Al Borsa

«فاينانشال تايمز»: «كورونا» التهديد األكبر لصناعة الرحالت البحرية

- كتبت - دعاء البرعى:

يعتبر أسطول السفن السياحية الضخمة، املتوقف بالقرب من منتجع واميث الساحلى فى اململكة املتحدة، تذكير قامت باألزمة املتصاعدة التى أحدثها تفشى وبــاء كـورونـا على صناعة الرحالت البحرية التى تبلغ قيمتها 150 مليار دوالر. فبدال من محاولة جتاوز الرقم القياسى البالغ 30 مليون مسافر ممن مت نقلهم على منت السفن خالل العام املاضى، يتعني على مشغلى الصناعة، الـذيـن يزيد عـددهـم عـن 60 مشغال، معاجلة السؤال املحفوف باملخاطر واملكلف والذى يدور حول ما يجب فعله مع ما يقرب من 350 سفينة بحاجة للعمل حول العالم.

كانت املرة األخيرة التى توقفت فيها السفن عن العمل لفترة طويلة فى أعقاب هجمات 11 سبتمبر اإلرهابية، لكن املسؤولني التنفيذيني

يقولون إن أزمــة فيروس كـورونـا املميت، التى تركت جتمعات صغيرة من السفن راسية قبالة الـسـواحـل بـدايـة مـن الــواليــ­ات املـتـحـدة وحتى إندونيسيا، تشكل تهديدا أكبر بكثير بالنسبة لهذه الصناعة.

وقال مستشار الصناعة أليكس داونز، والذى يعمل أيضا كقبطان على خطوط ماريال للرحالت البحرية: «كـان احلــادى عشر من سبتمبر آخر حدث هام بالنسبة لصناعة الرحالت البحرية ولم يستمر سوى لفترة قصيرة، لذا فإن األحداث الراهنة غير مسبوقة».

منذ نحو 6 أشهر عندما فرضت حكومات عديدة عمليات اإلغالق للحد من تفشى الوباء، تقوم الشركات بوضع خطط لإلبحار مرة أخرى، إذ تعتزم شركة البحر املتوسط للشحن البحرى، أكـبـر مشغل ممـلـوك للقطاع اخلـــاص، الـعـودة مبدئيا إلى البحر األبيض املتوسط هذا الشهر، فى حني تخطط شركة «كرنفال كروز الينز»، أكبر

شركة فى العالم، إلعادة إطالق أوروبى.

ولكن مع عودة ظهور «كوفيد-91» فى أوروبا واستمرارية املحاوالت فى آسيا والواليات املتحدة

للسيطرة على الوباء، فإن التحدى املتمثل فيما يجب فعله مبخاطر السفن أصبح أكثر إحلاحا مع تزايد األعباء املالية على الشركات، وفقا ملا نقلته

صحيفة «فاينانشال تاميز» البريطانية.

وأشــارت الصحيفة إلـى أن «مـاريـال» قامت ببيع سفينة « ‪»the Marella Celebratio­n‬ إلى شركة تركية، ولكنها لم تكن الشركة الوحيدة التى أقدمت على مثل هذه اخلطوة، فهناك شركة «رويــال كاريبيان»، ثانى أكبر شركة للرحالت البحرية فى العالم، التى أعلنت حتى اآلن عن إيقاف ثالث من سفنها البحرية.

وقال مدير شركة »Sea2Cradle« املتخصصة فى إعادة تدوير السفن، ووتر روزنفيلد، إن 2020 كان العام األول الذى تعمل فيه شركته مع صناعة الرحالت البحرية، مشيرا إلى أنه سيكون هناك بالتأكيد مزيد من عمليات إيقاف السفن وأكثر من املعتاد حتى تتم السيطرة على تفشى الوباء.

إذا كان مسار الوباء هو املسار األكبر املجهول بالنسبة لصناعة الرحالت البحرية، فإن القدر األكبر من الـصـورة املباشرة واضــح ومؤلم فى الوقت نفسه.

وبـالـنـظـ­ر إلـــى اإلمــــــ­دادات الــوفــيـ­ـرة، فقد انخفضت قدرة خطوط الرحالت البحرية على املساومة حول املقدار الذى ميكن توقعه للسفن التى يجرى حتويلها إلى خردة.

وفيما يخص حتويل السفن إلى خــردة، قال روزنفيلد، إن الشركات مجبرة على قبول سعر منخفض للغاية، ألن حتويل السفن إلـى خردة يعتبر سوق للمشترين. كما أن تفكيك مثل هذه السفن املعقدة يعتبر عملية مرهقة.

تاريخيا، كان من الشائع قيام أصحاب السفن بإرسال سفن لتفكيكها فى الهند وباكستان، حيث تنخفض التكاليف بشكل كبير.

وقدرت شركة »Sea2Cradle« جتاوز تكلفة حتويل السفينة إلى خردة فى أوروبـا حاجز الـ

160 دوالرا للطن مقارنة بآسيا، ولكن بالنسبة للسفينة السياحية، التى يبلغ متوسط وزنها 25 ألف طن دون معدات أو ركــاب، قد يصل ذلك السعر إلى 4 ماليني دوالر.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt