Al Borsa

التضخم المتزايد يفرض ضغوطًا على الحكومة الهندية

األسر الفقرية تكافح مع ارتفاع أسعار األساسيات مثل الغذاء والوقود

- كتبت- دعاء البرعى:

ارتفع سعر املـواد األساسية مثل احلليب وغاز الطهى فى الهند، ما يفرض مزيداً من الضغوط على املستهلكني الذين يكافحون بالفعل الصدمة االقـتـصـا­ديـة الناجتة عن تفشى جائحة «كورونا» ويشكل حتدياً حلكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودى.

وأعلنت الهند ارتفاع تضخم التجزئة بنسبة فــىشـهـرى­مـايـوويون­يو

حيث دفعت تكاليف الغذاء والوقود املتزايدة مؤشر أسعار املستهلك لالرتفاع فوق النسبة التى يستهدفها البنك املركزى الهندى والتى تبلغ للمرة األولى هذا العام، فى حني سجل تضخم اجلملة رقماً قياسياً بلغ نحو فى مايو، قبل أن ينخفضإلى فىيونيو.

ويخشى خبراء االقتصاد من أن الهند ميـكـن أن تـسـقـط مـــرة أخـــرى فــى دورة الـــزيـــ­ادات اجلـامـحـة فــى األســعــا­ر التى ابتليت بها ألعــوام عـديـدة وشكلت عبئاً سياسياً على قادة البالد، وفقاً لصحيفة «فاينانشيال تاميز» البريطانية.

وجـاء احتمال ارتفاع األسعار مع ارتفاع التضخم فى جميع أنحاء العالم على الرغم من توقعات النمو غير املؤكدة للبالد، كما تـراجـعـت اآلمـــال فـى التعافى الـسـريـع من الركود التاريخى العام املاضى بسبب املوجة الوبائية الثانية الوحشية التى تفشت وتسببت فى ارتفاع حاالت اإلصابات والوفيات بشكل كبير. وقـالـت بريانكا كيشور، االقتصادية املختصة بشئون الهند لدى شركة األبحاث «أكسفورد إيكونوميكس»: «إنــه أمـر صعب للغاية بالنسبة للبلد فى هـذا الوقت نظراً ملواجهة مشكلة منو خطيرة للغاية».كما قال خبراء االقتصاد إن جزءاً من ارتفاع األسعار يعكس اإلغالق الناجم عن اضطراب سلسلة اإلمداد، لكنهم أضافوا أيضاً أن األلم طويل األمد قد يكون فى الطريق مع ارتفاع أسعار السلع األساسية عاملياً.

وقد أدى هذا االحتمال إلى الضغط على السلطات الهندية ألخــذ خـطـوات، خاصة أنـه من املعروف أن الناخبني ينقلبون على احلكومات التى تتواجد فى فترات التضخم.

وفى حني أن بنك االحتياطى الهندى ترك أسعار الفائدة دون تغيير ملدة عام، مع التركيز

بدالً من ذلك على إنعاش النمو، يعتقد بعض خــبــراء االقـتـصـا­د أن زيـادتـهـا فــى األربـــاع السنوية القادمة أمر محتمل.

كما واجهت احلكومة املركزية وحكومات الواليات دعـوات خلفض الضرائب املرتفعة على الـوقـود، فقد كتبت وكــاالت التصنيف االئتمانى أنه «من الواضح متاماً أن تكاليف الوقود املرتفعة قد متت ترجمتها إلى جميع القطاعات، وهناك حاجة لبدء احلكومة فى خفض الضرائب».

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الضغوط دفعت الشركات إلى رفع األسعار، فعلى سبيل املثال، قامت شركتا «أمـول» و«مـازر ديرى»، وهما من أكبر العالمات التجارية لأللبان فى البالد، بزيادة األسعار مبقدار روبية «أى ما يعادل دوالر» للتر الواحد هذا الشهر، وهــو مـا يـعـادل زيـــادة مبـا يـقـرب مـن كما أشـارت الشركات إلى زيـادات مضاعفة فى تكاليف البيع باجلملة والتعبئة والتغليف واخلدمات اللوجستية.

وأوضــحــت أن ارتــفــاع األســعــا­ر ضـرب الطبقات الفقيرة واملتوسطة فى الهند، التى حتملت وطــأة الصدمات االقتصادية التى سببها الـوبـاء فـى الـبـالد، فقد أدى ارتفاع أسعار الغذاء، على سبيل املثال، إلى تفاقم انعدام األمن الغذائى للسكان الضعفاء.

وقال محمد حسينى، البالغ من العمر عاماً، والذى يدير كشك ملنتجات األلبان فى مومباى، إن مبيعاته تراجعت بنسبة منذ بداية تفشى الوباء.

وأوضــح حسينى: «أرى الـنـاس يشترون كميات أقل ألنهم فقدوا وظائفهم.. الناس لـيـس لـديـهـم املـــال لــإلنــفـ­ـاق، لـكـن احلليب ضرورى، لذلك يتعني على الناس شرائه حتى لو ارتفعت التكلفة».

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt