«فاينانشيال تايمز»: تقييم أسهم «تسال» ليس نتاج األرباح وإنما رهان على المستقبل
صناع السيارات الكهربائية يستفيدون من ضجيج الشركة األمريكية.. و«أكس بينج» الصينية تسجل 10 مليارات دوالر مليار دوالر قيمة الشركة حاليا رغم أن إيراداتها 1.1 مليار دوالر فقط
وتــقــدر قيمة «تــســا»، الـتـى يـديـرهـا الرئيس التنفيذى إيـلـون مـاسـك، حالياً بنحو مليار دوالر، أى أكثر من مرة وربع لكل من شركتى «تويوتا» و»فولكس فاجن» مجتمعتني.
وإذا كـــان بــــاراك أوبـــامـــا، فـــاز مبنصب رئيس الوالياتاملتحدةاألمريكيةعام بجرأةاألمل، فـإن ماسك قد بنى حياته املهنية من خـال جرأة الدعايا الصاخبة، فأنصار املدير التنفيذى األمريكى يزعمون أن ماسك كثير التغريدات واملدخن ورجل الصواريخ، ال يعمل على بيع السيارات فقط، بل يقدم تذاكر للمستقبل أيضاً.
وأثــر االرتـفـاع املستمر فى أسعار أسهم شركة «تسا» فى الشركات األخـرى العاملة على تصنيع السيارات الكهربائية، إذ سارع املستثمرون إليجاد األسهم الرائعة التالية.
وخــال األسـبـوع املـاضـى، ارتفعت قيمة صانع السيارات الكهربائية الصينى «إكس بينج موتورز»،
بنسبة فى أول ظهور لها فى بورصة نيويورك، مستفيدة من الهالة املحيطة بشركة «تسا»، وبالتالى ساعد االكتتاب املفرط بشكل كبير- الطلب يتجاوز فيه املعروض- فى تقييم الشركة الناشئة بقيمة مليارات دوالر.
ومـــن املــؤكــد، أن مـثـل هـــذه التقييمات آثـــارت الصرخات التى تقول «فـقـاعـة!»، ومــن املـؤكـد أن السوق توقف لوهلة للتفكير فى أحــداث األسبوع األخير، فا توجد مقاييس استثمار تقليدية، مثل نسب األربـاح إلى األسعار أو عوائد أرباح األسهم، بإمكانها تبرير االرتفاع احلاد فى سعر سهم «تسا»،
وفقاً ملا قاله جـون ثورنهيل، محرر متخصص فى شئون االبتكار، فى مقال نشرته صحيفة «فاينانشيال تاميز» البريطانية.
وعلى سبيل املـقـارنـة، أنتجت شركتا «تويوتا» و»فولكسفاجن»بشكلمشترك مليونسيارة، وولدتا تدفقاً نقدياً حراً بقيمة مليار دوالر عام
وفقاً ملصرف «جى.بى مورجان» األمريكيفى حني سجلت «تسا» فى العام ذاته ما يصل إلى
ألفسيارة ملياردوالرنقداً. وإذا نُظر لألمر بطريقة أخرى، فإن سوق األسهم يقدر قيمة كل سيارة باعتها «تسا» خـال العام املاضى بأكثر من مليون دوالر للقطعة الواحدة، فى حني أنه ميكنك شراء سيارة «تسا موديل مقابل ألف دوالر. وذكـر املحرر ثورنهيل، أن مثل هذه الشكوك ال تثير قلق أنصار ماسك، الذين يهللون له فى كل خطوة يتخذها ويتصيدون املشككني بقوة. كما أنه ال يبدو وكأنه يثير قلق بعض املستثمرين الرئيسيني، الذين يجادلون بأن «تسا» تراهن على اجتاهات تكنولوجية كبيرة، تتمثل فى السيارات الكهربائية وتكنولوجيا البطاريات والقيادة الذاتية.
وتتوقع مؤسسة «مورجان ستانلي» قيام «تسا» ببيع ماينيسيارةبحلولعام معإمكانية حتقيق زيادات سريعة فى هوامش الربح املرتفعة من اخلدمات والبطاريات.
وقلص صندوق إدارة االستثمار «بيلى جيفورد»، أحـد أكبر املساهمني فى «تـسـا»، خـال األسبوع املاضى، حجم استثماراته ألسباب تخص ترجيحات املحافظ االستثمارية، محققاً أربـاحـاً قدرها مليار دوالر فـى أشـهـر، لكن إدارة الصندوق، ومقرها إدنـبـرة، قالت إنها التــزال متفائلة بشأن مستقبل «تسا» واحتفظت بحيازة قدرها فى أسهم الشركة.
وفى هذا الصدد، قال جيمس أندرسون، املدير املــشــارك فـى صـنـدوق «بيلى جـيـفـورد»، إن األمـر يستحق أحيانا دفــع أسـعـار غير منطقية ألسهم التكنولوجيا عالية النمو.
ومـن املؤكد أن التقييم احلالى لشركة «تسا» غير منطقى، لكنه كان ضعيفاً بشتى الطرق فى عام
ففى عالم غارق فى السيولة النقدية للبنك املركزى، تبدو العديد من التقييمات السوقية األخرى وكأنها مضطربة، إذ توجد اآلن سندات عاملية بنحو
تريليون دوالر تُتداول بعوائد سلبية. وثمة اختاف كبير بني ما يحدث اآلن وما حدث أثناء فقاعة اإلنترنت فى عام ويــدور هذا االختاف حول أن العديد من شركات التكنولوجيا عالية القيمة، إن لم تكن «تـسـا»، حتقق أرباحاً ضخمة، وبالتالى وفقاً لهذا املنظور، رمبـا تعكس تقييمات شركات التكنولوجيا الكبيرة التركيز املفرط فيما يتعلق بقوة الشركة. فى «بيلى جيفورد»، يقر أندرسون بأنه من غير املجدى محاولة وضع وقت محدد للخطوة التالية للسوق، لكنه اليـزال مقتنعاً بقيمة اإلدارة النشطة للصناديق والتحوالت طويلة األجل التى أحدثتها التكنولوجيا.
379