكز التجارية، حيث تستقر مبعارضها من األثـاث بالقرب من شارع عبدالعزيز، ومنطقتى العتبة واملوسكي، وشارع بورسعيد.

«الـبـورصـة» جتولت فى املنطقة األشهر فى صناعة األثـــاث، وتبني انخفاض اإلقـبـال على الـشـراء بسبب تضاعف األسـعـار، نتيجة زيـادة أسعار مستلزمات اإلنتاج خالل العامني املاضيني، وبالتالى ارتفاع أسعار املنتج النهائي.

قـــال طــــارق أنـــــوس، مــالــك مــعــرض «أنـــوس لــألثــاث»، إنــه اضطر إلــى إغــالق الـورشـة التى كان يقوم بتصنيع منتجات معرضه بها، والشراء من دمياط أو منطقتى دار السالم والبساتني بالقاهرة، نظراً الرتفاع أسعار اخلامات، وتسرب العمالة إلى أعمال بديلة نتيجة انخفاض الطاقة اإلنتاجية للورش.

أضـاف أن تضاعف أسعار املـواد اخلـام على مدار العامني املاضيني، كان النقطة الفاصلة فى تدهور أحوال القطاع، إذ تسبب فى إغالق الورش وارتفاع سعر املنتج النهائى بشكل كبير، وبالتالى ركود شديد باملنطقة بنسبة %75 مقارنة بفترة ما قبل تعومي اجلنيه.

ولفت إلـى أن نظام البيع باألجل، الـذى كان متبعا بـني العاملني بالقطاع، بـــدءا مـن شـراء اخلامات وحتى شراء املنتج النهائي، توقف نتيجة ارتفاع األسعار وقلة إقبال املستهلكني، فضًال عن ارتفاع أسعار املواد اخلام وانخفاض الطاقة اإلنتاجية.

وطــالــب طــــارق، احلـكـومـة بتشجيع الـــورش الصغيرة عبر إلغاء اجلمارك على املواد اخلام، السيما اخلشب الذى يعد املادة الرئيسية، على أن تتم زيادتها على املنتجات املستوردة تامة الصنع، لتشجيع املنتج املحلي.

وتابع: «فرض ضرائب جديدة على الورش فى ظل زيـادة أسعار اخلامات، يقابله إغـالق ورش وزيادة الركود».

وأكـــــد ضـــــرورة مــراقــبـ­ـة احلــكــوم­ــة أســعــار األخشاب التى يحتكرها بعض املستوردين، مما يرفع أسعارها باإلضافة إلى الزيادة االعتيادية، موضًحا أنـه إذا انخفضت أسعار املــواد اخلام األساسية سينعكس األمــر بشكل إيجابى على سعر املنتج النهائي.

وبحسب طــارق، فـإن تقييد االستيراد عقب حترير الصرف رغم أنه كان خطوة جيدة، إال أنه فقد مميزاته ألنه لم يقابله التطوير املطلوب من ناحية توفير اخلامات بأسعار منخفضة، لزيادة اإلنتاج ومن ثم الصادرات.

ولفت إلى أن نسبة كبيرة من العمال باملنطقة اجتهوا إلى أعمال بديلة، منها شراء «توك توك» والعمل عليه لتوفير متطلبات احلياة املعيشية، نظرا لقلة مبيعات القطاع وتعطل جزء كبير من الطاقات اإلنتاجية وركود املبيعات.

أضاف أن مدينة دمياط لألثاث، تخدم منطاً معينا من مصانع األثــاث فى محافظة دمياط، وهى التى توجه إنتاجها للتصدير، وليس خلدمة الـسـوق املحلي، إذ لـن تشعر بها باقى مصانع اجلمهورية، ومنها منطقة املناصرة التى تعتمد على املبيعات املحلية.

