تتبنى استراتيجيات جديدة لتعزيز االستثمار
وفــى مـقـال نـشـره أبوبكر عمر هـــادى، رئيس مجلس إدارة هيئة املـوانـئ واملـنـاطـق احلــرة فى جيبوتى على صفحات «فاينانشيال تاميز»، أوضح أن أفريقيا تقع فى مركز التجارة الدولية بني آسيا وأوروبــا واألمريكتني وهى أكثر من مجرد حقيقة جغرافية، وبعد يوم اكتسبت القارة السمراء مزيداً من العوامل للمساهمة فى منو عاملى أوسع.
وقال هـادى، إن رأس املال البشرى كان عامًال مـهـمـاً فــى جـعـل الـصـني قـــوة اقـتـصـاديـة عظمى وبحلول عام 2050 ستكون أفريقيا موطناً لسكان يبلغ عددهم 2.4 مليار نسمة- أى ربع سكان العالم منهم مليار شخص دون سن الـ81 عاماً.
وفــى أفريقيا كما هـو احلــال فـى الصني يعد رأس املال البشرى أحد األصول الرئيسية للنمو، ويجب أن تستمر الدول األفريقية فى حتسني آفاق الشباب الذين يبحثون فى كثير من األحيان عن فرص فى أماكن أخرى.
وتـعـوق احلــواجــز اجلمركية إمـكـانـات السوق األفريقية، ولهذا السبب تقوم أفريقيا ببناء أكبر منطقة جتـارة حـرة فى العالم بحلول عـام 2030 ومبجرد تنفيذها سيتوحد ما يصل إلى 55 دولة مبجموع إجمالى نــاجت محلى يبلغ 3.3 تريليون دوالر.
وأكـّد هـادى، ان األمر سيستغرق 14 عاًما فقط ألفريقيا من أجل تكرار ما حدث فى قارات أخرى، وأرسل الطبيب الكونغولى احلائز على جائزة نوبل للسالم تقديراً جلهوده فى معاجلة ضحايا العنف اجلنسى، دينيس موكويغى، رسالة تذكير قوية قائًال إن البلدان األفريقية من بني أغنى البلدان على كوكب األرض، لكن شعوبها من بني أفقر الناس فى العالم.
ورغم أن أفريقيا تفقد أى فرصة خللق وظائف وثروة، إال أن هذا الوضع فى طور التغيير، فالنمو االقتصادى األفريقى مدفوع مبتطلبات الطبقة املتوسطة املتنامية فى القارة والتى تعتزم حتويل وإضافة قيمة للبضائع التى تصدرها فى الوقت الراهن.
وأظـهـرت أحــدث بيانات التصنيفات الدولية، إشـارات مشجعة حيث قفزت جيبوتى 55 مراكزاً فى عام واحـد فى ترتيب تقرير ممارسة أنشطة األعـمـال لعام 2018 الــذى أعــده البنك الدولي، وكانت واحدة من أفضل 10 اقتصادات فى سهولة ممارسة أنشطة األعمال.
يأتى ذلك فى الوقت الـذى تفتخر فيه إثيوبيا بتسجيل منو مرتفع، وينبغى لنا جميعاً أن نحتفل بالتطورات السياسية األخيرة فى منطقة القرن األفريقى.
وكشف هادى، أن هذه التطورات متضى قدما فـى هــذه الــقــارة، إذ تستعد لتدشني العديد من املوانئ وسـط الطلب املتزايد من شـرق أفريقيا، فى ظل توسع شبكات السكك احلديدية سريعاً فى املغرب ونيجيريا والقرن األفريقى، ومن املتوقع أن يصل النمو االقتصادى فى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى %3.8 فى عام .2019
ومع ذلك فبدالً من حتفيز األمل والثقة تستمر قارتنا فى إثارة الشكوك الناجمة فى الغالب عن أفـكـار مسبقة أو حتليالت غير كافية، وتتعلق االهـتـمـامـات األكـثـر شيوًعا بـالـديـون، فالبلدان األفـريـقـيـة الـتـى أصبحت مقيدة للغاية لبعض الــدائــنــني، السـيـمـا الــصــني تــرهــن سـيـادتـهـا فى املستقبل.
ولكن بغض النظر عـن ذلــك فــإن العديد من الـدول األفريقية تشهد معدالت منو ملحوظة، إذ يبلغ معدل النمو فى روندا نسبة %8 وإثيوبيا نسبة %11 وكوت ديفوار .%7.2
وفــى القريب العاجل ستكون دول أخــرى فى القارة فى نفس القارب على املستوى العملى األمر الـذى يعنى أن دولنا أصبحت أكثر ثــراًء، وهو ما يعزز فى النهاية قدرتها على سداد ديونها.
ويكمن التحدى فى ضمان أن يكون هذا النمو مستداماً وأن تدمج أفريقيا بقوة فى عالم العوملة، ومن اجل القيام بذلك ينبغى على القارة إعطاء األولوية ملعاجلة فجوة البنية التحتية، فالتوقعات اجلديدة من البنك األفريقى للتنمية، تشير إلى أن البنية التحتية للقارة حتتاج ملا يقرب من 150 مليار دوالر سنوياً مع وجود عجز فى التمويل فى املنطقة يتراوح بني 68 مليار دوالر 108و مليارات دوالر.
ومــن املـقـرر أن تعمل هــذه االسـتـثـمـارات على ضمان اإلفادة لهذا الكوكب بأسره من خالل تعزيز دور أفريقيا كجسر طبيعى بني القارات وتسريع التجارة الدولية.