Al Borsa

االقتصادى؟ ما هو شكل العالقة مع صندوق النقد الدولى بعد انتهاء البرنامج

مقرتحات باللجوء إىل «خط الوقاية والسيولة» أو برنامج إصالحى غري نقدى مع الصندوق

- كتب - أحمد فرحات:

من المنتظر أن ينتهى البرنامج االقتصادى الذى تطبقه الحكومة مع صندوق النقد الدولى فى الصيف المقبل مع انتهاء التسهيل االئتمانى الممدد الذى أتاح لمصر 12 مليار دوالر من الصندوق خالل 3 أعوام، ومع اقتراب انتهاء البرنامج تثور التساؤالت عن شكل العالقة مع المؤسسة الدولية التى شكلت الحياة االقتصادية فى مصر منذ خريف العام ،2016 خصوصًا مع وجود حاجة لتحويل اإلصالحات التى تمت على مدار األعوام الثالثة الماضية إلى ممارسات مستدامة.

يقول محللون وخبراء سابقون لدى صندوق النقد الـدولـى، إن مصر التــزال بحاجة إلـى مساعدات فنية من الصندوق لدعم اإلصالحات الهيكلية على مستوى الضرائب واستمرار إصالح منظومة الدعم، فضًال عن متابعة تنفيذ آلية تسعير املواد البترولية، ودمـــج القطاع غير الرسمى مـن خــالل منظومة الشمول املالى.

واقترح عدد من اخلبراء إمكانية إجـراء اتفاق حتت مسمى «خط الوقاية والسيولة»، مثل الذى أبرمته دولة املغرب والـذى يهدف إلى التأمني من املخاطر اخلارجية وال تسحب مـوارده مالم تظهر احتياجات فعلية لتمويل ميزان مدفوعاتها.

ورأى البعض اآلخــر أن احلكومة هـى البديل احلقيقى لصندوق النقد الدولى عن طريق صياغة بـرنـامـج إصـــالح اقـتـصـادى جـديـد يعتمد محوره األساسى على مواجهة مشكالت عدد من القطاعات الرئيسية فى االقتصاد ويكون مرتبطاً بعنصرى اإلنـتـاجـ­يـة والتنافسية وحتـسـني بيئة األعــمــا­ل، مستشهدين بـنـجـاح مـصـر فــى صـيـاغـة برنامج إصالح اقتصادى ومالى فى عام 2004 دون مساعدة صندوق النقد الدولى ومت جراء تطبيق هذا البرنامج حتقيق %7 معدل منو على مدار 3 سنوات.

وقال محمد أبوباشا نائب رئيس قطاع البحوث باملجموعة املالية هيرميس، إن هناك عــدداً من اآللــيــا­ت األخـــرى فـى التعامل مـع صـنـدوق النقد الدولى خالل الفترة املقبلة ميكن للحكومة اللجوء إليها بعد انتهاء البرنامج احلالى.

ومن بني تلك األدوات استخدام برنامج «السيولة والـوقـايـ­ة» من الصندوق وهـو خط ائتمانى حتت الطلب ال يتم السحب منه إال عند احلاجة ويتم االتـفـاق عليه مع الصندوق ويتضمن مستهدفات ينبغى حتقيقها.

وأشـار إلى أن هذا البرنامج ميثل وقاية للدول حـــال حـــدوث اهـــتـــز­ازات معينة غـيـر قــــادرة على استيعابها، وقال إن املستهدفات فى هذا البرنامج لن تكون مثل برنامج اإلصالح االقتصادى الذى طبقته مصر على مدار 3 سنوات ويشكل ثانى أكبر برنامج بالنسبة لصندوق النقد الدولى.

وأضــــاف أن مـصـر ميكنها أيـضـا االتــفــا­ق مع صندوق النقد على برنامج غير متويلى بعد انتهاء البرنامج احلالى، وهى إحدى أدوات صندوق النقد الدولى التى ال ترتبط مببالغ مالية، لكنه مرتبط مبستهدفات اقتصادية األمـر الـذى يعطى رسالة للمستثمرين أنه على الرغم من عدم احلاجة الى مبالغ مالية، إال أن احلكومة ملتزمة بالشفافية فى حتقيق مستهدفاتها االقتصادية على املستويني الداخلى واخلارجى.

ومــــن جــانــبــ­هــا، قـــالـــت أمــنــيــ­ة رمـــضـــا­ن كبير االقتصادين­ي بشركة ديكود لالستشارات املالية، إنــه ينبغى لتقييم بـرنـامـج اإلصـــالح االقـتـصـا­دى مع صندوق النقد الدولى النظر إلى حركة ميزان املدفوعات خالل الربع األول.

وأضافت رمضان، أن البرنامج ساهم فى حتسني أداء امليزان اجلارى وتدفقات محفظة استثمارات األجـــانـ­ــب بـعـد الــتــعــ­ومي مــبــاشــ­رة، حـيـث حققت الصادرات غير البترولية منو بنحو 16% و%13 على التوالى فى العامني املاليني السابقني، وإن كان هذا النمو غير متوافق مع االنخفاض الكبير فى قيمة العملة.

واضافت رمضان، أنه بعد مرور عامني من تطبيق برنامج اإلصــالح االقتصادى تراجعت الصادرات غير البتروليه مبـعـدل %2 وتـراجـعـت اكتتابات األجانب فى أدوات الدين.

