Deutsche Welle (Arabic Edition)

كوب ..27 من يتحمل تكلفة "خسائر وأضرار" تغير المناخ؟

-

لالا تستطيع الشابة إريك نجوجونا (20 عاما) إخفاء مشاعر الغضب وهي ترى تأثير ظاهرة التغير المناخي على موطنها كينيا حيث يخسر الكثيرون سبل عيشهم ومنازلهم، وبل وقد يصل الألأمر إلى خسارة الألأرواح جراء أسوأ موجة جفاف شهدتها البلالالال­الالاد خلالالالال­ال الألأربعين عاما الماضية.

وفي مقابلة مع DW من العاصمة الكينية نيروبي، قالت نجوجونا "تداعيات ظاهرة التغير المناخي تجعلنا نشعر بالعطش والجوع. سبب غضبي لا يتعلق بمعرفة ذلك وإنما بتأثيره، خاصة وأننا لسنا من تسببنا في التغير المناخي. لكن ورغم ذلك فإن مجتمعاتنا تتحمل العبء الأكبر وتدفع الثمن الأكبر".

وتعد كينيا من بين البلدان الواقعة في جنوب الكرة الأرضية الأكثر تضررا من ظواهر الطقس المتطرفة الناجمة عن الاحتباس الحراري، لكنها ليست الوحيدة التي تواجه مصيرا مناخيا قاسيا، إذ تسبب الجفاف في دفع ملايين السكان في منطقة القرن الأفريقي إلى حافة المجاعة.

في المقابل، اجتاحت عواصف مدمرة الفلبين، فيما لقي قرابة 1500 شخص حتفهم جراء الفيضانات العارمة التي ضربت باكستان هذا الصيف.

وتقول الشابة نجوجونا إن هناك ظواهر مناخية "يمكن التكيف معها، لكن مع زيادة تفاقم أزمة المناخ، فإن هناك ظواهر لا يمكن التكيف معها. ما يعني حتمية دفع الثمن". وتواجه الدول الأكثر ثراء دعوات متزايدة بضرورة تقديمها تعويضات في صورة صندوق مخصص لتغطية تكاليف الأضرار والخسائر الجسيمة الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي.

خطر التغير المناخي أصبح أكثر وضوحا بعد الكوارث الأخيرة التي حلّت في مناطق متفرقة في العالم ما هي الألأضرار والخسائر؟ يعود مصطلح "الأضرار والخسائر" إلى عام 1991 حيث صاغه تحالف الدول الجزرية الصغيرة خلال مفاوضات المناخ في جنيف، مع اقتراح خطة تأمين ضد ارتفاع منسوب مياه البحر بما يشمل تحمل الدول الصناعية التكاليف. بيد أنه لم يتم بحث هذا الأمر بجدية إلا في عام 2013 خلال قمة المناخ التاسعة عشرة في بولندا حيث جرى إنشاء الآلية الدولية للخسائر والأضرار المرتبطة بآثار تغير المناخ بهدف مواجهة ومعالجة هذه القضية.

ورغم مرور أعوام على ذلك، إلا أن لم يتم إحراز سوى القليل في هذا الصدد. وخلال مؤتمر المناخ "كوب "26 العام الماضي في مدينة غلاسكو باسكتلندا، رفض المفاوضون اقتراحا قدمه أعضاء مجموعة الـ77 +الصين، التي تعد كتلة تفاوضية نافذة تضم أكثر من 100 دولة نامية، بشأن إنشاء مرفق مالي رسمي يتعلق بالخسائر والأضرار المناخية.

وبدلا من ذلك، جرى إنشاء "حوار غلاسكو " من أجل تمهيد الطريق أمام مزيد من المناقشات حول التمويل على نحو "شامل ومنفتح، لكنه غير إلزامي".

من جانبها، تقول زوها شاوو، عالمة البيئة والمتخصصة في قضية الخسائر والأضرار بمعهد ستوكهولم للبيئة، إن بعض الدول انتقدت "حوار غلاسكو" باعتباره "ذريعة لإبطاء اتخاذ المزيد من الإجراءات".

