Al Borsa

ما االقتصادات التى تتعافى أسرع فى منطقة

-

وتعتبر الشركات األملانية فى أعلى مستوياتها تفاؤالً منذ عامني- بحسب األرقام الصادرة فى مايو- كما أَّن املعنويات االقتصادية األوسـع آخذة فى االرتفاع، واإلغاثة تنتشر على نطاق واسع، بينما سيكون االنتعاش أقل من ذلك.

ودخلت أوروبا فى أزمة الوباء مع ندوب لم تلتئم بعد، إذ تفوقت دول الشمال، ومنها أملانيا على دول اجلنوب، ومنها إسبانيا وإيطاليا.

كما أن الوباء تسبب فى زيادة اآلالم االقتصادية للبالد، فقد انخفض االستهالك املنزلى فى إسبانيا وإيطاليا بنسبتى % و على التوالى بني الربع األخير من عام والربع الثانى من عام

مقارنة فقطفىأملان­يا. وأدت عمليات اإلغالق وجفاف عائدات السياحة إلى إطالة أمد األلم.

وبحلول نهاية عـام كـان االستهالك فى إيطاليا وإسبانيا أقل بأكثر من ُعشر من ذروة ما قبل األزمة، مقارنة بتراجع نسبته فى أملانيا، فى فرنسا، حسبما نقلت مجلة «ذى إيكونوميست» البريطانية.

وتشير بعض املــؤشــر­ات إلــى أن الـــدول األكثر تـضـرراً تتعافى بشكل أســرع. فعلى سبيل املثال، تشير بيانات التنقل التى رصدتها «جوجل» بداية من منتصف شهر مايو إلى أن السفر للترفيه والتجزئة، عاد إلى طبيعته بسرعة أكبر فى إيطاليا وإسبانيا، مقارنة بفرنسا وأملانيا، رمبا بسبب إعادة فتحهما فى وقت مبكر.

ويشير البعض اآلخــر إلـى االخـتـالف، فاألرقام مـن منصة «إنــديــد» التى تشير إلــى أن االنتعاش فى الوظائف الشاغرة التى نشرها أرباب األعمال فـى إيطاليا يتفوق بكثير على تلك املــوجــو­دة فى فرنسا وأملانيا، ناهيك عن إسبانيا. وذكــرت «ذى إيكونوميست»، أَّن هناك ثالثة عوامل ستؤثر على تكافؤ االنتعاش:ـ

العامل األول هو مدى تخفيف القيود اخلارجية؛ حيث تعتبر قيود السفر األكثر تشدداً أمـراً مهماً بالنسبة إلسبانيا، التى شكلت عائداتها السياحية

من الناجت املحلى اإلجمالى قبل الوباء. وفى الوقت نفسه، تعتمد قوة االزدهار الصناعى

فى أملانيا على حل االختناقات التى تعانى منها سلسلة اإلمداد فى البالد.

ويتمثل العامل الثانى فى مدى إنفاق املستهلكني ألمـوالـهـ­م املـتـراكـ­مـة؛ حيث ميكن أن تسهم أكــوام املــدخــر­ات الــزائــد­ة فـى تعزيز وضــع الـــدول األكثر تضرراً على اللحاق بالركب.

وباملقارنة بالفرنسيني واألملان، استطاع اإليطاليون واإلسبان االدخار فى عام بشكل أكثر بكثير مما فعلوه فى عام لكن هذا املستوى املرتفع ال يعنى أنهم سينفقون كل ذلك.

وتشير دراسة استقصائية أجراها بنك «يو. بى.

إس»على مستهلكأورو­بى،إلىأناملست­هلكني اإلسبان يخططون لتفاخر أقل من غيرهم، وال يعتبر هذا احلذر أمراً مفاجئاً بالنظر إلى احلالة املؤسفة لسوق العمل؛ فقد بلغ معدل البطالة فـى مـارس

أى ثالثة أضعاف مثيله فى أملانيا. وتعتبر قـوة استجابة احلكومات املالية مبثابة العامل الثالث الذى يؤثر على االنتعاش، فاخلوف من االختالف حَّفز بالفعل صندوق التعافى األوروبـى. وهذا األمر سيؤدى إلى توجيه مزيد من األموال إلى إيطاليا وإسبانيا، وميكن أن يعزز النمو هناك بأكثر من ضعف ما هو عليه فى فرنسا وأملانيا، حسب تقديرات وكالة التصنيف االئتمانى «ستاندرد آند بورز».

لكن فى اجتماع ُعقد فى يومى و مايو، قام خبراء االقتصاد من مؤسسة «بروغل» الفكرية بتحذير وزراء املالية األوروبيني من ضرورة احلاجة للمضى قدماً.

وبالنظر إلى أن العديد من املتنبئني يتوقعون أال يصل االحتاد األوروبى إلى مستوى ما قبل اجلائحة حتى عام ميكن أن تساعد جولة أخرى من التحفيز فى معاجلة أوجــه عـدم املـسـاواة األخـرى التى نشأت أثناء الوباء، مثل األعباء اإلضافية التى

يتحملها الشباب واألفراد األقل تعليماً.

ورغم الدعم املقدم من صندوق التعافى األوروبى، يشير أحــدث توقعات صندوق النقد الـدولـى إلى أن االقـتـصـا­د اإليـطـالـ­ى سينكمش بنسبة بنيعامى و بينماسينمو­االقتصاد اإلسبانى بنسبة بسيطة تبلغ

فى غضون ذلك، من املتوقع منو اقتصادى فرنسا وأملانيابن­سبة علىالتوالى.

وبــــــدو­ن تـــقـــدم­ي مـــزيـــد مـــن الـــدعـــ­م، ستشهد االقتصادات التى كانت متخلفة عن الركب حتى قبل الوباء تعافياً بطيئاً للغاية.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt