مستثمرون يحددون مالمح المواجهة
«عبدالسالم»: مصانع املالبس رفعت األسعار.. وتقليص العمالة «مبدأ غري منضبط» «املرشدى»: استنفدنا جميع الطرق وخفضنا هامش الربح إىل1%
تباينت آراء عدد من الصناع ورجال األعمال حــول سـيـنـاريـوهـات تعامل الـقـطـاع الصناعى مع موجة التضخم احلالية، لكنهم قالوا إن أى زيادة فى السعر النهائى للمنتج يضعف القدرة التنافسية محلياً وخـارجـيـاً، وهــو مـا سيؤدى إلـى تباطؤ القوى الشرائية، وبالتالى تنخفض الطاقات اإلنتاجية للمصانع.
قال محمد عبدالسالم، رئيس غرفة صناعة املالبس اجلاهزة واملفروشات باحتاد الصناعات، إَّن املحرك األساسى للسوق املحلى هو ديناميكية القوى الشرائية، وحال تأثرها بالسلب؛ نتيجة زيادة األسعار سيواجه القطاع حتديات كبيرة.
أضـــاف لـــ«الــبــورصــة»، أن مـصـانـع املـالبـس اجلــاهــزة ال متتلك سـيـنـاريـوهـات للتعامل مع األزمات التضخمية كالصناعات الغذائية أو باقى القطاعات؛ ألن أى زيــادة تطرأ على مدخالت اإلنتاج تنعكس مباشرة على السعر النهائى للمنتج.
وأوضــــح أن املـصـانـع بـــدأت تـرفـع األسـعـار تدريجياً قبل شهرين، وهو ما قابله تراجع فى الطلب، والذى أثر بدوره على الطاقات اإلنتاجية لتتراوح حالياً بني 60 و،%65 مقارنة بـ57% فور انتعاش حركة السوق من التداعيات السلبية ملوجة كورونا مع بداية العام.
واقترح «عبدالسالم»، أن تعقد وزارة التجارة والصناعة، لقاءات مباشرة مع كل قطاع ملعرفة املشكالت التى تواجهه واملساهمة فـى إيجاد حلول لها، وذلك لضمان استمرار عمل املصانع واحلفاظ على العمالة.
وأشـــار إلــى أن تقليص العمالة يأتى ضمن أول اخليارات املطروحة أمام الشركات للتخلص منها، مقابل تقليل املصروفات، وهذا مبدأ غير منضبط، لذلك فإَّن تكثيف اللقاءات خالل الفترة املقبلة مع الصناع سيضع خطة مؤقتة للخروج من تلك األزمة التضخمية، كما حدث سابقاً مع أزمة كورونا.
وأوضح رئيس غرفة صناعة املالبس اجلاهزة واملــفــروشــات، أَّن املـالبـس اجلــاهــزة يعد أبـرز القطاعات املستخدمة للعمالة بواقع 1.5 مليون
وظيفة مباشرة، ومن املتوقع أن تتضاعف األعداد مع افتتاح املصانع حتت اإلنشاء املتخصصة فى تصنيع املنسوجات قريباً.
ذكر املهندس محمد املرشدى، رئيس غرفة الصناعات النسيجية، أن تهيئة السوق املحلى الستقبال الزيادة التضخمية أمر بات ضرورياً، وذلك عن طريق عودة بعض املبادرات املشجعة عـلـى الـــشـــراء بــقــيــادة الــبــنــوك، مـنـهـا مــبــادرة «مايغالش عليك».
أضاف «املرشدى»، أن املصانع استنفدت جميع الطرق المتصاص الزيادات فى مدخالت اإلنتاج، منها خفض هامش الربح إلى 1%، والتغلب على تلك الزيادة مبضاعفة الطاقات اإلنتاجية لدخول أســواق جـديـدة. وأكــد أَّن املصانع بــدأت ترفع األسعار النهائية تدريجياً منذ بداية أكتوبر حتى وصلت الزيادة إلى %15 حالياً.
ومن املتوقع أن تزيد األسعار إذا لم تتدخل احلكومة عن طريق دعم بعض مدخالت اإلنتاج كالغاز الطبيعى، وتوفير املواد اخلام محلياً.
وتابع: «مصر تستورد نحو %50 من اخلامات الداخلة فى صناعات الغزول واملنسوجات من اخلارج، وارتفاع سعر الشحن من 3 آالف دوالر للحاوية الواحدة إلى 14 ألف دوالر أحدث حالة من املفاجأة للمصانع العاملة فى القطاع». وأكد أن الصناعة هى املحرك األول لالقتصاد فى أى دولــة؛ نظراً إلـى مشاركتها مبعدالت كبيرة فى الناجت القومى، واستيعاب أعـداد كبيرة من األيـدى العاملة، وسد احتياجات السوق املحلى من السلع واملنتجات املحلية، األمر الذى يحافظ على السيولة الدوالرية.