واحلكومة كانت ترغب فى نقل منطقة املناصرة إلى أطراف القاهرة بالقرب من منطقة القطامية منذ 15 عاما، إال أن االقتراح قوبل بالرفض ألن املساحات املعروضة كانت ضيقة وال توجد بها خدمات أو مخازن، وال وحـدات سكنية لتسكني العمالة.

وقــال محمود سامح، مالك معرض جاليرى لألثاث، إنه منذ حترير سعر الصرف قبل عامني، بدأ الركود يجتاح املنطقة نتيجة ارتفاع األسعار، إذ كان يبيع قبل التعومي 3 قطع أثاث أسبوعًيا، انخفضت حالًيا إلى قطعة واحدة شهريا ورمبا مير شهر دون إمتام عملية بيع واحدة.

وأضاف أن غرفة النوم ذات اجلودة املتوسطة والتى يكثر اإلقبال عليها، ارتفع سعرها إلى ما بني 22 و52 ألف جنيه مقابل 15 ألف جنيه قبل التعومي، نظًرا الرتفاع أسعار اخلامات والتشطيب.

ويعمل محمود، فى مجال األثاث منذ 5 سنوات، إال أنه يسعى إلى التخارج من السوق إذا جنح فى تسويق املنتجات التى بحوزته حاليا، نتيجة حالة الركود الشديد التى جتتاح القطاع.

ولفت إلى أنه كان ميتلك ورشة لتصنيع الشنط احلرميى قبل عمله فى األثــاث.. إال أن ارتفاع الواردات املستوردة وصعوبة املنافسة معها، حال دون استمراره فى العمل بالقطاع.

وقال كرمي الروبي، بائع بأحد معارض منطقة املناصرة، إن أسعار األثــاث لم تعد فى متناول متوسطى الدخل نظرا الرتفاع األسعار بشكل كبير خالل املرحلة املاضية، فى ظل ثبات األجور وزيادة أسعار السلع األساسية.

وأضاف أن أسعار غرف األثاث، ترتفع بشكل أسبوعى بقيم تصل أحياًنا إلـى 1000 جنيه. ويرجع أصحاب الـورش فى دمياط تلك الزيادة إلى ارتفاع أسعار املواد اخلام.

ولفت كرمي، إلى وجود غرف نوم وسفرة بأسعار لن تتجاوز 10 آالف جنيه، لكن املستهلك ال يقبل عليها نظًرا لرداءتها، إذ سيضطر لتغييرها خالل مدة لن تزيد على عامني.

وقـــال محمد سـالمـة، عـامـل بـأحـد معارض منطقة املناصرة، إن فترة رواج املبيعات تكون بني شهرى مارس وأغسطس من كل عام، نظًرا ألن العرسان اجلدد يشترون األثاث خالل تلك الفترة.

وأضاف أن املعارض تضطر أحياًنا إلى تقليل هامش الربح إلـى نحو 100 جنيه فى الغرفة، لتنشيط املبيعات وسريان دورة رأس املال، فى ظل انخفاض اإلقبال على الشراء.

وذكر أن نحو 50 ورشة ومعرضا أغلقت خالل العامني املاضيني، نتيجة حالة الركود التى جتتاح املنطقة، كما أن بعض أصـحـاب تلك املعارض باعوها متاًما.

وقـال رفاعى فتحي، استورجي، إنه رغم أن معظم املـواد اخلام املستخدمة لتشطيب األثاث محلية الصنع، إال أنها ارتفعت بأكثر من %50 خالل العامني املاضيني، إذ ارتفع تشطيب الغرفة من 3 آالف جنيه إلى نحو 5 آالف جنيه.

وأضـــاف أن الـــورش تستخدم املـــواد محلية الـصـنـع نــظــًرا لتماشى أســعــاره­ــا مــع الـسـوق، موضًحا أن بعض املستوردين يطلبون التشطيب باملواد اخلام املستوردة.. لكن الطلب فى تناقص مستمر الرتفاع األسعار مقارنة مبثيلتها املحلية.

«محمد»: نضطر لتقليل هامش الربح إىل 100 جنيه

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt