3 أزمات تزيد آالم القطاع
انتشار «كورونا» فى الهند يقلص معروض الخامات ويرفع األسعار %50 «الصياد»: أتوقع زيادة جديدة فى أسعار الغزول وجميع الخامات «الكموىن»: مصانع املحلة تعاىن تراجع الطلب وارتفاع التكلفة «املرشدى»: اللقاح يخلق بصيصًا من األمل «أبوالعينني»: الشركات ستستقبل املوسم
تواجه مصانع املالبس اجلاهزة نقصاً فى املواد اخلام؛ بسبب تفشى فيروس كورونا فى الهند، ما عَّطل احلياة هناك، وتسبب فى عدم قدرتها على إنتاج معدالتها الطبيعية من الغزول، وهو ما أظهر بوادر أزمة عاملية فى خامات املالبس اجلاهزة.
على الصعيد املحلى، ألغى مــوردو اخلامات، الــتــعــامــل بــنــظــام اآلجـــــل، مـــا أجـــبـــر مصنعى املالبس على شــراء كميات قليلة، بالتوازى مع ضعف املبيعات؛ بسبب تراجع القوى الشرائية للمستهلكني، وإصدار قرار غلق املحال التجارية فى الساعة التاسعة مساء.
قال محمد الصياد، عضو املجلس التصديرى للمالبس اجلاهزة، إَّن أسعار اخلامات والغزول على وجـه التحديد ارتفعت خـالل العام األخير بنسبة ،%50 وهى متثل زيادة %20 فى التكلفة، وتختلف هذه التكلفة وفقاً لنوع املالبس.
وتوقع زيادة جديدة فى أسعار الغزول ومختلف خــامــات املــالبــس خــالل الـفـتـرة املقبلة، فضًال عن توقعات بحدوث نقص فى املعروض تزامناً مع تفشى فيروس كورونا بالهند التى تعتبر من املوردين الرئيسيني للخامات.
أضاف «الصياد»، أن الشركة الوطنية التابعة لـوزارة قطاع األعمال العام أوقفت البيع باآلجل للخامات، ما تسبب فى ضعف السيولة النقدية لدى الشركات، فضًال عن توفير كميات أقل فى اخلامات، ما يزيد األعباء على املصانع املنتجة.
وعلى مستوى حركة التصدير، أشـار إلـى أن املصانع املصدرة للمالبس اجلاهزة تشهد ارتفاعاً فى الطلب التصديرى، خـالل العام احلالى، إذ ارتفع الطلب خالل الربع األول بنسبة %15 فى حني قفزت بنسبة %35 فى أبريل، تزامناً مع حتسن الطلب.
وقال الدكتور صالح الكمونى، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالغربية، إَّن مصانع املـالبـس مبدينة املحلة تعانى تـراجـع الطلب، وارتــفــاع التكلفة، كما واجـهـت مشكالت فى التصدير، خالل العام املاضى، مع اإلغالقات التى شهدتها بعض الدول.
ولـــفـــت إلــــى أن تـــأخـــر صــــرف املــســانــدة التصديرية، خالل السنوات املاضية، كان له تأثير سلبى على عمل القطاع وتراجع السيولة النقدية لدى املصانع، فى حني ساعدت قرارات احلكومة بصرف املستحقات املتأخرة للشركات لــدى صـنـدوق دعــم الـــصـــادرات، فـى تخفيف األعباء عن كاهل املصانع.
أكـد «الكمونى»، أهمية أن يتالفى البرنامج اجلديد للمساندة التصديرية املقرر تطبيقه فى يوليو املقبل، تأخر صرف الدعم التصديرى؛ لكى تتمكن الشركات من االستفادة من قـوة الطلب اخلــارجــى خــالل الفترة األخــيــرة على املالبس اجلاهزة، ورفع قدرتها التنافسية.
وقـال محمد رزق، رئيس مجلس إدارة شركة ديـابـكـو للمالبس اجلــاهــزة، إَّن قـطـاع املالبس اجلــاهــزة يعانى مشكالت مـتـعـددة منذ تفشى فيروس كورونا، وعلى رأسها ارتفاع تكلفة اإلنتاج، خصوصاً بند العمالة؛ بسبب خفض عدد العمالة فى املصانع؛ ملنع تفشى الفيروس.
وأشار إلى أن الشركة تلجأ فى بعض األحيان إلى التوقف عن العمل لعدة أشهر؛ خوفاً من تفشى الفيروس بني العمالة، وأحياناً بطاقة %25 فقط.
