البالستيك يبحث عن دعم لمواجهة «كورونا»

أسعار الكهرباء ووقف تراخيص البناء واﻻستيراد تزيد آﻻم المصانع

«الركايبى»: مصر ال تنتج «بوىل بروبلني».. ونستورد من السعودية

«خالد»: يجب تقديم دعم تسويقى للشركات الصغرية واملتوسطة

واجه ُمصنعو البالستيك، عدة معوقات خالل الفترة املـاضـيـة، فـى مجمع مرغم للصناعات البالسيتيكية، متثلت فى عدم تطبيق قرار خفض سعر الكهرباء الذى أعلن عنه مجلس الوزراء فى مارس املاضي، فضًال عن وقف تراخيص البناء، واالستيراد، والركود الذى ضرب السوق املصرى خالل جائحة كورونا، وهو ما خلق حاجة ضرورية للمشاركة فى املعارض.

لكن تواجه املصانع الصغيرة واملتوسطة مشكلة ارتفاع تكاليف هذة املعارض.

ويوجد فى مصر نحو 7000 مصنع رسمى، متثل نحو %40 من الصناعة املحلية.

قال أحمد فاروق، رئيس مجلس إدارة مصنع إيجى بالست، املتخصص فى صناعة خراطيم الكهرباء، إَّن سعر الكهرباء املُخفض الذى أعلن عنه مجلس الــوزراء خالل ذروة جائحة كورونا، لم يُطبق على املصانع، وهو ما لوحظ فى فواتير املصانع خالل األشهر املاضية.

وكــان مجلس الـــوزراء قـرر خفض أسعار بيع الطاقة الكهربائية املوزعة لألنشطة الصناعية على اجلهود الفائقة والعالية واملتوسطة، خارج وداخل أوقات الذروة بواقع 10 قروش لكل كيلو وات، على أن يبدأ تطبيق القرار اعتباراً من مطلع أبريل املاضى.

أضــاف «فــــاروق»، أن الـقـرار اخلــاص بوقف تراخيص البناء، تسبب فى توقف مصنعه، كون سوقه الوحيد هو قطاع اإلنشاءات، متابعاً: «خالل جائحة كورونا، مررنا بأزمة ضعف الطلب، ولكن لم تصل ملرحلة التوقف التام كما هو احلال اآلن بسبب وقف تراخيص البناء».

وقــررت وزارة التنمية املحلية، وقـف إصـدار تـراخـيـص الــعــمــارات السكنية وحــركــة البناء ملــدة 6 أشهر تنتهى فـى نوفمبر املقبل، وذلـك فــى مـحـافـظـات الـقـاهـرة واجلــيــزة والقليوبية واإلسكندرية، وعواصم باقى املحافظات.

أوضــــح رئــيــس مـجـلـس إدارة مـصـنـع إيجى بـالسـت، أن منتجه يعتمد على خـامـات معاد تدويرها، لذلك فإنها متوفرة محلياً طوال الوقت، وال يحتاج لالستيراد.

وطالب بتقدمي دعم خاص للصناعات املرتبطة بقطاع التشييد والبناء، إذ إن مصنعه يعد أحد املـتـضـرريـن مــن قـــرار وقــف الـتـراخـيـص، كونه السوق الوحيد لتصريف منتجه، خصوصاً أن لديه التزامات مالية ثابتة منها إيجار مصنعه فى مجمع مرغم.

كشف «فاروق»، أن األزمة دفعته لدراسة تغيير نشاطه. ولكن تواجهه مشكلة توفير سيولة لبدء نشاط جديد، لذلك فإن الدعم ضرورى بالنسبة له، سواء لتغيير نشاطه أو الستمرارية النشاط احلالى.

وقال عمرو كامل، رئيس مجلس إدارة شركة املصرية للتصنيع الهندسى، إن جائحة كورونا أثـــرت سـلـبـاً عـلـى حـجـم الـطـلـب، وعــلــى قــدرة العمالء على السداد بطريقة منتظمة. لذلك فإَّن أبــرز املشكالت التى تواجه مصنعه هى تراكم املستحقات املالية لدى الغير، ما يهدد السيولة لـديـه، ومــن ثـم قـدرتـه على الــوفــاء بالتزاماته واستمرارية اإلنتاج.

وأوضــح أن مصر ال توجد بها مصانع تنتج «البولى بروبلني» والتى تدخل فى عمليات احلقن، ويتم استيرادها من السعودية ودول أخرى.. لكن بالنسبة خلامة «البولى إيثيلني» فهى متوافرة.

وأشــار إلـى أنـه يعتمد على تسويق منتجاته محلياً فقط. ورغــم رغبته فى التصدير، لكنه يفتقد الدراسات اخلاصة باألسواق واحتياجاتها ومواصفاتها.

وطالب كامل بتأسيس مكتب تصديرى يخدم مجمع مـرغـم للصناعات البالستيكية، ليمد املصانع هناك بالدراسات واملعلومات الالزمة، فضًال عن توفير تدريب ملوظفى هذه املصانع على التسويق املحلى واخلارجى، خصوصاً أن املجمع يضم العديد من املصانع التى تعمل بجودة عالية

وملتزمة باملواصفات القياسية، وال ينقصها سوى اخلبرة.

أضاف أن طلب مصانع مجمع مرغم، مد مهلة سداد اإليجارات 3 أشهر إضافية لم يلق قبوالً لـدى املسئولني، بل فـور انتهاء األشهر الثالثة التى أقرتها هيئة التنمية الصناعية بشأن سداد اإليــجــارات، فوجئ أصحاب املصانع بـإنـذارات بالطرد وطلب اإليجارات املستحقة.

وتـابـع: «خــالل جائحة كـورونـا، واجهنا أزمة شديدة فى الطلب، ولم نتحصل على أى إيرادات، بالتوازى مع التزاماتنا املادية جتاه العمالة وفواتير الكهرباء وبعض املصاريف الثابتة، لذلك كنا نتمنى أن نحصل على مهلة إضافية لسداد اإليجارات أو تقسيطها على فترة طويلة لتخفيف وقعها على املصانع».

وكشف أن إحدى املشكالت التى تواجه مصانع البالستيك املــوجــودة داخــل مجمع مـرغـم، هى تسرب العمالة؛ بسبب عــدم وجــود مواصالت تربط بني املجمع وباقى أنحاء اإلسكندرية، وهو ما يجعل العمالة غير منتظمة، ويؤثر سلباً على اإلنتاجية.

وقال مصطفى الركايبى، سكرتير مجمع مرغم لصناعات البالستيك، إَّن املجمع تقدم مبذكرة إلى محافظ اإلسكندرية، لالستفسار عن أسباب عدم تطبيق أسعار الكهرباء اجلديدة والتى أعلن عنها مجلس الوزراء فى مارس املاضى ولم يتلقى رد بعد.

أضــــاف أن طـلـب مـصـانـع املـجـمـع اخلــاص بإعفائهم مـن إيـجـارات الـ3 أشهر املاضية مت رفضه، رغم كون املصانع الصغيرة واملتوسطة، كانت األكثر تضرراً من جائحة كورونا العاملية.

وتطالب مصانع مجمع مرغم التى تشترى مادة «البولى إيثيلني» من الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، بزيادة الدعم على

سعر اخلامة، والذى كان مقدراً بخفض %1.5 مــن سـعـر املـنـتـج، وهـــو دعـــم مخصص ملصانع املجمع فقط، وذلك لزيادة قدرتهم التنافسية فى املناقصات احلكومية أمام املصانع الكبرى، إذ إنها قـادرة على خفض أسعارها؛ نظراً إلى ضخامة اإلنـتـاج مقارنة باملصانع الصغيرة واملتوسطة. لفت «الركايبى»، إلى ضرورة تصنيع مادة «البولى بروبلني» محلياً؛ حتى تتمكن مصانع املجمع التى تعتمد على هذه اخلامة من احلصول على دعم مثيل، خصوصاً أن تلك اخلامة يتم استيرادها، وهو ما يجعل سعرها مرتفعاً نسبياً؛ بسبب كثرة احللقات قبل وصولها للمصانع الصغيرة، بدءاً من املُصدر مروراً باملستورد ثم املوزع، ويتم استيرادها من السعودية أو اإلمارات.

