مواجهة بين مخاوف الحماية واالحتكار
الزينى: االسترياد فرصة جيدة لحماية السوق من تحكم املصانع املحلية املراكبى: أحيانا نبيع بالخسارة ونستجيب النخفاض األسعار العاملية
اقـتـصـاديـاً، يستحسن كثيرون خلق ُمنافس للمنتج املحلى عبر االستيراد.
وفـى ظل األوضــاع االقتصادية التى متر بها مصر، يحبذ متعاملون فى قطاع املقاوالت فتح الباب أمام استيراد احلديد من املناشئ املختلفة لعدم حتكم املصانع املحلية فى األسعار، فى الوقت الذى رفضت فيه املصانع ذلك، وطالبت بأهمية استمرار حماية الصناعة املحلية.
قال أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء فى غرفة القاهرة التجارية، إن االستيراد فرصة جيدة حلماية السوق من حتكم املصانع فى األسعار، وال ميكن وضعه حتت بند اإلغراق.
أضاف أن املصانع فى مصر ترفع األسعار فور زيــادة أسعار خامات التصنيع فى بورصة لندن للمعادن، فى حني تتأخر كثيًرا فى خفض األسعار حال تراجعها فى البورصة العاملية.
وتعتبر املـمـارسـات االحتكارية فـى التصنيع والتجارة أحـد أبـرز أسباب زيــادة أسعار السلع فى الـسـوق، فهى تقضى على املنافسة، وحترم املستهلك مـن حصوله على سلع جـيـدة بسعر أرخص، سواء من اإلنتاج املحلى أو املستورد.
أضـــاف الـزيـنـي: «فــى بعض األحــيــان ترتفع األسعار ألسباب غير معروفة، وهو ما يضر السوق من خالل توقف حركة املبيعات نهائًيا، خصوصا وأنـه مع تراجع األسعار بشكل مفاجئ يتعرض التجار خلسائر مالية كبيرة.
وقال سامح جالل، رئيس شركة إخوان صالح السـتـيـراد احلــديــد، إن اسـتـمـرار وجـــود املنتج املـسـتـورد يـفـرض حـالـة مـن املنافسة مـع املنتج املحلي، ويكون املستهلك هو املستفيد النهائى من ذلك الوضع.
وأوضـح أن األسعار تنخفض ملستويات جيدة حــال وجــود منافسة قوية بـني املنتجني املحلى واملستورد، وهو ما منعته احلكومة بفرض قرارات اإلغراق فى ديسمبر .2017
وطالب جالل، بفتح الباب أمام تسجيل مصانع جديدة لالستيراد منها حتى تنضبط األسعار فى السوق بشكل أكبر، مضيفا ان 4 مصانع جديدة فقط سجلت بعد فــرض رســوم اإلغـــراق، وهى ليست كافية ملوازنة األوضاع فى السوق.
فى املقابل، رفض حسن املراكبي، رئيس مجلس إدارة شركة املراكبى للصلب ربط مصطلح «رسوم اإلغـــراق» بـ«احتكار الـسـوق»، قائًال: «الصناعة املحلية تواجه عقبات كثيرة، ويجب االلتفات إلى حلها قبل تدهور األوضاع».
وأوضـــح املـراكـبـي، أن أسـعـار احلـديـد محلًيا يتحكم فيها عامالن رئيسيان، األول هو األسعار العاملية خلامات التصنيع والتى تخضع لعملية الـعـرض والطلب العاملية، والـثـانـى هـو التكلفة احلقيقة للتصنيع داخل خطوط اإلنتاج.
وأضاف أن الشركات تتجاهل عنصر التكلفة فـى العديد مـن األحـيـان، وتستجيب النخفاض األسعار العاملية، فتقوم بخفض هامش الربح ألقل قدر ممكن، وبعض األحيان تبيع باخلسارة، قائًال: «فقط الستمرار حركة اإلنتاج والبيع».
وقــالــت مــصــادر لـــ«الــبــورصــة»، رفـضـت نشر اسمها، أن األسعار مؤخًرا انخفضت بقيم تصل إلـــى 630 جنيًها فــى الـطـن دفـعـة واحــــدة بعد انخفاض أسـعـار خــام «البليت» و«اخلــــردة» فى بورصة لندن للمعادن.
أوضـحـت أن تـراجـع األســعــار حتـت 12 ألف جنيه وسط ظروف القطاع احلالية يؤكد حرصها على استقرار الـسـوق وزيـــادة املبيعات بأقصى صـــورة ممـكـنـة، خــاصــة وأن انـضـبـاط أوضـــاع السوق سيصب رأًسـا على ميزانياتها، وبالتالى االستثمارات اجلديدة.
قالت املصادر، إن مطالب املصانع بفرض رسوم إغـراق على واردات احلديد من دول (أوكرانيا، والـصـني، وتركيا) مشروعة وليس الهدف منها االحـتـكـار، خصوصا وأن تالعب هــذه املناشئ بالسوق املصرى كان واضحا للجميع.
أضافت: «نتائج حتقيقات جهاز مكافحة الدعم واإلغـراق بـوزارة الصناعة، أكد أن األسعار التى بـاعـت بـه تلك املـنـاشـئ احلـديـد ملصر أقــل من األسعار التى كانت تبيع بها فى الوقت نفسه داخل أسواقها املحلية».