وارتفاع التكلفة جاء متزامناً مع تراجع شديد فـى الطلب على املـنـتـج؛ نتيجة تـراجـع الـقـدرة الشرائية للمستهلك، فضًال عـن قـــرارات غلق املحال مبكراً خالل موسم عيد الفطر، ما تسبب فى انخفاض شديد فى توريد املصانع منتجاتها إلى املحال التجارية.
أضاف «رزق»، أَّن املصانع تستعد لبدء تصنيع املالبس الشتوية، بعد شهر من اآلن.. لكنها تعانى تراجعاً شديداً فى السيولة، فضًال عن ارتفاع أسعار اخلامات، والتى شهدت ارتفاعات مستمرة على مدار األشهر املاضية؛ نتيجة ارتفاع أسعارها عاملياً، وزيادة تكلفة الشحن الدولى.
وقـال املهندس محمد املرشدى، رئيس غرفة الصناعات النسيجية، إَّن املصانع العاملة فى القطاع بدأت تتعافى من التأثيرات السلبية التى تسببت فيها جائحة كورونا، خالل الفترة املاضية، ومـن املتوقع أن تشهد الصناعة انتعاشة كبيرة العام احلالى.
وذكر أن توجه أغلب الدول لتطعيم مواطنيها بلقاحات كورونا وانحسار الوباء بشكل كامل فى السوقني املحلى والتصديرى، سيكون لهما مرود إيجابى على حركة مبيعات أغلب الشركات العاملة فى قطاع املنسوجات.
أضـــاف «املـــرشـــدى»، أن قــطــاع الـصـنـاعـات النسيجية واملالبس اجلاهزة يعتمد على القوة الشرائية للمستهلكني فى موسمى الصيف والشتاء، الفتاً إلى أن الصناعة شهدت تراجعاً كبيراً خالل املوسمني املاضيني؛ بسبب التفشى الكبير فى أعداد كورونا، فضًال عن اإلجـراءات االحترازية التى فرضتها الدولة على حركة املواطنني، وفرض حظر جتوال، وإغالق املتاجر مبكراً.
وتوقع رواجاً فى املبيعات فى قطاعى املنسوجات واملالبس اجلاهزة، خالل املوسم الصيفى، حالياً؛ بسبب طمأنة املستهلكني بعد اكتشاف لقاحات كورونا، وكيفية التعامل مع األزمة من حيث تطبيق مبدأ التباعد االجتماعى وأخذ احلذر.
وعن وفرة املواد اخلام الالزمة للتصنيع، أوضح «املــرشــدى»، أًّن الـدولـة ركــزت خــالل السنوات املاضية على تعميق الصناعة املحلية، عن طريق تشجيع املصانع على تلبية احتياجات السوق من املواد اخلام ونهائية الصنع.
وقــالــت شــركــة األبـــحـــاث الــدولــيــة (فيتش سوليوشنز)، إَّن مصر متتلك فرصاً أكبر فى النمو بصناعة املالبس اجلاهزة، إذ متتلك أكبر قـوة عمل فى منطقة الشرق األوســط وشمال افريقيا بجانب انخفاض تكلفة العمالة مقارنة مبنافسيها فى آسيا.
وذكــرت فى تقرير لها قبل فترة، أَّن القرب املكانى بني مصر وأوروبـا مينح أفضلية الوصول للسوقني األمريكى واألوروبــــى، مبـا يرجح كفة مصر، ويقلل من أهمية ارتفاع ضرائب العمالة وتكلفة التأمني. أضافت أن استثمارات البنية التحتية واإلصالحات الهيكلية حتسن بيئة العمل فى مصر وترفع تنافسيتها؛ فمصر ميكن أن حترز مكاسب فى مجال الصناعات الوسيطة فى ظل خصائصها الدميوجرافية املواتية، وتكلفة العمالة املنخفضة، كما أنـهـا تبنت تشريعات جديدة لالستثمار وقانون اإلعسار وحـررت عملتها مبا يعزز آفاق النمو لديها.
قال حسام الدين محمد، املدير العام لشركة بى جى للمالبس اجلاهزة (هارتس)، إَّن مستجدات أزمـة كورونا فى الهند، تسببت فى نقص بعض
أنــواع الـغـزول الطبيعية على املستويني العاملى واملحلى. وأوضــح «محمد»، أن الهند هى أكبر ُمصدر للغزول فى العالم كله، ورغم وجود مصادر أخــرى للغزول، فــإَّن أزمــة الهند ستجعل هناك ضغطاً على بقية املوردين، ما سيخلق أزمة كبيرة فـى املستقبل بالنسبة لـلـمـواد اخلـــام اخلاصة باملالبس اجلاهزة.
وأشار إلى أن ضعف املبيعات منذ بدء جائحة كورونا العاملية، ونقص السيولة، دفعا كبار موردى اخلـامـات املحليني إللغاء التعامل بنظام الدفع باآلجل، وهو ما يضع املصانع فى أزمـة؛ بسبب ضعف مبيعاتها وتعدد التزاماتها املالية.
وأوضـــح أنــه اضـطـر، خــالل الفترة املاضية، لتخفيض الطاقة اإلنتاجية ملصنعه، ملواكبة ضعف الطلب ونقص السيولة، الفتاً إلى أن قـرار غلق املحال فى الساعة التاسعة مساء، عمق ضعف الطلب، وأضر مبوسمى عيد الفطر والصيف.
وذكـر أن االستعداد للموسم الشتوى املقبل، يتم بأقل كمية منتجات جديدة، مقارنة باملواسم السابقة؛ نظراً إلى تراكم املخزون الكبير الذى لم يتم بيعه خالل العام املاضى.
وقـــال خـالـد الـرويـنـى، أحــد املستثمرين فى صـنـاعـة املــالبــس اجلـــاهـــزة مبـديـنـة الــســادات الصناعية، إن السوقني املحلى والتصديرى يعانيان حالة ركود كبيرة فى جميع القطاعات منذ اندالع جائحة كورونا مطلع .2020
أضاف أن شركات املالبس اجلاهزة فى املنطقة تبحث خالل الفترة احلالية عن فرص تصديرية جــديــدة بــالــدول األفـريـقـيـة، على اعـتـبـار عدم تضررها من أزمة كورونا مقارنة بالدول األوروبية التى يتراجع فيها الطلب بشكل كبير خالل الفترة احلالية.
وذكر أن شركة الروينى املتخصصة فى املالبس اجلـاهـزة كانت تسوق %90 مـن منتجاتها فى الـسـوق املحلى قبل اجلـائـحـة، والـبـاقـى لصالح أسواق تصديرية عربية، لكن تراجع الطلب محلياً؛ بسبب ضعف القوى الشرائية سيدفع الشركة إلى البحث عن منافذ جديدة فى األسواق األفريقية.
وعن توقعاته للموسم الصيفى، أشار «الروينى» إلى أن أغلب الشركات لديها مخزون من العام املاضى، وتسعى لتصريفه حالياً عن طريق بيعه باآلجل للمحالت، فضًال عن التخلى عن جميع هامش الربح مقابل التخلص منه للبدء فى تصنيع منتجات جديدة تناسب أذواق املستهلكني خالل املواسم املقبلة.
وقــــال هــشــام كـــمـــال، رئــيــس جـمـعـيـة تنمية املشروعات الصغيرة واملتوسطة، إَّن الورش العاملة فـى تصنيع املـالبـس اجلــاهــزة تستعد لتعويض اخلسائر التى تكبدتها، خالل الفترة املاضية، من خالل زيادة املبيعات فى موسم الصيف.
وأوضح أن أغلب الورش قبل األزمة كانت تصنع للغير بجانب تصنيع منتجاتها، وحتديداً املصانع الكبيرة. لكن التغيرات التى طرأت على السوق أدت إلى وقف التصنيع للغير.
وذكـر أن توجه عدد كبير من الـورش فى ظل األزمة إلى تصنيع الكمامات، أسهم فى تخفيف جزء كبير من األعباء عليها.. لذلك فإَّن حتسن صناعة املالبس اجلاهزة مرتبط بتحسن حالة السوق خالل الفترة املقبلة وعودة القوى الشرائية ملا كانت عليه.
وقـال حمدى أبوالعينني، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات النسيجية، إنه يجب تعديل موعد غلق املحال فى الصيف، إذ إَّن الساعة التاسعة هى توقيت مبكر جداً، يضر باملحالت.
وشدد على ضرورة مراعاة التزامات املحالت التجارية واملصانع، بالذات مع طول مدة األزمة، وعدم قدرتها على حتمل اآلثار السلبية للجائحة لفترات طويلة.
وتـطـرق إلـى أن العديد مـن املصانع ستستقبل املوسم الشتوى املقبل بينما املخزون متراكم لديها من السنة املاضية، وستقدم أقل كمية من املنتجات اجلديدة؛ نظراً إلى ضعف اإلقبال عموماً، وعدم ظهور بوادر النتهاء أزمة كورونا فى القريب العاجل.