القانونالحاكمللحزبالشيوعىالصينىمنذ عام: «عندما تفعل األشياء الصحيحة ُتصبح االختيار المفضل»
ففى استطالع أجرته جامعة هـارفـارد ونُشر فى يوليو من العام املاضي، أعـرب ما يصل إلى
% من املواطنني الصينيني الذين شملهم االستطالع عن تأييدهم حلكومتهم املركزية.
ولـذلـك، بالنسبة ملمثلى األحـــزاب واملنظمات السياسية من جميع أنحاء العالم الذين سيحضرون حوارا رفيع املستوى مع احلزب الشيوعى الصيني، وسيكون أحد املوضوعات األكثر إثـارة لالهتمام هو: ما األشياء الصحيحة التى قام بها احلزب الشيوعى الصينى جلعل نفسه خيارا ثابتا بالنسبة للشعب الصينى؟
قبل عامني فى روما، عندما كان لقاؤه بالرئيس الصينى الزائر شى جني بينغ على وشك االنتهاء، طرح روبرتو فيكو، رئيس مجلس النواب اإليطالي، هذا السؤال على الرئيس الصيني: «مباذا شعرت عندما مت انتخابك رئيسا للصني»؟
أجاب شي، وهو أيضا األمني العام للجنة املركزية للحزب الشيوعى الصيني، بأن حكم مثل هذه الدولة الضخمة يتطلب إحساسا قويا باملسئولية والعمل اجلــاد، قائال: «مـن أجـل مصلحة شعبي، سأضع رفاهيتى جانبا، وأنا على استعداد ألن ألتزم بنكران الذات وأكرس نفسى لتنمية الصني».
كـانـت خـدمـة الـشـعـب بــإخــالص هــى الـهـدف األساسى للحزب الشيوعى الصينى - وهو حزب يفخر بأنه ينبع من الشعب ويترسخ فى الشعب.
وقال شى فى مراسم الذكرى املئوية لتأسيس احلزب يوم اخلميس املاضى فى ميدان تيان آن من، القلب السياسى الرمزى للصني، إن «احلزب ميّثل دائما املصالح األساسية جلميع الصينيني؛ إنـه يقف معهم فى الـسـراء والـضـراء ويشاركهم املصير نفسه، ليس للحزب مصالح خاصة به - فهو لم ميثل قط أى مجموعة مصالح فردية، أو مجموعة قوة، أو طبقة ذات امتيازات».
وقــال رئيس الــــوزراء اليابانى السابق يوكيو هاتوياما: «إذا نظرنا إلى الوراء على مدى مئة عام
من التاريخ، سنرى أن البقاء دائما مع الشعب هو سر اإلجنازات العظيمة للحزب الشيوعى الصينى فى سجالت التاريخ».
وأضـــاف أن «الـصـني عانت الكثير مـن املحن والصعوبات، مبا فى ذلك العدوان الذى تسببت به اليابان، لكن احلزب الشيوعى الصينى عمل دائما مع الشعب للتغلب على الصعوبات».
حدثت أحدث هذه املحن فى مطلع عام عندماتفشى الـذىأدىإلىإزهاق األرواح وإغـــراق االقـتـصـادات فـى جميع أنحاء العالم.
إن هـذه الفلسفة التى تتمحور حـول الشعب هى أيضا التى مّكنت القيادة الصينية من تنفيذ ما وصفته منظمة الصحة العاملية بأنه «رمبا يكون أكثر جهود احتواء املـرض طموحا وسرعة وقوة فى التاريخ»، ما جعل الصني الدولة األولى التى تسيطر على املرض.
وقال شي، «إننا على استعداد إلنقاذ األرواح بأى ثمن. بغض النظر عن عمر املرضى ومدى خطورة حالتهم، فإننا ال نستسلم أبدا».
فى مقاطعة هوبى بوسط الصني وحدها، والتى شهدتأولحالةإصابة يتماإلبالغ عنها فى البالد، جنا أكثر من مريض تزيد أعمارهم على عاما من براثن املوت.
وقال جواد العنانى، نائب رئيس الوزراء األردنى األسبق، إن احلزب الشيوعى الصينى «حزب شعبى متجذر فى الشعب».
فى مراسم الذكرى املئوية للحزب الشيوعى الصيني، أشار شى إلى أنه «على الرغم من سهولة تعريف املهمة التأسيسية حلزبنا، فــإن ضمان التزامنا بهذه املهمة يعد أكثر صعوبة».
فىمايو أطلقاحلزبالشيوعىالصينى حملة بني جميع أعضائه حتت عنوان «االلتزام بالطموح األصلى واملهمة التأسيسية األصلية»، وهــى السعى إلسـعـاد الشعب الصينى وجتديد شباب األمة الصينية.
وقال فابيان روسيل، السكرتير الوطنى للحزب الشيوعى الفرنسي، إنــه بفضل الـتـزام احلـزب الشيوعى الصينى بتعزيز رفاهية الشعب، فقد مّكن احلزُب الصَني من حتقيق قفزات اقتصادية ملحوظة فى فترة زمنية قصيرة للغاية.
ومـنـذ أكـثـر مـن أربـعـة عـقـود بقليل، مت تبنى سياسة اإلصــالح واالنفتاح حتت قيادة الزعيم الصينى الراحل دنـغ شياو بينغ عـام ما أطلق العنان إلمكانات اإلبداع وريادة األعمال لدى الشعب الصينى ووضــع األســاس ملا أصبح اآلن اقتصاد سوق اشتراكيا نابضا باحلياة ومفتوحا على العالم اخلارجى.
شهد تيج بوناغ، وزيـر اخلارجية التايالندى الـسـابـق والسفير لــدى الـصـني خــالل الفترة
حتول الصني من بلد منعزل فقير إلى مساهم رئيسى فى االقتصاد العاملى.
واستحضر بوناغ عاما) من ذاكرته أول رحلة قام بها إلى الصني عام عندما كانت شنتشن «مجرد قرية صيد صغيرة»، حيث قال «إنها اآلن مدينة دولية يسكنها أكثر من ماليني نسمة ومركز للتكنولوجيا الفائقة».
ومـنعـام إلـىعـام قفزالناجت املحلى اإلجمالى للصني من مليار يوان ملياردوالرأمريكى)إلى تريليون
تريليون دوالر أمريكى)، لترتقى البالد
يوان
من دولة منخفضة الدخل إلى دولة متوسطة الدخل.
وانتشل النمو االقتصادى السريع معظم الشعب الصينى من دائــرة الفقر، لكن احلـزب الشيوعى الصينى لم يكن راضيا، حيث تعهد بالقضاء على الفقر واستكمال بناء مجتمع رغيد احلياة على نحو شامل.
وقال شي: «هذا مجتمع يتمتع به كل واحد منا. فى املسيرة نحو الرخاء املشترك، يجب أال يتخلف أحد عن الركب».
ومنذعام تعاملتالقيادةالصينيةمع قضية التخفيف من حدة الفقر كأولوية رئيسية، وطرحت أفكارا ورؤى جديدة، ووضعت سياسات وترتيبات جديدة.
بعد ثمانى سـنـوات، انخفض عـدد الصينيني الذين يعيشون حتت خط الفقر من مليون إلى صفر فى عام ما يعنى خروج أكثر من
ماليني شخص من دائــرة الفقر كل عـام فى املتوسط، أو رفع شخص واحـد فوق خط الفقر كل ثالث ثواٍن.
وأعلن شى فى مراسم يوم اخلميس أنه «من خالل اجلهود املستمرة للحزب كله واألمة بأسرها، حققنا الهدف املئوى األول املتمثل فى بناء مجتمع رغيد احلياة على نحو شامل».
وقال: «هذا يعنى أننا توصلنا إلى حل تاريخى ملشكلة الفقر املدقع فى الصني».
قــال املُعلم هـوانـغ يــان بـى للزعيم الصينى الراحل ماو تسى تونغ، خالل زيـارة إلى يانآن، إحدى القواعد الثورية للحزب الشيوعى الصيني، فىعام «قديكونصعودشيءماسريعا، لكن سقوطه سيكون سريعا أيضا».
وسأل هوانغ: «هل متكن أى شخص أو أسرة أو مجتمع أو مكان أو حتى أمة، من التحرر من هذه الدائرة املفرغة»؟
وقد استشهد شى بهذه املحادثة مرارا كتحذير من املخاطر املعقدة وطويلة األجل التى يواجهها احلزب الشيوعى الصينى احلاكم.
وبالنسبة له، فإن العامل املشترك الذى يؤدى إلـى اضمحالل السلطة السياسية هو التآكل الداخلي، وخاصة الفساد.
وسـلـط شـى الـضـوء على «اإلصــــالح الـذاتـي» كوسيلة رئيسية إلبـطـال عمل الــدائــرة املفرغة واحلفاظ على صحة جيدة وحيوية قوية للحزب.
وحذر عند مخاطبته كبار املسئولني فى ندوة مبدرسة احلــزب التابعة للجنة املركزية للحزب الشيوعىالصيني،فىيناير بقوله:«أعتقد أن من يستطيع هزميتنا هو أنفسنا، وال أحد آخر».