وقـالـت رمـضـان، إن املحصلة العامة لبرنامج اإلصــالح االقتصادى على القطاع اخلـارجـى، إنه ساهم فى إعطاء دفعة للميزان التجارى، لكنها توقفت مرة أخرى، مشيرة الى تراجع منو حتويالت املصريني باخلارج بسبب مشاكل التوظيف بدول اخلليج.

وقالت باستثناء قطاع السياحة الذى حقق حتسنا غير مسبوق، فإن النمو لم يولد دخل اجنبى كبير نتيجة تراجع امليزان التجارى غير النفطى لتصير حركة الواردات اكبر بكثير من الصادرات السلعية.

وتابعت رمضان، أن مزيداً فى النمو غير املدفوع بالصادرات يؤدى إلى زيادة العجز اجلارى بسبب أن االستثمارا­ت املحلية متثل أداة ضغط املـوارد على املدى القصير.

وقـالـت إن مثل هـذه السياسات ال يوجد لدى الصندوق حلوال لها األمر الذى يتطلب من احلكومة العمل عليها عن طريق إصـالح هيكلى يعمل على زيادة اإلنتاجية لرفع معدالت التصدير ومن ثم خلق تنافسية للصادرات املصرية باألسواق اخلارجية، فضًال عن ضرورة مرونه أكبر فى أسعار الصرف.

وتابعت: «أن احلكومة البـد أن تكون البديل احلقيقى لـصـنـدوق الـنـقـد الــدولــى عــن طريق صياغة برنامج إصـالح اقتصادى جديد يعتمد محوره األساسى على مواجهة مشكالت عدد من القطاعات الرئيسية فى االقتصاد ويكون مرتبطا بعنصرى اإلنتاجية والتنافسية و حتسني بيئة األعمال».

وأضافت: جنحنا فى عام 2004 فى وضع برنامج إصالح اقتصادى ومالى دون مساعدة صندوق النقد الدولى ومت جراء تطبيق هذا البرنامج حتقيق %7 معدل منو على مدار سنوات.

وفــى سياق متصل، قالت عالية ممــدوح كبير االقتصادين­ي بشركة بلتون املالية القابضة، إن املساعدات الفنية ستستحوذ على اجلزء األكبر من التعامل مع صندوق النقد الدولى بعد انتهاء برنامج االصـالح االقتصادى وبصفة خاصة متابعة تنفيذ آلية تسعير املواد البترولية اجلديدة نتيجة تطبيقها فى العديد من الدول مبساندة الصندوق، باإلضافة إلى املساعدة فى صياغة برامج خللق فرص عمل باملناطق النائية األمر الذى يؤدى إلى رفع معدالت النمو.

وأضافت أن استمرار التعاون بني اجلانبني خالل الفترة املقبلة يعطى رسالة طمأنة لدى املستثمرين األجانب بوجود خبراء عامليني يساندون عمليات اإلصالح.

وأشارت إلى أن تطوير القطاع الصناعى يحتاج نظرة أكبر وأعمق من صندوق النقد واحلكومة عن طريق بحث أوجه دخول القطاع غير الرسمى فى املنظومة الرسمية واالهتمام بقطاع املشروعات الصغيرة واملتوسطة.

وأضافت أن مصر ليست بحاجة إلى تدفقات مـالـيـة جــديــدة بـعـد انــتــهــ­اء بــرنــامـ­ـج اإلصـــالح االقتصادى فى ظل حتسن مـواردهـا من العملة األجنبية، فضًال عن أن طرح السندات الدولية يغطى جزءاً من االحتياجات التمويلية.

وذكـرت أن استمرار احلكومة فى سياساتها نحو تخفيض العجز بـاملـوازن­ـة العامة وإصــالح منظومة الـديـن الـعـام ميثل خطوة ايجابية فى حتقيق مستهدفات اإلصالح االقتصادى.

وفى ذات السياق، قال فخرى الفقى مستشار صــنــدوق الـنـقـد الــدولــى األســبــق إن االقـتـصـا­د اليزال بحاجة إلى مزيد من اإلصالحات الهيكلية األمر الذى سيأتى من خالل مساعدة الصندوق للحكومة فيما يتعلق بإصالح الهيكل الضريبى واستمرار إصالح منظومة الدعم وحوكمة شركات قطاع األعمال العام لتحويلها من اخلسارة إلى الربحية.

وأضـــاف أن تـواجـد بعثة مـن صـنـدوق النقد الدولى بالقاهرة ملراجعة األداء االقتصادى كل

أشهر يعطى رسالة للمستثمرين عن سالمة األوضاع االقتصادية، قائًال: «طول ما الصندوق موجود حاطني فى بطننا بطيخة صيفى».

وأشـــار إلــى أن املعاجلة الضريبية اجلديدة ألذون وسندات اخلزانة جاءت بناًء على مقترحات الصندوق، بجانب أن إلغاء البنك املركزى آللية حتويل األمـوال بالنسبة لألجانب وكذلك حترير سعر الدوالر اجلمركى على السلع غير األساسية.

«ممدوح»: استمرار التعاون الفنى بني الجانبني خالل الفرتة املقبلة يعطى رسالة طمأنة للسوق «الفقى»: نحتاج مساعدة الصندوق فى اإلصالحات الهيكلية وتواجد البعثة كل 6 شهور مطمنئ «أبوباشا»: من املمكن إبرام اتفاقية لتأمني املخاطر الخارجية كاملغرب مع الصندوق «رمضان»: حل املشكالت املتبقية ملصر ليس لدى الصندوق ونحتاج برنامجًا حكوميًا لإلصالحات الهيكلية

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt