مرصد اإلفتاء يحذر من حملة «داعشية» جديدة الستهداف الشباب
كشف مرصد الفتاوى التكفيرية واآلراء المتشددة التابع لدار اإلفتاء المصرية عن أن تنظيم «داعش” يسعى فى الوقت الحالى إلى العمل على زيادة استقطاب مزيد من المؤيدين، وبخاصة من أبناء األثرياء، وهى ظاهرة سبق أن حذرت منها تقارير دولية حللت الخلفيات االقتصادية والفكرية لعدد كبير من مقاتلى المجموعات اإلرهابية، وقد توصلت هذه الدراسات إلى أن هناك ِنسبًا مرتفعة من أبناء األثرياء بين صفوف الجماعات اإلرهابية، وأنهم باتوا محل استهداف من قِبل هذه الجماعات.
قال بيان املرصد إن تنظيم «داعش“كثف فى اآلونــة األخـيـرة من الدعوة لحمالت التبرعات بواسطة العمالت املشفرة، وحاول فى هذه الحمالت حث أبناء الطبقات الغنية على االنضمام إلــى هــذه الحملة وتــزويــد التنظيم باألموال. يأتى هذا ضمن استراتيجية التنظيم التى تقوم على أساس البحث عن متطوعني أثرياء لتمويله، إلى جانب البحث عن مقاتلني من هذه الطبقة.
جاء ذلك عبر صفحة املرصد على موقع التواصل االجتماعى فيس بوك.
وذكـر املرصد فى بيانه أن ظاهرة انضمام أبناء الطبقات الغنية ليست بجديدة على هذه التنظيمات، بل إن هذه التنظيمات قد تنشأ باألساس من قبل أشخاص من أبناء الطبقات الغنية، فعادة ما يأتى األعضاء الرئيسيون فى املنظمات اإلرهابية واألشخاص الذين
يتحملون مسئولية العمليات من خلفيات متوسطة وغنية من الناحية االقتصادية.
وفــى ذات الـسـيـاق، يسعى تنظيم «داعش“فى الوقت الحالى إلى تجنيد أكبر قــدر مـن أبـنـاء هــذه الطبقات؛ لكونهم عــادة على مستوى عــال من التعليم واملــهــارات التى تسعى إليها الجماعات اإلرهـابـيـة، بـل وعـــادة ما يـكـونـون األنــســب لتوضيح أهـــداف املجموعة وأيديولوجيتها، كما أن اإلمكانيات االقتصادية التى يتمتعون بها تمنحهم «الرفاهية» لتكريس وقتهم وطاقتهم للقضية التى تشغل تفكيرهم. ومما يؤكد ذلـك أن منفذى هجمات الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 كـان بعضهم يتمتع بمستوى معيشى وتعليمى مرتفع، فمنهم من حاز درجة الدكتوراه من أملانيا، وهناك شخص آخـر نجل مصرفى كبير فى نيجيريا
وكـان يـدرس فى بريطانيا، باإلضافة إلى منفذى هجمات سريالنكا األخيرة، حيث ثبت بعد ذلك أنهم يرتقون إلى مستوى اقتصادى مرتفع.
وأشار املرصد فى بيانه إلى أن معظم التحليالت التى تناولت الحديث عن أسـبـاب التطرف واإلرهــــاب، ربطت تلك الظاهرة بالفقر والتهميش الذى تعيشه بعض الطبقات داخل املجتمعات والـدول، إال أن ظاهرة التطرف وطرق التجنيد التى تقوم بها الجماعات اإلرهابية تعتمد باألساس على مجموعة مــن األســـس والــقــواعــد، تتمثل فى توفير وخلق منصات وروابـط عاطفية واجتماعية، تعمل مـن خاللها على التواصل مع الشباب عبر اللعب على توليد مشاعر إيجابية تجاه قضيتهم، مثل القوة والثقة والفخر واالنتماء داخل املجموعة، وتوليد مشاعر سلبية مثل تجاه واالشمئزاز والغضب الكراهية اآلخر.
واخـتـتـم املـرصـد الـبـيـان موضحا أن األشــخــاص الـذيـن ينضمون إلى املجموعات اإلرهـابـيـة، وعلى رأسها تنظيم «داعش“، إنما يتأثرون بمستوى الدعاية املوجه إليهم، وهذا األمر ينطبق على من ينضم إلى التنظيم مباشرة، أو من يقود عمليات الذئاب املنفردة تحت اسم التنظيم، مضيفا أنه ال يوجد نموذج موحد لعملية التطرف واإلرهاب الذى يدفع الشخص نحو االنضمام إلى هـذه الجماعات؛ فاألشخاص الذين يتجهون نحو التطرف من ذوى الطبقات االقتصادية املتوسطة والعليا عـادة ما ينجذبون إلى أيديولوجية متطرفة ملجموعة كاملة من األسباب املختلفة، ويسلكون عددا من املسارات املختلفة للوصول إلى هذه املجموعات.