تراجع الدوالر إلى أدنى مستوياته

طاقة التكرير بأمريكا كانت 35 ضعف الصني خالل القرن التاسع عشر

وفــى الــوقــت الـــذى اكتشف فيه عـامـل فى «كونفت» أنهم عاطلون عن العمل، كان نظرائهم على اجلانب اآلخر من املحيط الهادئ يطلقون وحدة جديدة فى مجمع جيجيانغ العمالق التابع لشركة «روجن شنج» الصينية للبتروكيماويات، وهو مجرد مشروع ضمن مشاريع على األقل قيد التنفيذ فى البالد، يبلغ إجمالى طاقتها التكريرية مليون برميل يومياً، أى ما يعادل أسطول اململكة املتحدة بأكمله.

ساهمتأزمــة فـىتسريعالتحول الكبير فـى صناعة التكرير العاملية، فالطلب على البالستيك والوقود ينمو فى الصني وبقية آسيا، حيث تنتعش االقتصادات سريعاً من الوباء.

وفى املقابل تصارع مصافى التكرير فى الواليات املتحدة وأوروبا مع أزمة اقتصادية أعمق، فى الوقت الذى يتسبب فيه التحول بعيداً عن الوقود األحفورى فــى إضــعــاف الـتـوقـعـات طويلة األجـــل للطلب على البترول.

وكانت الواليات املتحدة حتتل صدارة دول التكرير منذ بداية عصر البترول فى منتصف القرن الـ فقد كانت متتلك ضعف طاقة التكرير اخلاصة بالصني فى عام لكن الصني تعتزم اإلطاحة بالواليات املتحدة بداية العام املقبل، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

وذكــرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن صـدى صعود صناعة التكرير فى الصني، بجانب العديد من املصانع اجلديدة الكبيرة فى الهند والشرق األوســط، يتردد عبر نظام الطاقة العاملى، حيث يبيع مصدرو البترول مزيداً من البترول اخلام إلى آسيا وبتروالً أقل للعمالء القدامى فى أمريكا الشمالية وأوروبا.

ومــع زيـــادة الطاقة اإلنتاجية، أصبحت مصافى التكرير الصينية قـوة متنامية فى األســواق الدولية للبنزين والديزل وأنـواع الوقود األخـرى، مما يفرض ضغوطاً على املصانع القدمية فى أجــزاء أخـرى من آسـيـا، فقد أعلنت «شــل» أيـضـاً، هــذا الشهر، أنها ستخفض طاقتها اإلنتاجية فى مصفاة سنغافورة إلى النصف.

وقال ستيف سوير، مدير عمليات التكرير فى شركة االستشارات الصناعية «فاكتس جلوبال إنيرجى» فى مقابلة، إن الصني تعتزم تعزيز طاقة التكرير مبقدار مليون برميل أخرى يومياً أو أكثر فى األعوام القليلة املقبلة، وبالتالى فإنها ستتفوق على األرجـــح على الواليات املتحدة فى العام أو العامني املقبلني.

صعود آسيا فى الوقت الذى سترتفع فيه الطاقة اإلنتاجية فى الصني والهند والشرق األوسط، رمبا يستغرق الطلب على البترول أعواماً للتعافى بالكامل من األضرار التى سببها مماسيؤدىإلىإيقافتكريربضعة ماليني البراميل يومياً، بجانب خسارة مليون برميل يومياً من طاقة التكرير بالفعل هذا العام.

وأشـــارت وكالة الطاقة الدولية إلـى أن أكثر من نصف عمليات اإلغالق هذه كان متواجداً فى الواليات املتحدة.

وقال هيدى جراتى، رئيس أبحاث التكرير لدى «إى.

إتش.إس ماركيت»، إن ثلثى املصافى األوروبية تقريباً ال جتنى أمواالً كافية من إنتاج الوقود لتغطية تكاليفها، موضحاً أن أوروبـا التـزال بحاجة إلى خفض قدرتها اليومية على تكرير البترول مبقدار مليون برميل أخرى فى غضون أعوام.

وأوضــــح ستيف ســويــر، مـديـر عمليات التكرير فى شركة االسـتـشـارات الصناعية «فاكتس جلوبال إنيرجى»، أن هناك مـزيـداً من األمــور املنتظرة فى املستقبل، متوقعاً خفض طاقة التكرير مبقدار مليون برميل إضافية خالل العام املقبل.

وذكـــرت «بـلـومـبـرج»، أن طـاقـة التكرير الصينية تضاعفت مرات تقريباً منذ مطلع األلفية، فى محاولة

ملواكبة النمو السريع الستهالك الديزل والبنزين.

ويتوقع مركز أبحاث االقتصاد والتكنولوجيا التابع ملؤسسة البترول الوطنية الصينية، ارتفاع قدرة معاجلة البترول اخلام فى البالد إلى مليار طن سنوياً، أو مليونبرميليومياً،بحلولعام من مليون برميل فى نهاية العام احلالى.

وتعمل الهند أيضاً على تعزيز قدرتها على التكرير بأكثر من النصف لتصل إلى ماليني برميل يومياً بحلول عام مبا فى ذلك مشروع ضخم جديد تبلغ قدرته اإلنتاجية مليون برميل يومياً، كما يعمل منتجو الشرق األوسـط على بناء وحـدات جديدة مع ما ال يقل عن مشروعني يبلغ مجموع قدراتهما أكثر من مليون برميل يوميا ومن املقرر بدء تشغيلهما العام املقبل.

صناعة البالستيك

ويــعــد الـطـلـب املــتــزايــد عـلـى الـبـتـروكـيـمـاويـات املستخدمة فــى صـنـاعـة البالستيك واحــــدا من املحركات الرئيسية للمشاريع اجلديدة، فقد أوضح مستشار الصناعة «وود ماكينزى»، أن أكثر من نصف طاقةالتكريرستُضافبنيعامى فى آسيا،وسيركزمايتراوحبني منهاعلى إنتاج البالستيك.

وتـعـود شعبية املـصـافـى املتكاملة فـى آسـيـا إلى معدالت النمو االقتصادى السريعة نسبياً فى املنطقة وحقيقة أنها التــزال مستورداً صافياً للمواد اخلام، مثل النافثا واإليثيلني والبروبيلني، باإلضافة إلى غاز البترول املسال املستخدم فى صناعة أنواع مختلفة من البالستيك.

واجلدير بالذكر، أن الواليات املتحدة تعد املورد الرئيسى للنافثا وغاز البترول املسال إلى آسيا.

فخ الطلب

يتجه االسـتـهـالك العاملى للبترول نحو التراجع مبعدل غير مسبوق يقدر بـ مليون برميل يومياً هذا العام، مبتوسط مليون برميل يومياً، بحسب وكالة الطاقة الدولية، التى تتوقع تعافى أقل من ثلثى هذا الطلب املفقود العام املقبل.

وذكــرت وكالة الطاقة، أن بعض مصافى التكرير كانت ستنهى أعمالها حتى قبل تفشى الوباء، حيث جتاوزت القدرة العاملية لتقطير البترول اخلام البالغة نحو مليون برميل يومياً، الطلب على املنتجات املكررة البالغ حجمها مليون برميل فى عام لكنتدميرالطلببسبب دفعالعديدمن املصافى إلى حافة الهاوية.