وكانت شعبة البالستيك باحتاد الصناعات، أعلنت خـالل الفترة املاضية، عن انتهائها من إعداد دراسة حول احتياجات السوق املحلى من خامات البالستيك، وكذلك الوقوف على اإلنتاج املحلى من مخلفاته. وتراجع وزارة التجارة والصناعة القرار رقم

372 لسنة ،2008 اخلـاص بالسماح باستيراد خـــردة ومخلفات البالستيك واملــطــاط القابلة للتدوير، لتحديد احتياجات الصناعة الوطنية املستقبلية مبا يتوافق مع معايير واشتراطات وزارة البيئة.

وتـراجـعـت واردات الـقـطـاع مـن مستلزمات اإلنتاج خالل األشهر األربعة األولى من ،2020 بنسبة ،%32 نتيجة االعتماد على مدخالت إنتاج محلية.

قال «الركايبى»، إنه خالل جائحة كورونا، واجهت املصانع الصغيرة أزمــة شح املــواد اخلــام، عكس املصانع الكبرى التى كانت تستورد بنفسها أو تلك املعتمدة على مستورد محلى رئيسى، وهو ما يجعل السوق فى أشد احلاجة لتوفير املنتج محلياً.

وأكد أهمية منح املصانع الصغيرة واملتوسطة دعــمــاً لـلـمـشـاركـة فــى املـــعـــارض، ألن احلـاجـة حلضورها بعد اخلروج من أزمة كورونا أصبحت ضرورة حتى تتمكن املصانع من توسيع دوائرها التسويقية وتنشيط حركتها، بعدما تعطلت خالل األشهر السابقة.

وأشار إلى أن تكلفة املشاركة فى أحد املعارض التى ستتم إقامتها خالل الفترة املقبلة، لن تقل عـن 32 ألـفـاً خــالل 3 أيـــام، وهــى قيمة كبيرة بالنسبة ملصنع صغير، لذلك فإَّن احلاجة للدعم واخلروج من اآلثار السلبية جلائحة كورونا أصبح أهم من ذى قبل.

وطالب بأن تكون نسبة الدعم كبيرة للمصانع الصغيرة ومتناهية الصغر حتى تكون مجدية، حـتـى وإن كـــان لــعــدد مــشــاركــات مــحــدد لكل شركة. وحتـدث «الركايبى»، عن ضــرورة تقدمي الدعم الفنى فيما يخص الشق التصديرى، كون املصانع الصغيرة دائماً ما تتخوف من املجازفة لعدم امتالكها اخلبرة الكافية بشأن األســواق التصديرية، وهو ما يجعل تدخل جهاز املشروعات الصغيرة واملتوسطة ضـرورة لتقدمي الدراسات الـفـنـيـة لـــألســـواق وفــــرز الــفــرص الـتـصـديـريـة احلقيقية وعرضها على املجمع بشكل عام، حتى تتكون اخلبرة الكافية لكل مصنع.

وأكد أن تقدمي دورات تدريبية لكوادر املصانع فيما يخص التسويق املحلى واخلارجى، ضرورة خالل املرحلة املقبلة.

وذكــــر يــوســف خــالــد، رئــيــس مـجـلـس إدارة شركة الكامى بالست، املتخصصة فى تصنيع أكياس التعبئة والتغليف، أن ضعف الطلب على القطاعات الصناعية املختلفة يؤثر سلباً عليه، وهو ما حدث خالل فترة كورونا.

وطـــالـــب بـتـقـدمي دعـــم تـسـويـقـى لـلـشـركـات الصغيرة واملتوسطة؛ حتى تتمكن من اخلـروج مـن األزمـــة، خصوصاً أنـهـا تـكـاد تـكـون األولــى من نوعها، وكـان لها تأثير مباشر على مختلف القطاعات االقتصادية.

وتطرق إلى أن الشركة كانت تبحث عن فرص تصديرية فى األسواق األوروبية؛ نظراً إلى كون الطلب فيها على هذا املنتج مرتفعاً هناك.

مصطفى الركايبى