الدول الصناعية المتقدمة هي المسبب الأساسي للانبعاثات لذا تطالبها الدول الفقيرة بدفع تعويضات عن خسائر وأضرار تغير المناخ تراجع الدول الثرية تاريخيا، تتحمل البلدان المتقدمة المسؤولية الأكبر عن الانبعاثات المسببة لما يعُرف بالاحترار العالمي، إذ أنه بين عامي 1751 و 2017، كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة مسؤولة عن 47 بالمائة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون التراكمية، مقارنة بنسبة لم تتجاوز 6 بالمائة من الانبعاثات تسببت فيها دول القارة الإفريقية وأمريكا الجنوبية كاملة.

ورغم ذلك، ما زالت الدول المتقدمة بطيئة في تقديم مساهمات مالية لتخفيف التأثير على البلدان الأكثر تضررا في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. ويشار إلى أنه في عام 2010، تعهدت دول الشمال بتقديم مئة مليار دولار سنويا لمدة عشر سنوات لمساعدة البلدان النامية على التكيف مع آثار ظاهرة تغير المناخ، بما يشمل تزويد المزارعين في البلدان النامية بمحاصيل مقاومة للجفاف أو دفع تكاليف إقامة منشآت لصد الفيضانات.

وقد أشارت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي ترصد عملية التمويل، إلى أن الدول الغنية دفعت عام 2020 قرابة 83 مليار دولار في معدل أعلى من عام 2019 بنسبة 4 بالمائة، لكن المساهمة المالية كانت أقل من التعهد المتفق عليه.

بدورها، تقول مارلين أشوكي، المتخصصة في قضية العدالة المناخية في منظمة "كير" الدولية غير الحكومية، إن الدول الغنية التي تسببت في ظاهرة التغير المناخي يتعين عليها "توفير التمويل المطلوب" لأن أشكال التمويل غير الكافية سوف تعمل على زعزعة استقرار البلدان المتضررة من الظاهرة. وتضيف بأنه "بدلا من معالجة قضايا الفقر والتعليم، يتعين علي هذه البلدان اتخاذ خطوات لمعالجة قضايا تغير المناخ، إذ يجب عليها البحث عن موارد مالية في محاولة لتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود أمام ظواهر الطقس المتطرفة". الخسائر ليست مادية فقط! وفي هذا السياق، ذكرت "جمعية الخسائر والأضرار" التي تضم باحثين ونشطاء وصانعي قرار من جميع أنحاء العالم، أن 55 دولة من بلدان "مجموعة العشرين الأكثر هشاشة" والبالغ عددها 8 دول نامية بينها كينيا والفلبين وكولومبيا، عانت من خسائر اقتصادية مرتبطة بالمناخ تجاوزت نصف تريليون دولار في أول عقدين من هذا القرن.

بيد أنالخسائر لم تكن اقتصادية فقط، إذ تعرضت مناطق ثقافية وأثرية لخطر الزوال. وفي هذا السياق تقول شاوو إن المجتمعات الأكثر "عرضة للتغيرات المناخية هي مجتمعات خاصة بالسكان الأصليين وقبلية وفئات محلية ضعيفة، لكن يتعين عليهم تحمل معظم الخسائر." ما هي نقاط الخلالالال­الاف؟ رغم اعتراف الدول المتقدمة بضرورة معالجة قضية الخسائر والأضرار، إلا أن بعض هذه الدول تشير إلى مساهمات في تمويل صناديق مناخية حالية وعمليات إنسانية. وفي هذا الصدد، قال الاتحاد الأوروبي في بيان إنه "منفتح على مناقشة موضوع الخسائر والأضرار، لكنه متردد حيال إنشاء صندوق خاص لمعالجة الخسائر والأضرار".

وفي ردها على ذلك تقول شاوو: "أعتقد أنهم قلقون من أن هذا الأمر قد يمهد الطريق أمام الاعتراف بالحاجة إلى تمويل إضافي لمعاجلة قضية الخسائر والأضرار، وهو ما سيعرضهم لدعوات خاصة بتحمل المسؤولية ودفع تعويضات وهذا الأمر يحمل في طياته تكاليف باهظة". وتضيف أنه في حالة انهيار جسر بسبب فيضان في دولة نامية أو حتى تدمير منازل جراء إعصار، فإن الدول المتقدمة تخشى من أن تتعرض لدعوات تطالبها "بتحمل المسؤولية ومن ثم دفع تكاليف الخسائر".

أضرار تغير المناخ والجفاف تؤثر بشكل كبير على الطبيعة والحيوانات

ورغم ذلك، فقد قررت بعض الدول الغنية أخذ زمام المبادرة، إذ تعهدت الدنمارك في وقت سابق من العام الجاري بدفع أكثر من 13 مليون دولار للبلدان النامية بما في ذلك منطقة الساحل الأفريقي في شكل تعويضات عن الخسائر والأضرار المناخية. وسبق ذلك تعهد اسكتلندا بدفع مليون دولار خلال قمة المناخ العام الماضي.

وتعلق زوها شاوو، عالمة البيئة في معهد ستوكهولم للبيئة، بأن الإجراءات التي تتخذها الدول بشكل فردي تعد طريقة جيدة لمواجهة تزايد دعوات البلدان النامية للدول الثرية بتحملها الخسائر والأضرار الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي.

وتضيف بأنها "طريقة سهلة تُقدم عليها الدول (الغنية) لإظهار أنها تفعل شيئا، لكن من دون أن تلتزم بشيء قد يمهد الطريق أمام تحميلها أي مسؤولية مثل مساهمات مالية".

غير أنه مع ارتفاع درجات الحرارة وفشل الدول الغنية في الحد بشكل كبير من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، سوف تستمر المجتمعات الفقيرة في تحمل وطأة ظاهرة التغير المناخي وظواهر الطقس المتطرفة، وهو ما يثير غضب الشابة الكينية إريك نجوجونا، وتقول "تضيق نافذة العمل، فيما تتفاقم التأثيرات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة وسط غياب أي عمل جاد". لويز أوزبورن / م ع تعد غابات الأمازون حوضا أو "بالوعة" لامتصاص الكربون إذ توصف بـ"رئة الأرض" وواحدة من أكثر الأماكن تنوعا بيولوجيا في العالم. بيد أن عقودا من القطع الجائر للأشجار على نطاق واسع وتربية الماشية قضى على قرابة مليوني كيلومتر مربع من مساحة غابات الأمازون فيما بقي أقل من نصف المساحة المتبقية تحت الحماية. كشفت دراسة أن بعض أجزاء الغابات أصبحت تصدر في الوقت الحالي كميات من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تمتصه.

تعُرف غابات التايغا بالغابات الشمالية أو الصنوبرية وتتمتع بمناخ شبه قطبي. وتمتد هذه الغابات عبر الدول الاسكندناف­ية وأجزاء كبيرة من روسيا. تتباين أوجه حماية غابات التايغا من دولة إلى أخرى. فمثلا في شرق سيبيريا وخلال الحقبة السوفيتية وفرت إجراءات صارمة لحماية غابات التايغا فلم يلحقها الضرر، بيد أن الانكماش الاقتصادي في روسيا لاحقا أدى إلى ارتفاع معدل قطع الأشجار إلى مستويات مدمرة.

تعد إحدى أهم الغابات القبطية التي تقع في نصف الكرة الشمالي وتمتد من ألاسكا إلى كيبيك لتغطي ثلث مساحة كندا. تقع قرابة 94 بالمائة من مساحة هذه الغابات داخل كندا التي تعتبرها أراضٍ عامة وخاضعة لإدارة وسيطرة الدولة، بيد أن المنطقة الخاضعة للحماية لا تتجاوز سوى 8 بالمائة منها. وتعد كندا أحد أكبر المصدرين للمنتجات الورقية في العالم لذا يتم قطع 4 آلاف كيلومتر مربع من مساحة هذه الغابات سنويا.

تعتبر من أقدم الغابات المطيرة وأكثرها كثافة في العالم ويغذيها نهر الكونغو. الغابة المطيرة الاستوائية في الكونغو موطن للحيوانات الإفريقية الأكثر شهرة لا سيما الغوريلا والأفيال وقرود الشمبانزي وهي أيضا غنية بالمعادن النفيسة مثل الذهب والماس. تحولت هذه الثروات من نعمة إلى نقمة فقد أدى التعدين والصيد إلى زيادة عمليات القطع الجائر للأشجار. هناك تحذيرات من أنها ستختفي بحلول عام .2100

تتميز غابات بورنيو بالتنوع الأحيائي إذ يبلغ عمرها أكثر من 140 مليون سنة وتقع في جزيرة بورنيو وتتقاسمها ماليزيا وإندونيسيا وبروناي. وتوفر المأوى للمئات من الحيوانات المهددة بالانقراض مثل إنسان الغاب السومطري الذي يعُرف بالقرد الأحمر ووحيد القرن السومطري. وعلى مر العصور، تم تدمير مساحات شاسعة من غابات بورنيو للاستفادة من أخشاب الأشجار أو استبدال مساحات منها بمزارع زيت النخيل أو استخراج المعادن.

تقع غابة بريموري وهي غابة صنوبرية في أقصى شرق روسيا إذ تعد موطنا للنمور السيبيرية النادرة وغيرها من الحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض. وبسبب قربها من المحيط الهادئ، تشهد الغابة اختلافا في المناخ فخلال الصيف يصبح الطقس استوائيا وقطبيا خلال فصل الشتاء. بقيت الغابة على حالها دون ضرر بشكل كبير وذلك بسبب موقعها البعيد عن البشر وأيضا تدابير الحماية. تسارعت وتيرة قطع الأشجار ما بات مصدر تهديد لها.

تقع غابات فالديفيان في تشيلي والأرجنتين وتغطي شريطا ضيقا من الأرض يمتد من المنحدرات الغربية لجبال الأنديز والمحيط الهادئ. تشتهر غابات فالديفيان بالعديد من النباتات والأشجار كأشجار الزان بطيئة النمو. بيد أن القطع الجائر للأشجار يمثل تهديدا لهذه الأشجار حيث تم استبدالها بأشجار الصنوبر والكافور سريعة النمو لكن هذه الأشجار لا تحافظ على التنوع البيولوجي. إعداد: منير غايدي/م.ع

احتياجات البشرية بطريقة مستدامة وجود 1,75 كوكب أرض وفق شبكة "غلوبل فووتبرنس نتوورك" والصندوق العالمي للطبيعة.

أما من ناحية المناخ، فيشير أحدث تقرير لخبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة إلى أن النمو السكاني أحد المحركات الرئيسية لزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكن مساهمته فيها أقل من مساهمة النمو الاقتصادي.

يشدد جويل كوهين على أنه "غالبا ما نكون أغبياء نفتقر إلى الرؤيا. نحن شرهون، هذا مكمن المشكلة والخيارات"، داعيا رغم ذلك إلى عدم اعتبار الإنسانية "طاعونا".

وترى جينيفر سكيوبا الباحثة المقيمة في مركز أبحاث ويلسون أن "تأثيرنا على الكوكب يحدده سلوكنا أكثر بكثير من عددنا". وتضيف "الاستمرار في تسليط الضوء على الزيادة السكانية مضر ويعكس كسلا فكريا"، مشيرة إلى خطر أن تقوم الدول الغنية بدلا من تغيير سلوكها بإلقاء اللوم على الدول النامية التي تدفع النمو السكاني.

تنظيم النسل طوعيا مع مراعاة الحقوق

إذا عاش الجميع مثل سكان الهند، فستحتاج البشرية فقط موارد 0,8 كوكب كل عام، مقارنة بأكثر من 5 كواكب لسكان الولايات المتحدة، وفق شبكة "غلوبل فووتبرنس نتوورك" والصندوق العالمي للطبيعة.

سواء كان عددا كبيرا أم لا، فإن المليارات الثمانية من البشر موجودون بالفعل وسيستمر عددهم في النمو، إذ تتوقع الأمم المتحدة أن يبلغ 9,7 مليار نسمة عام .2050

وتوضح الأمم المتحدة أنه نظرا للعدد الكبير من الشباب، فإن جزءا كبيرا من النمو سيحدث، حتى لو انخفض منذ الآن معدل الخصوبة في البلدان ذات أعلى المعدلات إلى طفلين لكل امرأة.

خبراء يرون أن المشكلة تكمن في توزيع الموارد بين الدول الغنية والفقيرة

مسألة الخصوبة مرتبطة مباشرة بحقوق المرأة، وهو أمر يوافق عليه حتى من يميلون إلى الإجابة "بنعم" على سؤال "هل هناك الكثير منا على هذه الأرض؟".

في هذا الصدد، تدعو المنظمة غير الحكومية "بوبيلايشن ماترز" إلى خفض عدد سكان العالم لكن "فقط بوسائل إيجابية وطوعية وتحترم الحقوق"، وفق ما يوضح مديرها روبين ماينارد لوكالة فرانس برس، معارضا أي "سياسة تنظيم" للولادات تفرضها الدولة.

يقترح مشروع "بروجكت دروداون" أن التعليم وتنظيم الأسرة أحد الحلول للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري ، ويقول "على الصعيد العالمي، من شأن وجود عدد أقل من السكان بمستويات استهلاك مستدامة أن يقلل الطلب على الطاقة والنقل والخامات والغذاء والموارد الطبيعية".

