Deutsche Welle (Arabic Edition)

باكستان تواجه "وضعا خطيرا"ً بعد محاولة اغتيال عمران خان

- الوزراء الباكستاني السابق اغتيال الخميس الثاني/

نجا رئيس عمران خان من محاولة (الثالثمنتش­رين نوفمبر(2022 بينما كان يتقدم مسيرة من مدينة لالاهور نحو العاصمة اسلالالالا­لام اباد شارك فيها الآلآلالال­الالاف من انصاره في إطار حملة للمطالبة بانتخابات جديدة بعدما أقصي من منصبه في الربيع.

واتهم رئيس الوزراء السابق الذي أصيب بالرصاص في ساقيه، خليفته شهباز شريف ووزير الداخلية رانا ثناء الله وقائد كبير في الجيش بالتخطيط لاغتياله وتحميل مسؤولية ذلك لمسلح مدفوع باعتبارات دينية. "بلد له باع في الفوضى السياسية" قال المحلل توصيف أحمد خان لوكالة فرانس برس إن "الوضع السياسي في باكستان دخل مرحلة خطرة". ويرى هذا المحلل أنه "في بلد له باع في الفوضى السياسية، تكثر الشائعات".

رغم إقصائه عن السلطة في نيسان/ أبريل، لا يزال خان يحظى بتأييد شعبي كبير. وتعتمد الحكومة بشكل متزايد على جيشها القوي من أجل بقائها، بحسب الخبير.

واشار توصيف أحمد خان إلى "أنه وضع خطير - ليس للعملية الديموقراط­ية فحسب ولكن للبلاد أيضا- خاصة فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية" لأن "مشاكل الفقر والجوع والتنمية لا تشكل أولوية".

ويهاجم خان وشريف بعضهما البعض منذ شهور، ويتبادلان الاتهامات بعدم الكفاءة والفساد، بلغة ونبرة يغلب عليهما الازدراء. لكن اتهام خان العلني لمسؤول عسكري يشكل سابقة في غياب أي دليل لدعم مزاعمه التي نفتها الحكومة أيضا معتبرة أنها "أكاذيب وتلفيقات".

الجيش الباكستاني في استعراض عسكري بمناسبة عيد استقلال باكستان خان ينتقد رافعته للسلطة: الجيش لطالما اعتُبر انتقاد المؤسسة العسكرية التي حكمت باكستان على مدى معظم تاريخها البالغ 75 عاما خطا أحمر، لكن خان لا يكف عن انتقادها، رغم صعوده منها إلى السلطة.

وحث الجيش في بيان الجمعة الحكومة على رفع دعوى تشهير ضد خان.

كما تم استهداف مسؤولين في حزبه "حركة إنصاف الباكستاني­ة". وتمت ملاحقة البعض بالفعل بتهمة "إثارة الفتنة" واتهامات أخرى منذ مغادرة خان منصبه، بالإضافة إلى صحافيين مقربين من رئيس الوزراء السابق.

وحذر المحلل السياسي أحمد خان من "حملة قد تستهدف الحزب" مشيراً إلى أن حزب إنصاف قد ينقسم.

وفي حال خروج تظاهرات ضخمة مؤيدة للزعيم السابق بهدف إظهار شعبيته أمام خصومه والجيش، فقد تكون النتيجة "فوضى ويأس وخيبة أمل". أزمة اقتصادية في ظل هذا التوتر، من غير المرجح أن يتم التحقق بشكل سليم من الاتهامات المتبادلة ونفيها من كلا الجانبين، بحسب المحلل قيصر بنغالي، ومقره في كراتشي.

وأكد بنغالي أن هذا يفسح المجال أمام نظريات المؤامرة، موضحا أن "الدولة فقدت شرعيتها (... وكذلك) الشرطة والقانون والمؤسسات الأخرى - حتى القضاء". ويضيف الخبير أن الجيش "يتساءل عما حدث وماذا يمكن أن يفعل" الآن.

ونفت الحكومة أي تورّط لها في محاولة الاغتيال، ووجهت أصابع الاتهام فيها إلى مسلح مدفوع باعتبارات دينية. وتواجه باكستان منذ عقود جماعات إسلامية عنيفة مؤثرة بقوة على جزء كبير من السكان ذي الغالبية المسلمة. ويؤكد خان أن خصومه يتهمونه بـ "تدنيس الدين أو النبي".

واوضح بنغالي أن "التطرف الديني سلاح يستخدمه حزب إنصاف والجيش والدولة على حد سواء" مضيفا "لذلك تتجه الأمور نحو وضع خطير للغاية".

لكن الأزمة السياسية تخفي وراءها أخرى أكثر إلحاحا:ً الأزمة الاقتصادية. وأشار المحلل الاقتصادي إلى أن "الدولة مفلسة وكل الموارد التي بحوزتها تم انفاقها على الدين والدفاع ورواتب الموظفين". وتابع "مهما كانت الفتات المتوفرة، فإن السياسيين يتقاتلون (على ما تبقى) ... ولهذا السبب أصبح الصراع تافهًا للغاية". خ.س/ أ.ح ( أ ف ب) في عام 1947، تم تقسيم "الهند البريطانية" إلى دولتين- الهند وباكستان.

وكان مؤسس باكستان محمد علي جناح وحزب الرابطة الإسلامية في الهند قد طالبا باستقلال ذاتي للمناطق ذات الأغلبية المسلمة في الهند غير المقسمة، وفي وقت لاحق بدولة منفصلة للمسلمين. اعتقد جناح أن الهندوس والمسلمين لا يمكنهما الاستمرار في العيش معا،ً لأنهما كانا يمثلان "أمتان" مختلفتان تماما.ً

وكان للتقسيم تبعات وخيمة، إذ بدأت عقب ولادة الهند وباكستان، أعمال شغب جماعية عنيفة في العديد من المناطق الغربية، معظمها في منطقة البنجاب، الواقعة بين الهند وباكستان. ويقول المؤرخون إن أكثر من مليون شخص لقوا حتفهم في الاشتباكات، كما هاجر الملايين من الأراضي الهندية إلى باكستان ومن الجانب الباكستاني إلى الهند.

وقد اشتبكت الهند وباكستان حول كشمير بعد استقلالهما. وكان زعيم هندوسي يحكم منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، لكن جناح، مؤسس باكستان، أرادها أن تكون جزءا من الأراضي الباكستاني­ة. قاتلت القوات الهندية والباكستان­ية في كشمير في عام 1948، مع سيطرة الهند على معظم أجزاء الوادي، في حين احتلت باكستان منطقة أصغر. وتواصل الهند وباكستان الاشتباك حول كشمير.

ويقول بعض المؤرخين أن جناح والمهاتما غاندي أرادا إقامة علاقات ودية بين الدول المستقلة حديثا.ً فعلى سبيل المثال، اعتقد جناح أن العلاقات بين الهند وباكستان يجب أن تكون مشابهة لتلك التي تربط بين الولايات المتحدة وكندا. ولكن بعد وفاته في عام 1948، تصادم خلفائه مع نيودلهي.

إلا أن الحكومتان الهندية والباكستان­ية تقدمان روايات مختلفة جداً عن التقسيم. فبينما تؤكد الهند على حركة المؤتمر الوطني الهندي ضد الحكام البريطانيي­ن - مع غاندي كمهندس رئيسي لها - تركز الكتب المدرسية الباكستاني­ة على "صراع" ضد كل من القمع البريطاني والهندوسي. والدعاية الحكومية في كلا البلدين ترسم بعضها البعض كـ "عدو" لا يمكن الوثوق به.

وبقيت العلاقات الدبلوماسي­ة بين الهند وباكستان متوترة طيلة العقود السبعة الماضية. وقد ساهمت قضية الارهاب الإسلاموي في توتر العلاقات بين البلدين في السنوات القليلة الماضية واتهمت نيودلهي اسلام اباد بدعم الجهاديين الاسلاميين بشن حرب في كشمير، التي تسيطر عليها الهند، كما تتهم الهند الجماعات التي تتخذ من باكستان مقرا لها بشن هجمات ارهابية على الأراضي الهندية. من جهتها تنفي اسلام اباد هذه الاتهامات.

ويحث كثير من الشباب في كل من الهند وباكستان حكومات بلديهم على تحسين العلاقات الثنائية. ويرى المخرج الوثائقي وجاهات مالك، الذي يتخذ من إسلام آباد مقرا له، أن أفضل طريقة لتطوير العلاقات بين البلدين هي من خلال المزيد من التفاعل بين شعوبهما. وقال مالك لـ:DW "التجارة والسياحة هما الطريق نحو تحسن العلاقات بالنسبة لنا. فعندما يجتمع المواطنون معا، ستحذو الدول حذوهم". الكاتب: جانينا سيمينوفا/ إيمان ملوك

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Germany