Al Borsa

ماذا تحتاج المجالس المجالس التصديرية لزيادة صادرات محافظات «الجنوب»؟

«الصياد»: املنطقة تحتاج إىل موائن قريبة وعمالة مدربة «بشر»: يجب دعم النقل الربى ومد شبكات الغاز الطبيعى «نعمان»: ارتفاع التكلفة بوجه عام يعترب حاجزاً أمام االستثمارا­ت «حافظ»: تراجعت عن إقامة مشروع فى األقصر بعد خفض مدة حق االنتفاع

- كتبت - رشا سرور ومى خاطر:

طالبت املجلس التصديرية مبزايا إضافية وحزم تشجيعية ملستثمرى الصعيد ملساعدتهم على رفع صادراتهم وزيادة الطاقات اإلنتاجية التى تسهم فى رفع تنافسية املنتج فى السوق العاملى.

ويرى ممثلو املجالس، أن النسب اإلضافية التى متنحها برامج املساندة التصديرية ملدن الصعيد واملحافظات احلدودية ال تكفى لزيادة الصادرات من محافظات اجلنوب.

قال شريف الصياد، رئيس املجلس التصديرى للصناعات الهندسية، إَّن صــادرات القطاع من مدن الصعيد ما زالـت منخفضة لثالثة أسباب رئيسية، وهى عدم وجود موانئ للشحن مباشرة من الصعيد، ونقص العملة املدربة، وعدم توفر مستلزمات اإلنتاج املحلية.

أضــاف لــ«الـبـورصـة»، أن الصعيد يعانى عدم توافر املوانئ. وحتى فى حالة توافرها تكون صغيرة احلجم ال تساعد الشركات فى استيراد مستلزمات اإلنـتـاج والتصدير من خاللها مرة أخرى.

وأشار إلى أن النقل ملدن الصعيد مكلف، سواء لنقل مستلزمات اإلنتاج إلى مصانع الصعيد أو عودة نقل املنتجات بهدف تصديرها للموانئ فى العني السخنة واإلسكندري­ة.

ولفت إلى أن عدم توافر العمالة املدربة التى لديها خبرة فى الصناعات الهندسية من أكبر املعوقات التى تواجه الشركات، كما أن املصانع فى القاهرة واملدن الصناعية الكبرى مثل العاشر من رمضان، والسادس من أكتوبر، والعبور، وبرج العرب لديها وفرة فى مستلزمات اإلنتاج املحلية لـقـرب الـصـنـاعـ­ات املـغـذيـة منها، بعكس مدن الصعيد التى تعانى حتمل تكلفة شحن مكونات اإلنتاج سواء محلية الصنع أو املستوردة.

وذكــــر «الـــصـــي­ـــاد»، أن بــرنــامـ­ـج املــســان­ــدة التصديرية املرتقب اإلعالن عنه قريباً، وسيتم تفعيله بداية من يوليو املقبل، تعطى حوافز

إضافية للشركات املــصــدر­ة مـن الصعيد أو املحافظات احلدودية، وبرامج دعم الصادرات القدمية كانت حتتوى على هذا الدعم؛ لتشجيع الشركات لالستثمار ورفـع قدرتها التنافسية للتصدير فى ظل ارتفاع التكلفة.

وتابع: «رغم احلوافز اإلضافية التى مينحها برنامج مساندة الصادرات، فإنه ال يشجع وحده على االستثمار فى ظل األسباب السابق ذكرها وارتفاع التكلفة بشكل كبير».

أكد «الصياد»، أهمية إقامة ميناء كبير خلدمة مدن الصعيد تكون بنفس كفاءة املوانئ الكبرى فى العني السخنة واإلسكندري­ة وبورسعيد، فضًال عن توفير معاهد صناعية لتوفير خريجني مدربني.

وشــــّدد عـلـى ضــــرورة زيــــادة بــرامــج الـدعـم واحلزم التشجيعية للشركات العاملة فى الصعيد ملساعدتها فـى توسعة استثماراته­ا وتشجيع املستثمرين للتوجه للصعيد، فضًال عن أهمية مواصلة منح األراضى باملجان فى مدن الصعيد.

وأشار إلى أهمية االقتداء باملزايا التى منحتها احلـكـومـة فـى الـسـابـق للمستثمرين فـى املـدن الصناعية الكبرى مثل الــســادس مـن أكتوبر، والعاشر من رمضان عند بداية إنشائها خاصة فيما يخص اإلعفاءات الضريبية ملدة 10 سنوات لتشجيع املستثمر على ضخ استثمارات جديدة.

وقــال سمير نعمان، نائب رئيس املجلس التصديرى ملـواد البناء والصناعات املعدنية واحلراريات، إَّن الصعيد يستحوذ على نسبة كبيرة من صادرات القطاع من املواد املحجرية والصناعات التى تعتمد على املواد التعدينية مثل منجم السكرى للذهب واأللومنيو­م فى جنع حمادى.

وأضاف أن املزايا التى يوفرها نظام املساندة التصديرية تساعد الشركات فى رفع تنافسية املنتج فى ظل ارتـفـاع التكلفة مقارنة باملناطق الصناعية التقليدية، لكنها وحدها ال تكفى جلذب استثمارات لهذا املكان.

وتابع «نعمان»: «طبيعة مــواد البناء تختلف عن صناعات كثيرة؛ حيث يعتبر الصعيد عنصراً جـاذبـاً للسلع التى تعتمد على مدخالت إنتاج من البيئة الغنية باملواد املحجرية والتعدينية، لكن ارتفاع التكلفة بوجه عام يعتبر حاجزاً أمام االستثمارا­ت املختلفة للتوجه للصعيد».

وقــال حــازم بشر، عضو املجلس التصديرى للصناعات الكيماوية واألسمدة، إَّن الصعيد مكبل بالعديد من العراقيل التى جتعل املصنعني يهربون مـن التصنيع فـيـه.. لذلك تبقى مساهمته فى إجمالى الصادرات املصرية ضعيفة.

وأضاف أن أبرز تلك الصعوبات هو عدم وجود غاز للمصانع هناك، باإلضافة إلى ارتفاع تكلفة الطاقة الكهربائية، وهو ما يجعل تكلفة الطاقة فى الصعيد أكثر كلفة من مناطق أخرى.

وأشـــار «بـشـر»، إلــى أن الشحن مكلف جـداً للصعيد؛ نظراً إلـى ابتعاده عن املوانئ املهمة، فيصبح نقل املـواد اخلـام إليه أو املنتج النهائى

منه باهظ الثمن، خصوصاً إذا أُضيفت له رسوم الكارتة التى تعد مرتفعة جداً.

وقــال إن العمالة فـى الصعيد غير مدربة، ويحتاج كل مصنع إلى تأهيل وتدريب عمالته، وهى تكلفة إضافية بالنسبة له، جتعل من املنتج الذى يخرج من مصانع الصعيد، مرتفع السعر، مقارنة مبثيله املنتج فى القاهرة الكبرى مثًال، ما يضعف تنافسيته عاملياً.

وتطرق «بـشـر»، إلـى أن غالبية اإلجـــراء­ات اخلــاصــة بـالـصـنـا­عـة والــتــصـ­ـديــر تـتـم داخــل املصالح احلكومية فى القاهرة بصورة أسرع من الصعيد، وهناك بعض اخلدمات احلكومية تتم فى القاهرة فقط.

وذكر أن جذب املصانع إلى الصعيد وتشجيع أصحابها على العمل هناك، ليكون مساهماً بنسبة أكبر فى الصادرات، يتطلب خطوتني أساسيتني، األولـى طرح األراضـى بحق انتفاع، والثانية هى دعم النولون البرى للمصانع العاملة هناك.

وأوضـح أن تكلفة األراضـى والنقل، هى أكثر ما يرفع السعر النهائى للمنتج، لذلك يجب العمل هذين البندين كمرحلة أولى.

وقال محيى حافظ، وكيل املجلس التصديرى للصناعات الطبية، إَّن ارتفاع تكلفة املنتج فى الـظـروف احلالية، جتعل بند النقل من األمـور املهمة التى جتبر املستثمر غير الصعيدى، على التواجد فى مناطق قريبة من املوانئ الرئيسية مثل العني السخنة أو اإلسكندرية.

وأضاف أن مستثمرى الصعيد أنفسهم يعانون من بند النقل للغاية، ســواء فى نقل اخلامات للمصنع، أو إعــادة نقل املنتج النهائى، وهـو ما تسبب فـى توقف العديد مـن مصانع الصعيد بالفعل، خاصة بعد جائحة كورونا العاملية.

وأوضح «حافظ»، أن تغيير القوانني والقرارات بشكل مفاجئ، وتطبيقها على استثمارات قائمة أو على وشك البدء فى تنفيذها يجعل املستثمر متردداً، وهى آفة يجب العمل على حلها سواء فى الصعيد أو فى غيره.

وتابع: «بعد أن اشتريت أراضـى فى األقصر بحق االنـتـفـا­ع للبدء فـى زراعـــة نـبـاتـات طبية وعطرية، تكون خـامـات محلية الصنع، توقف املشروع متاماً».

وأكـــد أن السبب فـى تـوقـف املــشــرو­ع، هو التغيير املفاجئ ملدة االستفادة من حق االنتفاع إلى 20 سنة بدالً من 50 سنة بحسب القانون، وهـو ما يقلص االستفادة من املـشـروع، إذ إن االستثمار الـزراعـى ال يؤتى ثماره قبل عشر سنوات من بدء الزراعة.

أضــاف أنـه مت تغيير سعر اإليـجـار من 750 جنيهاً للفدان إلـى 1000 جنيه للفدان، بعدما مت حساب تكلفة املشروع، ما أجبر الشركات فى هذا املجال إلى التراجع عن التنفيذ، خوفاً من تغيرات أخرى مفاجئة. وشدد على ضرورة إطالق يد العاملني على اتخاذ قوانني وقرارات االستثمار فى الصعيد بـالـذات، حتى يكون هناك مرونة يتم تقدميها للمستثمرين اجلادين، أو لتقدمي يد العون للمصانع املتوقفة فى الصعيد.

 ??  ?? محيى حافظ
محيى حافظ
 ??  ?? سمير نعمان
سمير نعمان
 ??  ?? شريف الصياد
شريف الصياد
 ??  ?? حازم بشر
حازم بشر

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt