Al Borsa

االحتيال اإللكترونى..

طعنة فى ظهر االقتصاد العالمى

- أعد الملف: ربيع البنا

الغش يشبه مخلوق «هيدرا متعدد الرؤوس» فى األسطورة اليونانية القديمة بقدرته على تعطيل المجتمع بعدة طرق وهو ظاهرة موجودة منذ زمن بعيد، ويمكن القول، إن أول نموذج لحالة الغش مسجلة من 300 سنة قبل الميالد حيث سعى تاجر بحرى يونانى يدعى «هيجستراستو­س» إلى االحتيال على شركة تأمين من خالل إغراق سفينته الفارغة من البضائع وبعد بيع الذرة الذى من المفترض أن يكون على متنها، ولسوء حظه تم اكتشاف مخططه وغرق أثناء هروبه من ركابه الغاضبين من خطته لقتلهم. وتطورت الظاهرة فى القرن الحادى والعشرين مع تنامى قدرات المحتالين إلى مستويات جديدة لدرجة أنها تشكل اآلن خطر زعزعة استقرار االقتصادات والحكومات العالمية. ويأمل الخبراء فى أن التطور التكنولوجى سيدعم الجهود العالمية فى مواجهة ظاهرة الغش بالعصر الرقمى، حيث أصبح تدفق البيانات الخاصة وإجراء المعامالت المالية عبر شبكة اإلنترنت بيئة مواتية للمحتالين. وتتنافس الشركات فى السنوات األخيرة على تطوير تطبيقات الذكاء االصطناعى وتعليم اآللة للوصول إلى تصدى فورى ألى هجوم يستهدف الشركات خاصة فى القطاع المالى الذى يعد أكبر الضحايا. وتقدر الخسائر السنوية بمئات المليارات من الدوالرات ففى بريطانيا أسهم الغش الرقمى فى هدر 190 مليار دوالر وفى عام 2017 خسر القطاع الصحى األمريكى 68 مليار دوالر بسسب اختراق بيانات العمالء وانتحال الهوية. لكن من المستبعد االستغناء عن العنصر البشرى فى جهود المكافحة ولكن سوء اختيار الموظفين يعنى أن القائمين على نقاط الدخول والخروج ألنظمة التشغيل قد يصبحوا نقطة االختراق.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt