Al Borsa

تباين وتيرة التعافى بين إسبانيا وألمانيا تصعب مهمة «المركزى األوروبى»

- كتبت- منى عوض:

عادة ما تعتبر ساحة جران فيا، الواقعة فى قلب مدريد، نافذة تسوق إسبانية على العالم، لكن الشارع، البالغ من العمر عام، أصبح اآلن شاهدًا على األلم االقتصادى الناتج عن تفشى جائحة فيروس كورونا، والتباعد المتزايد فى قلب منطقة اليورو. وعلى النقيض من ذلك، يعتبر االنتعاش فى النشاط االقتصادى األلمانى واضحًا ألى شخص يسير على طول شارع زيل فى مدينة فرانكفورت، أحد أكثر شوارع التسوق ازدحامًا فى البالد، فالشارع مكتظًا بالحشود.

قبل الوباء، كانت إسبانيا تنمو بوتيرة أسرع من متوسط النمو فى منطقة الـيـورو، فى حني كانت أملانيا على شفا الركود، إذ تسببت نقاط الضعف التى طال أمدها فى إعاقة النمو االقتصادي.

كما أن أكبر اقتصاد فى أوروبا يعتمد بشكل كبير على الصادرات املتضررة من تراجع التجارة العاملية، ويعانى قطاع صناعة السيارات فيه من التحول إلى السيارات الكهربائية.

ولكن فى ظل تفشى فيروس كورونا فى جميع أنـحـاء أوروبـــا، النصف األول مـن انكمش اقتصادإسبا­نيابنسبة أىضعفاالنخ­فاض املسجل فى االقتصاد األملانى والبالغ نسبته

كما أن انتعاش أملانيا كان مختلفاً أيضاً، إذ كانت مبيعات التجزئة هناك أعلى من مستويات ما قبل الـوبـاء منذ مايو، فى حني أنها التــزال فى مكانة متأخرة فى إسبانيا.

وأوضــــحـ­ـــت صـحـيـفـة «فــايــنــ­انــشــيــ­ال تــاميــز» البريطانية، أن أحـد أسباب ضعف أداء اقتصاد إسبانيا هو الطريقة التى انتشر بها الوباء فى شهرى مارس وأبريل، وسرعة ارتفاع أعداد اإلصابات مرة أخرى بعد بضعة أشهر، فضًال عن أن إغالق إسبانيا كان أكثر صرامة من أملانيا.. وبالتالى فإن اقتصاد إسبانيا كان أكثر تعرضاً للمعاناة بشكل خاص بسبب اعتماده على السياحة.

وتعانى إسبانيا أيضاً من مشاكل هيكلية، مثل اخلـلـل فـى ســوق الـعـمـل.. فالبطالة بـني الشباب تزيد على كما أن نسبة عالية من الشركات الصغيرة تفتقر إلى النقدية الكافية لتحمل األزمة.

ورغم أن تعزيز اليورو يقوض القدرة التنافسية للمصدرين األملــان، إال أن الزميل فى معهد هوفر بجامعة ستانفورد، ملفني كـــراوس، قــال إن سعر الصرف قد يؤثر على املصدرين فى جنوب أوروبا بشكل أكبر ألنهم غالباً ما يكونون أكثر حساسية للسعر.

وكل تلك األمور تدل على أن املفوضية األوروبية تتوقعتراجع­الناجتاإلس­بانىبنسبة هذا العام،أىأكثربكثي­رمن املتوقعةأل­ملانيا.

وأشارت كبيرة االقتصادين­ي لدى مؤسسة «جى + إيكونوميكس»، لينا كوميليفا، إلى أن الوباء أدى إلى اتساع نطاق االختالفات الهيكلية بني شمال وجنوب منطقة اليورو، مما يوضح صعوبات وضع السياسة النقدية للمنطقة بأكملها.

وجتنب البنك املركزى األوروبـى حتى اآلن تكرار أزمـة الديون التى كانت سببا فى اقتراب منطقة اليورو من حد االنهيار فى عام وذلـك من خـالل شـراء السندات احلكومية وضـخ تريليونات اليورو من األموال الرخيصة للغاية فى النظام املالي، مما أدى إلى احلد من تكاليف االقتراض.

لكن االقتصادية كوميليفا أشــارت إلـى ضـرورة

معاجلة هذا التفاوت، إال أن إذا كانت هناك رغبة فى امتالك البنك املركزى األوروبى لنصف جميع الديون احلكومية فى منطقة اليورو فى نهاية املطاف.

وفى هذا الصدد، حذرت رئيسة البنك املركزى األوروبي، كريستني الجارد، من هذا التفاوت خالل األسبوع املاضي، لكنها أعربت عن أملها فى قدرة صندوق التعافى األوروبى البالغ حجمه مليار يورو فى تقدمي يد العون.

ومــع ذلـــك، أصبحت خطة اإلنــعــا­ش اإلسبانية موضوع مشاحنات سياسية، خاصة أن مدريد لم تضع بعد مقترحات مفصلة إلنفاق أمـوال االحتاد األوروبـى البالغ قيمتها مليار يورو، والتى من املقرر أن تتلقاها على مدى أعوام.

وأوضح البنك املركزى اإلسبانى مؤخراً، أن األزمة ستؤثر بشكل عميق على املالية العامة اإلسبانية، مما دفع الدين املستحق للبالد من من الناجت املحلى اإلجمالى العام املاضى إلـى ما يصل إلى

بحلول عام وفـــى الــوقــت نـفـسـه، تعتبر أملـانـيـا أقـــل تقيداً باملخاوف املالية، فهى ستواجه عجزاً مالياً هذا العام بعد سنوات من فائض املـوازنـة، مما يرفع ديونها الوطنيةإلى الناجتاملح­لىاإلجمالي.

وقامت برلني بزيادة حزمة تعافيها االقتصادي، ووسعت نطاق مخطط العمل لوقت قصير، الذى دعم أكثر من ماليني وظيفة، من شهراً إلى شهراً. وقـــال الـنـائـب الـسـابـق لـرئـيـس الـبـنـك املـركـزى األوروبـــ­ي، فيتور كونستانسيو: «املـخـاوف املتعلقة تسببت فى ارتفاع الديون ودفـع حكومات اجلنوب إلى كبح اإلنفاق واالنتظار الستالم أمـوال االحتاد األوروبىفى­نهايةعام وإذاأخرتهذ­هالدول اإلنفاق فى العام املقبل، فسيؤدى ذلـك إلـى زيـادة التفاوت االقتصادي، وما يترتب عليها من عواقب مالية واجتماعية وسياسية».

وأوضحت االقتصادية ماريا خيسوس فرنانديز، أن املخاوف املالية تخاطر بتقييد نطاق تعافى إسبانيا، مشيرة إلى أن احلكومة اإلسبانية جترى اآلن مفاوضات مع رجـال األعمال والنقابات حول متديد مخططات اإلجازة املمولة من الدولة، واملقرر انتهائها بحلول نهاية شهر سبتمبر، لكن ينبغى العلم ، أنه ال ميكن إطالة أمد املخططات إلى أجل غير مسمى.

وقــــدرت فــرنــانـ­ـديــز، أن مـخـطـطـات اإلجـــازة ستكلف مليار يورو هذا العام، وهو ما يقدر بثلثى قروض االحتاد األوروبى الطارئة البالغة مليار يورو، والتى تلقتها إسبانيا للمساعدة فى دفع إعانات البطالة.

%22 انكماشًا فى اقتصاد مدريد مقابل %12 لربلني العام الحاىل

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt