اقتصاد الهند يواجه اختبار مرونة وسط مخاطر الوباء

يواجه االقتصاد الهندى، اختبار مرونة من خالل إيضاح قدرته على التغلب على التفشى الفتاك لفيروس كورونا، رغم عدم شك أحد حتى اآلن فى قدرته على حتقيق أسرع وتيرة منو فى العالم بني االقتصادات الرئيسية هذا العام.

ومن املتوقع أن يسجل اقتصاد البالد منواً نسبته فى العام املالى الذى بدأ فى أبريل، وفقاً ملتوسط تقديرات اقتصادياً جمعتها «بلومبرج نيوز».

يــأتــى ذلـــك بــعــد أن خــّفــض الــعــديــد من االقتصاديني توقعاتهم فى األسابيع األخيرة، إذ وضعت فى االعتبار القيود املحلية على النشاط، مبا فى ذلك املراكز السياسية والتجارية فى الهند، حسبما نقلت وكالة أنباء «بلومبرج».

ومـــع ذلـــك، تعتبر تخفيضات الـتـوقـعـات االقتصادية رسالة بعدم اعتبار تعافى االقتصاد أمراً مفروغاً منه.

ويقول االقتصاديون، إن تخفيف القيود عبر البالد سيحدد قوة االنتعاش، فى حني أن رغبة املستهلكني فى اإلنفاق- كما فعلوا العام املاضى عندما ُرفعت قيود اإلغـالق- ستكون أساسية

أيضاً. كان الطلب املكبوت على كل شىء، بداية من الهواتف املحمولة إلى السيارات، هو الذى حَّفز االستهالك عند إعــادة فتح ثالث أكبر اقتصاد فـى آسيا خــالل الـعـام املـاضـى، بعد معاناته من واحـدة من أشد عمليات اإلغالق التى استمرت أكثر من شهرين.

ويــقــول اخلبير االقــتــصــادى الـهـنـدى لدى «بلومبرج إيكونوميكس»، أبهيشيك جوبتا: «توسيع عمليات اإلغـالق على مستوى الدولة خالل شهر أبريل يشكل اآلن مخاطر هبوطية كبيرة على آخر توقعاتنا للنمو االقتصادى».

حتى مع بدء انحسار حاالت اإلصابة بالوباء وإمكانية إعادة فتح بعض أجزاء البالد بحلول يونيو، فمن غير املرجح أن ينفق املستهلكون بحرية، بالنظر إلى ارتفاع حالة عدم اليقني االقتصادى والبطالة إلى أعلى مستوى لها فى عام.

قالت يوفيكا سينجال، اخلبيرة االقتصادية فـــى «كـوانـتـيـكـو ريــســيــرش»

إَّن األسـر تفضل االدخــار على اإلنفاق.وخفضت «سينجال»، توقعاتها للنمو االقتصادى للعام بأكمله مبقدار أساس إلى

وقــال بنك االحتياطى الهندى، فـى بداية مايو املاضى، إَّن الطلب كان الضربة األكبر من املوجة الوبائية الثانية، مع فقدان القدرة على احلركة واإلنفاق التقديرى والتوظيف.

كما أن البنك املركزى، الذى سيراجع أسعار الفائدة نهاية هـذا األسـبـوع، أبقى السياسة النقدية فضفاضة وضخ السيولة فى النظام لدعم النمو.

وقال االقتصادى فى بنك «باركليز»، راهول باجوريا: «حتى مع بدء انحسار املوجة الثانية للوباء فى الهند، فــإَّن اخلسائر االقتصادية الكامنة تبدو اآلن أكبر ممـا توقعنا. عـالوة على ذلــك، من املحتمل أيضاً أن تؤثر وتيرة التطعيمات البطيئة وعمليات اإلغالق املستمرة على تعافى الهند».

وإذا تعرضت الهند ملوجة ثالثة من اإلصابات، كما يحذر بعض اخلبراء، فقد ترتفع التكاليف االقتصادية أكثر، ما يؤدى إلى انخفاض النمو إلى حسبماقالباجوريا.

نقطة