"الإلإنصاف" و"توزيع" سيما الغذاء

وتقول فانيسا بيريز المحللة في معهد الموارد العالمية غير الحكومي إن "كل شخص يولد على هذه الأرض يضيف الموارد

ولالا ضغطا إضافيا على الكوكب".

وتضيف في تصريح لفرانس برس "كان عددنا كبيرا بالفعل منذ سنوات" لكن "هذا سؤال حساس للغاية"، رافضة أن "تستغل النخب هذه السردية لتطالب بوضع سقف للنمو السكاني في دول الجنوب". وهي تفضل أن تركز على "الإنصاف" و"توزيع" الموارد، ولا سيما الغذاء.

يشاطرها جويل كوهين الرأي ويشدد أنه رغم وجود ما يكفي من الغذاء من الناحية الحسابية لسد حاجات ثمانية مليارات نسمة، إلا أن "800 مليون شخص، أي واحد من كل 10 أشخاص على هذا الكوكب، يعانون من سوء التغذية المزمن".

ويختم قائلا إن "فكرة أننا أكثر مما ينبغي تصرف الانتباه عن قضايا حقيقية تتعلق برفاهية النوع البشري والأنواع التي نتشارك معها الكوكب". ع.ج.م/ أ.ح ( أ ف ب) تسببت درجات الحرارة الحارقة في حدوث حرائق غابات في العديد من البلدان. قال مسؤولون محليون إن حريقا في إسبانيا أدى حتى الآن إلى إحراق ما لا يقل عن 4 آلاف هكتار من الأراضي. كما أبلغت إيطاليا وكرواتيا وفرنسا والبرتغال عن حرائق غابات مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة هذا الأسبوع. فيما قال علماء إن موجات الحر أصبحت أكثر تواترا وشدة بسبب تغير المناخ.

جلبت بداية شهر تموز/ يوليو المجموعة الرابعة من الفيضانات خلال 18 شهرا إلى ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية. وتأثرت منطقة سيدني الكبرى بشكل خاص، حيث شهدت تساقط أمطار غزيرة. وتحولت الطرق إلى أنهار مما أدى إلى إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم.

تضرب العواصف باكستان منذ منتصف حزيران/ يونيو، مما أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا وإلحاق أضرار بالمنازل والطرق والجسور ومحطات الطاقة. وقال وزير التغير المناخي إن الأمطار الأخيرة كانت أغزر بنسبة 87 في المائة من متوسط هطول الأمطار وإن باكستان يجب أن تكون مستعدة لمواجهة المزيد من الفيضانات حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في ذوبان الأنهار الجليدية في البلاد بشكل أسرع.

بعد هطول أمطار شتوية شحيحة وشهور من الجفاف، أعلنت الحكومة الإيطالية حالة الطوارئ في خمس مناطق ستستمر حتى نهاية العام. فيما فرضت بعض المدن والمناطق قيودا على استخدام المياه. وتعتبر أخطر أزمة مياه منذ 70 عاما في منطقة حوض (بو) في البلاد، وهي منطقة حيوية للزراعة والثروة الحيوانية في إيطاليا.

حتى قبل بدء موسم حرائق الغابات في الولايات المتحدة رسميا، اشتعلت النيران في أجزاء من البلاد. إذ اندلع حريق في شمال كاليفورنيا في بداية يوليو / تموز وتضاعف حجمه بين عشية وضحاها مما أدى إلى إجلاء مئات الأشخاص.

تعاني الصين من أسوأ موجة حر منذ عقود. ضربت الحرارة الحارقة أجزاء من البلاد في شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو، ومع ارتفاع الطلب لتشغيل أجهزة تكييف الهواء سجل الحمل على شبكات الكهرباء أرقاما قياسية. في غضون ذلك، عانت عدة مناطق جنوبية من أمطار غزيرة وفيضانات. ويعود السبب في ذلك إلى التغير المناخي.

تسببت الانهيارات الأرضية والفيضانات في أعقاب الأمطار الغزيرة في القضاء على المساكن في ولاية بيرنامبوكو شمال شرق البرازيل في أيار/ مايو، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص. فالأحياء الفقيرة المبنية على سفوح التلال معرضة لمثل هذه الكوارث ويقول الخبراء إن تغير المناخ يساهم في زيادة هطول الأمطار.

