Al Borsa

أالعيب المحتالين تزعزع استقرار األسواق الدولية

موظف ببنك «البنجاب» الهندى يسرق 1.8 مليار دوالر فى 7 سنوات تطور التكنولوجي­ا يدفع حوادث التالعب إىل عالم الجريمة املنظمة تجاهل الحكومات واملسئولني لحجم التهديد يعرقل جهود املكافحة

-

فـى عــام 2016 اعـتـرف قـرصـان كولومبى يسمى «أنــدريــس سيبولفيدا» بالتالعب فى االنتخابات بجميع أنحاء أمريكا الالتينية خالل

8 أعــــوام، ومـنـذ ذلــك احلــن خضع تصويت اململكة املتحدة فى خروج بريطانيا من االحتاد األوروبــى وانتخاب الواليات املتحدة لدونالد ترامب كرئيس لفحص دقيق، كما تشهد الدول املتقدمة حتقيقات للكشف عن دور املتسللن الذين يؤثرون على الناخبن ببث أخبار مزيفة.

وقال فران ماروود عضو فريق التحقيق فى شركة «بيو»، إن مخططات االحتيال التى يراها العالم حالياً تتغير دائماً ألن الطرق التى يتفاعل بها األشخاص مع بعضهم تتغير باستمرار أيضاً. أضاف أن الغش تطور بشكل كبير على مدار

20 عاماً كـان يعمل فيها فى جلـان الفحص اجلنائى بالطب الشرعى مشيراً إلى عاملن رئيسين وراء هـذا التطور وهما الـزيـادة فى االتصاالت العاملية والتطورات الضخمة التى شهدها قطاع التكنولوجي­ا واستخدام البيانات، خاصة مع ظهور الهواتف الذكية التى يبلغ عمرها أكثر من 10 سنوات.

ومتثل اجلرمية املالية وغيرها من عمليات الــغــش مـــصـــدر­اً ملـخـاطـر زعـــزعـــ­ة اسـتـقـرار االقـتـصـا­دات العاملية من خـالل قدرتها على سـرقـة مبالغ مالية مـتـزايـدة وتغيير مسار األحـــداث، حيث يتدخل املحتالون فى مسار األنشطة االقتصادية والسياسية بوسائلهم اخلاصة.

ولكن فـى حـن أن تأثير الغش على سير العملية االنتخابية أظهر قوته وبلغ تهديده للنمو االقتصادى ذروتـه يأتى أيضاً االحتيال املالى كمد مرتفع يضرب األسـواق ففى يناير

2018 تبن أن مديراً مبستوى متوسط فى بنك البنجاب الوطنى بالهند نفذ عملية احتيال على نحو هادئ مستمرة منذ عام ،2011 حيث سرق نحو 1.8 مليار دوالر.

وقـال تــارون بهاتيا، املدير اإلدارى ورئيس قسم جنوب آسيا فى حتقيقات وممارسات النزاعات مبؤسسة «كـرول»، إن الغش ال ينال االهتمام املناسب من قبل اجلهات املنظمة وال من اجلهات السياسية وبالطبع فإن عامة الناس ال ينتبهون ملخاطره رغـم تكرار حدوثها فى القطاع املالى وبصورة متشابهة و لذا كان هناك أيضاً قلق حول نقص مناهج التعليم املناسبة ملواجهة املشكلة وبالتالى التصدى لذلك النوع من العمليات.

ووجـد تقرير شركة "بيو" لألبحاث بحسب تقرير "راكونتر" املنشور بصحيفة «ذى تاميز» البريطانية أن عــدد الـشـركـات التى شهدت عمليات احتيال فى عام 2017 يفوق عام 2016 حيث ارتـفـع إلــى %49 ممـن شملهم البحث مقابل %36 فى استطالع سابق.

ووجـــدت الــدراســ­ة االستقصائي­ة العاملية للجرمية واالحتيال التى أجرتها الشركة أن اجلرمية السيبرانية من املتوقع أن تكون أكثر منظمات الغش تخريباً لالقتصاد العاملى خالل العامن املقبلن.

ومثلما هى املشكلة ينظر الكثيرون إلى أن اجلرائم املالية بعيدة كل البعد عن اخلطط األكثر شراً التى ميكن أن يستخدمها املحتالون لزعزعة استقرار االقتصادات العاملية ويتم الترويج لذلك فـى حمالت إعالمية مضللة تخدع الناس واملسئولن وتثبط حماسهم التخاذ إجــــراءا­ت حـــذرة مـا يعنى أن هـنـاك احتمال حدوث نتائج مدمرة.

ووجــــدت دراســــة حـديـثـة أجــرتــهـ­ـا املجلة األمريكية للصحة العامة أن املتصيدين عبر اإلنترنت من روسيا ينشرون التغريدات ضد عمليات تلقيح التطعيمات، وذلـك بهدف زرع الفتنة بن سكان الواليات املتحدة.

ويـقـول التقرير إن احلسابات التى تتنكر كمستخدمن شرعين تخلق معادلة مزيفة، وتضعف اإلجماع العام على حمالت التطعيم موضحاً أن املتصيدون كانوا يحاولون حتقيق املـزيـد مـن االنقسام فـى املجتمع األمريكى، فضًال عن تآكل الثقة العامة فى اللقاحات املهمة.

وقد يؤدى االنخفاض املفاجئ فى استخدام الـلـقـاح إلـــى زعــزعــة اسـتـقـرار االقـتـصـا­دات العاملية، وقد تكون الواليات املتحدة الضحية األولى.

وتكلف األمـــراض املـلـيـار­ات مـن الـــدول كل عـــام، وميـكـن لـوبـاء خطير نـاجـم عـن ارتـفـاع فى األمـراض املعدية بسبب قلة الناس الذين يلقحون أطفالهم أن يهدد االقتصاد.

ويُعتقد أن األنفلونزا اإلسبانية التى استمرت من عام 1918 إلى عام 1920 قد قتلت 100 مليون شخص وقضت على نحو 4 تريليونات دوالر من الناجت املحلى اإلجمالى العاملى، أى حوالى %5 من اإلجمالى.

وميكن أن يكون للمحرضن الذين يزرعون اخلــــالف ملـنـع الــبــلــ­دان مــن الـــوفـــ­اء بـبـرامـج التحصن الهامة تأثير مدمر مماثل، ويتوقع البنك الدولى أن يكون لوباء عاملى تأثير كارثى مماثل على االقتصاد العاملى فى القرن احلادى والعشرين.

ويتطلب أولئك املكلفن مبكافحة االحتيال ومنع زعزعة استقرار االقتصادات العاملية أن يظلوا متقدمن خطوة واحدة على األقل أمام هذه امليليشيات اإللكتروني­ة.

ويعتبر التقرير أن مصدر التهديد األول هو نغمة التهوين لدور الغش فى تعطيل حركة االقتصادات العاملية فى حن يصبح املجرمون أكثر تنظيماً ويطرحون حتديات مختلفة ألولئك الذين يحاولون التصدى لهم.

وقــال نيك مـذرهـاو، مدير حلول االحتيال والهوية فى "إكسبريان"، إن األمـر بدأ يزداد تطوراً ملنع املحتالن من الهجوم وسيتعن على اجلميع العمل للفوز فى هذا الرهان وبناء خط دفـاع أفضل، معتبراً أن العملية تشبه حرب عصابات، لكن املثير لالطمئنان أن منصات احلماية تتحسن بشكل سريع.

ووصف التقرير جهود مكافحة الغش بأنها سباق تسلح دائــم التطور على اجلانبن وأن التهديد الذى ميثله املحتالون على الشركات واحلكومات واملنظمات األخرى يعنى أن أولئك املكلفن مبكافحة االحــتــي­ــال ومـنـع زعـزعـة استقرار االقتصادات العاملية يجب أن يظلوا متقدمن خطوة واحدة على األقل.

ويــرى مــــاروود، أن العامل األكـبـر هنا هو التكنولوجي­ا حيث تخلق فـرصـاً للمحتالن لسرقة األمــوال النقدية وغيرها من األصول وليس هناك شك فى أن هذه الفرص سوف تزيد وتتطور مع مرور الوقت.

لكن التكنولوجي­ا لها جانبان على الرغم من ذلـك فيمكن أيضاً أن تكون فعالة للغاية فى منع وكشف االحتيال، والسيناريو األسـوأ هو أن احلكومة والشركات واألفـــرا­د ال يواكبون املحتالن فى هذا التطور بل يتفوقون عليهم.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt