تباطؤ نمو األسواق الناشئة يشكل تحديًا للمستثمرين
عادًة ما يكون الشيء العظيم الذى مييز اقتصادات األسواق الناشئة عن غيرها، هو إمكانية تسجيلها منواً اقتصادياً.
وحتى نكون أكثر حتديداً فهى تنمو بسرعة أكبر من األسواق املتقدمة مثل الواليات املتحدة، مما يوفر عوائد أعلى للمستثمرين الذين يعربون عن استعدادهم لتحمل مخاطر االضطرابات والنكسات املتكررة التى تعانى منها األسواق الناشئة النموذجية.
فى الواقع، رمبا يكون املؤشر الوحيد األكثر مراقبة للعوائد املتوقعة على أصـول األســواق الناشئة هو فـارق منو الناجت املحلى اإلجمالى بني األسواق الناشئة واألسواق املتقدمة.
لكن األســـواق الناشئة تسجل اآلن وتيرة منو أبطأ من الواليات املتحدة وهو ما ال يشكل خبراً جيداً على اإلطالق بالنسبة ملستثمرى األسواق الناشئة، وذلك وفقاً ملا أوضحته صحيفة «فاينانشيال تاميز» البريطانية.
تعليقاً على األمر، يقول ديفيد هونر، اخلبير االستراتيجى املتخصص فى األسواق الناشئة واالقتصادى لدى بنك أوف
أمريكا، إن األسواق الناشئة باستثناء الصني ستنمو بشكل أبطأ من الواليات املتحدة خالل العام املقبل، ليأتى هذا التباطؤ للعام الثالث على التوالى.
جدير بالذكر أيضاً أن أداء الصني نفسها ليس أفضل بكثير، ومن هذا املنطلق، يتوقع بنك أوف أمريكا إمكانية منو أكبر اقتصادين فى العالم إلـى حد كبير فى عام
فمن املتوقع أن يسجل كال البلدين منواً مبعدل يزيد قليًال عن سنوياً.
قال هونر: «هذا هو أدنى تباين نسبى للتوقعات حرفياً فى تاريخ البيانات منذ ثمانينيات القرن املاضى».
وأوضـحـت «فاينانشيال تـاميـز»، أن النمو األســـرع فى الـواليـات املتحدة يعنى زيــادة قـوة الـــدوالر وارتـفـاع عوائد سندات اخلزانة األمريكية، وكالهما ميثل حتدياً بالنسبة ألصول األسواق الناشئة، فى حني أن تباطؤ النمو االقتصادى فى الصني يعتبر أمراً سيئاً أيضاً، وبالتالى فإن ما سيحدث بعد ذلك سيكون حاسماً.
وأوضح هونر: «نحن نقترب من مفترض طرق مثير للغاية، فمن املقرر أن ينطوى الشهرين املقبلني على يوم احلساب
بالنسبة لالقتصاد العاملى وخاصة بالنسبة لألسواق الناشئة».
ويفترض هونر، سيناريوهني مختلفني، أولهما عودة أسعار الطاقة، التى ارتفعت بشكل جنونى فى األشهر األخيرة بسبب مخاوف سالسل اإلمداد، من ذروتها املرتفعة وتخفيف مستوى الضغط املفروض على التضخم العاملى، فى الوقت الذى يخطط فيه صناع السياسة فى بكني إلى إيجاد حلوالً ألزمة قطاع العقارات فى الصني.
أما السيناريو الثانى فينطوى على استمرار أسعار الطاقة فى االرتفاع وحتول تباطؤ االقتصاد الصينى ليصبح سيئاً.