خفض إنتاج الخام الثقيل من السعودية وكندا يضع مصافى العالم فى مأزق
تتضافر التخفيضات اإلنتاجية فى السعودية وكندا الغنيتان بالبترول لتترك مصافى تكرير اخلام الثقيل من خليج املكسيك إلى آسيا فى مأزق.
ذكــرت وكـالـة أنـبـاء «بلومبرج»، أن خفض اإلنتاج فى مقاطعة ألبرتا الكندية دفع األسعار املحلية إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من عقد.
وأضافت الوكالة األمريكية، أنه من املتوقع أن يركز السعوديون بدرجة كبيرة على التقليل مـن إنـتـاج اخلـــام الثقيل حيث تـقـود اململكة اجلهود إلعادة التوازن فى السوق العاملية.
وقـال جون اويــرز، نائب الرئيس التنفيذى بالشركة «تيرنر ماسون» الستشارات الطاقة، إنـــه مــن الـنـاحـيـة الـتـاريـخـيـة عـنـدمـا يقوم السعوديون بخفض اإلنتاج فإنه يكون خام ثقيل ومتوسط.
وأضـاف أن هذا األمر يعنى أن نوع اخلام الــــذى ميـثـل أكــثــر مــن %10 مــن إمــــدادات املصافى فى العالم والذى أصبح نادراً بالفعل بسبب تراجع االنتاج من فنزويا وهو ما قد يصعب األمور أكثر من ذلك فى وقت يتم فيه معاجلة أكثر من نصف اخلام الثقيل فى العالم فى الواليات املتحدة.
وفى كندا ارتفعت أسعار البترول اخلام منذ الشهر املاضى عندما قررت مقاطعة ألبرتا، تقليص اإلنتاج مبقدار 325 ألف برميل يومياً بداية من يناير اجلارى للتخفيف من أزمة خط األنابيب.يأتى ذلك فى الوقت الذى قلصت فيه السعودية أكبر منتج للبترول يف منظمة «أوبك» تدفقات اخلـام بنحو 500 ألف برميل يومياً فى ديسمبر املاضى ومـن املتوقع أن تتراجع الصادرات أكثر الشهر اجلـارى بسبب اتفاق منظمة «أوبـك» وحلفائها على خفض اإلنتاج مبقدار 1.2 مليون برميل يوميا بعد انهيار األسعار فى وقت متأخر العام املاضى.
وفى فنزويا وهى منتج أيضاً للخام الثقيل تراجعت الصادرات إلى أدنى مستوى لها منذ 28 عاماً فى ،2018 حيث أضر النزاع السياسى واالنهيار االقتصادى بأهم صناعة فى الباد.
وحـــددت اململكة العربية السعودية سعر البيع الرسمى خلامها الثقيل لشهر فبراير إلى الواليات املتحدة بعاوة قدرها 50 أول زيادة فى 10 أعوام على األقل.
وقالت ساندى فيلدن، مديرة أبحاث السلع لدى «مورنينج ستار»، إنه إذا قام السعوديون بتخفيض معظم اخلـــام املـتـوسـط والثقيل، فإن السوق اآلسيوية التى تشترى عـادة تلك الدرجات من اململكة ستكون األكثر تضرراً.
وأضافت أن هذا من شأنه أن يوسع انتشار خـــام غـــرب تـكـسـاس الـوسـيـط ويــعــزز حصة الواليات املتحدة فى آسيا فى الوقت الراهن.
ذكرت الوكالة، أن ثورة البترول الصخرى، باإلضافة إلـى اإلمـــدادات البحرية اجلديدة من البرازيل وغرب أفريقيا تسببت فى زيادة اخلام اخلفيف بينما انخفضت اإلمدادات من فنزويا إلى املكسيك وسط تراجع النمو فى كندا بسبب التأخير فى بناء خطوط أنابيب جديدة. وقال أويرز، إن شركات التكرير تفتقر إلـى اخلــام الثقيل فى الوقت احلالى بسبب انـخـفـاض اإلنــتــاج الفنزويلى وعـــدم الـقـدرة على زيادة التدفقات الكندية بسبب مشكات األنابيب ووهـذا يعنى أن املصافى األمريكية رمبا تتحول أكثر نحو املكسيك. سنًتا وهى