وقال محمد جنيب، رئيس شركة جنيب تكس للغزل والنسيج، إَّن أسعار خامات الغزل والنسيج العاملية ارتـفـعـت بشكل كبير، خــالل املرحلة املاضية، ما تسبب فى زيــادة األسـعـار املحلية بنسبة %200 خالل الـ4 أشهر املاضية.
وأوضـــح أن الـشـركـات ستواجه صعوبة فى حتقيق هامش ربـح؛ نظراً إلـى ارتفاع األسعار بشكل كبير، وعدم تقبل السوق لها، وكان هامش الربح يتراوح بني 10 .%15و
واقترح على احلكومة، لتفادى تكرار مثل هذه األزمات، التوسع فى زراعة اخلامات، وهو القطن قصير التيلة؛ لتلبية احتياجات املصانع بأسعار منافسة متكنها من النفاذ إلى األسواق اخلارجية.
وأكـــد ضــــرورة زيــــادة الــرقــابــة عـلـى املنافذ اجلمركية بشكل أكبر لتفادى تهريب تلك البضائع إلـى األســواق املحلى، وبالتالى ضعف تنافسية املصانع املصرية.
وأشـار «جنيب»، إلى أن قـرار حظر استيراد املنتجات غير املطابقة للمواصفات األوروبـيـة سيسهم فـى تقليص دخـــول البضائع الرديئة للسوق املحلى، وزيادة تنافسية منتجات املصانع املحلية.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى أعلن عدم السماح بدخول أى بضائع إال طبقاً للمعايير األوروبية بدءاً من مارس .2022
وقال هانى قسيس، رئيس شركة مصر للتجارة والصناعة «مينترا»، إَّن الشركة القائم نشاطها عـلـى الـتـصـديـر جتـعـل زيـــــادات األســـعـــار آخـر اخليارات املطروحة أمامها؛ حتى حتافظ على قدراتها التنافسية فى السوق اخلارجى.
وأضــاف أن جميع التوقعات تؤكد أن تلك املوجة التضخمية مؤقتة، وبالتالى فإَّن توزيع تلك الـزيـادة على بنود كثيرة مع التخلى عن هــامــش الــربــح لـفـتـرة مــحــددة بـجـانـب دعـم احلكومة متنع تراكم األعباء على الشركات.
ولفت إلــى أن أبــرز السيناريوهات للتعامل مـع تلك األزمـــة هـو مساندة احلكومة للقطاع الصناعى عبر إطـــالق حـزمـة احلــوافــز لفترة مؤقتة، منها زيـادة املساندة التصديرية، وعدم حتريك أسعار مدخالت اإلنتاج كالغاز الطبيعى إعفاء ضريبى على بعض البنود.
أوضــح «قسيس»، أَّن أغلب املطالب التى عـرضـهـا الـقـطـاع الـصـنـاعـى، خـــالل جائحة كورونا، متت االستجابة لها من ِقبل احلكومة، وكـان أبرزها إطـالق مبادرات متويلية بفوائد مخفضة، وسرعة صرف املساندات التصديرية، ومراجعة بعض القرارات. وال بد من عودة هذا التضامن مجدداً.
وقـال املهندس مجد الدين املـنـزالوى، رئيس جلنة الصناعة بجمعية رجال األعمال، إَّن اللجنة أعـــدت مـذكـرة توصيات بـعـدد مـن املقترحات للتعامل مع األزمة التضخمية، وسترسل إلى وزارة التجارة والصناعة ملناقشتها.
أضــاف أن أبــرز تلك التوصيات مبنية على خطة الدولة التصديرية وليس مصلحة الشركات أو الصناع، ولعل سيناريو دعـم القطاع حلني وضوح الرؤية فى السوق أبرزها.
وكان اجلهاز املركزى للتعبئة العامة واإلحصاء، أعـلـن فـى بـيـان لـه قبل أســبــوع، ارتــفــاع معدل التضخم السنوى إلجمالى اجلمهورية فى سبتمبر إلى %8 مقابل %6.4 فى أغسطس املاضى.
وارتـفـع معدل التضخم العام السنوى فى املدن إلى %6.6 خالل سبتمبر مقابل %5.7 فى أغسطس.
كما سجل معدل التضخم الـعـام الشهرى خــالل سبتمبر %1.6 إلجمالى اجلمهورية مقابل معدل سالب %0.1 خـالل أغسطس، وفقاً لإلحصاء، وبلغ املعدل فى املدن %1.1 مقابل %0.1 فى أغسطس.
ويستهدف البنك املـركـزى أن يصل متوسط معدل التضخم السنوى فى املدن إلى %7 بزيادة أو نقصان 2% خالل الربع األخير من عام .2022
«نجيب»: التوسع فى زراعة القطن قصري التيلة لتلبية احتياجات مصانع الغزل «قسيس»: نطالب بزيادة املساندة التصديرية وإقرار إعفاءات ضريبية مؤقتة «املنزالوى»: إعداد توصيات بحزمة مقرتحات وتقديمها لـ«الصناعة»