وبـنـاء على ذلـــك، فقد أصـبـح مـن األولــويــات اتخاذ إجــراءات صارمة ضد املمارسات السيئة من جانب مسئولى احلزب، وخاصة أولئك الذين يفقدون اإلميان مببادئ احلزب، أو يتلقون الرشوة، أو يتمتعون بحياة من الترف البالغ، أو ميارسون سلطة استبدادية.
وأشـار دميترى نوفيكوف، نائب رئيس اللجنة املركزية للحزب الشيوعى الروسي، إلى أن احلزب الشيوعىالصينىيطبقمنذعام سياسات شاملة وغير متسامحة مطلقا ملكافحة الفساد.
وقــال نوفيكوف: «مــن املهم تدمير الظروف األســاســيــة املـــؤديـــة إلـــى الــفــســاد»، مستشهدا مبمارسات احلزب الشيوعى الصيني، مثل اإلدارة الداخلية الصارمة للحزب، واالنضباط املستمر، والنضال الـصـارم ضد الشكلية والبيروقراطية والبذخ واإلسراف.
وأشـار رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش إلى أن مكافحة الفساد تشكل الشرط املسبق للتنمية، وهى ضرورية لقيادة أكبر حزب سياسى فى العالم.
وقال فوتشيتش، إن أعضاء احلزب الشيوعى الصينى «يـــرمـــزون إلـــى مستقبل جميع أفـــراد الشعب» فى الصني و»يحتاجون إلـى أن يكونوا منوذجا يحتذى به اآلخرون جميعهم».
وأضـاف أن معركة احلـزب الشيوعى الصينى ضد الفساد أعطت «قـوة كبيرة» لقيادة احلزب لتظهر لألمة وللعالم أن «الصني حازمة للغاية» فى سيادة القانون وفى رفع مستويات معيشة الشعب.
قال شى فى معهد موسكو احلكومى للعالقات الدولية فى روسيا فى مارس فى أول رحلة خارجية له كرئيس للصني: «من يرتدى احلذاء هو فقط من يعرف ما إذا كان مناسبا أم ال».
وأضاف: «الشعب فقط هو أفضل من يستطيع معرفة ما إذا كان مسار التنمية الذى اختاره لبلده مناسبا أم ال».
خـــالل عــقــود مـــن االســتــكــشــافــات املضنية والـنـضـال الــشــاق، أثبتت الــصــني، حتــت قيادة احلـزب الشيوعى الصيني، أن االشتراكية ذات اخلصائص الصينية هى السبيل الوحيد لتجديد الشباب الوطنى واالزدهار.
وأشـــار تيج، الدبلوماسى التايالندى، إلـى أن احلـزب الشيوعى الصينى يسير بثبات على هذا الطريق، ويتكيف مبرونة مع التغييرات ويحسن سياساته، مؤكدا أن ذلك أحد مصادر قوة احلزب.
وقالت جيسى دوارتي، نائبة األمني العام حلزب املؤمتر الوطنى األفريقى احلاكم فى جنوب أفريقيا: «من املهم أن تتبنى الدول أيديولوجيات ومسارات تنموية تتوافق مع تاريخها وهويتها الوطنية وظروفها الفريدة، بدال من مجرد اتباع ما يفعله اآلخرون».
إن الصني ال تنسخ أبــدا منــاذج اآلخـريـن، وال حتث اآلخرين على تقليد منوذجها، ولكنها دعت باستمرار إلى أنه ينبغى على كل دولة اختيار مسار تنمية يتماشى مع ظروفها اخلاصة واحتياجات شعبها، وأنه ينبغى على جميع الدول احترام بعضها البعض والتعلم من بعضها البعض.
وقال وانغ يى عضو مجلس الدولة ووزير اخلارجية الصيني: «سيكون العالم هامدا بال حياة، إذا لم يكن هناك سوى منوذج واحد وحضارة واحدة».
وأضـاف أن «الدميقراطية ليست ذلك الشراب الذى تنتجه الواليات املتحدة بنفس املذاق فى جميع أنحاء العالم».
وقـال رئيس الــوزراء الباكستانى عمران خان، وهو أيضا رئيس حزب (حركة إنصاف) الباكستانى احلاكم، إنـه مت الترويج بني الشعوب أن النظام الغربى للدميقراطية هو أفضل طريقة لتحقيق التقدم االجتماعي، لكن ما حققه احلزب الشيوعى الصينى يثبت أن هناك منوذجا آخر ممكنا.
وقال دوغو برينجيك، رئيس احلزب الوطنى الـتـركـي، إن احلـــزب الشيوعى الصينى مثير لإلعجاب حقا ألنه يحترم اختيارات األحـزاب األخرى للطريق الذى يتوافق مع الظروف الفريدة لكل دولة.