في أبريل/ نيسان، ضربت أمطار غزيرة الساحل الشرقي لجنوب إفريقيا، مما تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية أودت بحياة أكثر من 400 شخص ودمرت أكثر من 12 ألف منزل وأجبرت ما يقدر بنحو 40 ألف شخص على ترك منازلهم.

تشهد منطقة شرق إفريقيا واحدة من أسوأ حالات الجفاف منذ عقود. حوالي 20 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة هذا العام بعدما فاقم تأخر موسم الأمطار جفافا حادا. يقول علماء إن الانخفاض في موسم الأمطار الربيعي، المرتبط بالمياه الأكثر دفئا في المحيط الهندي، يتسبب في هطول الأمطار بسرعة فوق المحيط قبل الوصول إلى اليابسة. أنا صوفي براندلن/ سارة شتيفن / ريم ضوا

التفكير في المخاطر التي قد يتضمنها الموقف.

يمكن للأنظمة المتحكمة في الإنترنت بشكل عام أن تكتشف استخدام شخص لتقنية الشبكات الخاصة الافتراضية. ولكن لا يمكنهم الكشف عما يقوم به هذا الشخص وطبيعة البيانات التي أرسالها واستقبالها عبر النفق المشفر.

ولهذا السبب قررت بعض الأنظمة الديكتاتور­ية منع استخدام هذه التقنية إما بحجب إمكانية النفاذ لمزودي الخدمة الموجودين في الخارج، أو أحيانا في حالات نادرة بمحاكمة من يقوم باستخدامها.

ولكن لا تستطيع حكومات الدول عادة اتخاذ تحرك ما ضد جميع الشبكات الخاصة الافتراضية، إذ تعتمد الكثير من الشركات الأجنبية في هذه الدول على تلك التقنية لتأمين شبكة الاتصالات الداخلية الخاصة بكل شركة. وطالما لا تقوم الحكومة بحجب عناوين مزودي خدمة الشبكات الخاصة الافتراضية، يمكن حينها استخدامها لتجاوز الرقابة المفروضة من جانب الدولة. ما مدى أمان البيانات الشخصية؟ هنا تكمن نقطة الضعف الثانية وهي وصول كافة بياناتك للجهة أو الشركة التي تزودك بخدمة الشبكات الخاصة الافتراضية .VPN ولكن ما مدى معرفتك بتلك الشركة، إذ عليك الوثوق في أن يقوم مزود الخدمة بحماية خصوصية بياناتك.

وبسبب قيام الجهة التي تزودك بالخدمة بمهمة تشغيل النفق المشفر، يكون متاح لها أيضا معرفة المواقع التي تزورها وأوقات ومعدل استخدامك لها. كما لها كذلك القدرة على الاطلاع على المحتوى غير المشفر لجميع اتصالاتك كبريدك الإلكتروني.

ويمكن حفظ تلك البيانات وبيعها لأغراض تجارية، خاصة البيانات المتعلقة بعمليات بحثك على الإنترنت، وهو ما قد يتحول لنموذج تجاري ناجح لمزودي خدمة الشبكات الخاصة الافتراضية. كما يمكنهم الحصول على المال من العملاء باستخدام نظام الاشتراك، ثم بيع بيانات المستخدمين الخاصة بسلوكيات استخدامهم للإنترنت لوكالات الإعلانات. وفي أسوء الحالات، يمكنهم كذلك

بياناتك لجهات حكومية أو

بيع

إمدادها بها. وحتى إن وعد مزود الخدمة بعدم بيعه لبياناتك، فسيكون هناك خطر دائم علي هذه البيانات لمجرد أنها محفوظة لديها. ولا يمر يوم واحد بدون التبليغ عن تسريب ما للبيانات سواء لضعف التأمين أو بسبب هجوم إجرامي من قبل قراصنة. ما هو الحل الألأفضل؟ يتحقق الوضع الأفضل بعدم تجميع وحفظ البيانات من الأساس، حتى إن وعد مزود الشبكات الخاصة الافتراضية بعدم الاحتفاظ ببياناتك. فالنظام الذي لا يقوم بجمع أية بيانات يعتبر أكثر أمانا، وهو ما يمكن لبرنامج ومتصفح الإنترنت Tor القيام به.

ويقوم البرنامج ببناء نفق ثلاثي مباشر نحو متصفح الإنترنت حيث يوفر للمستخدم مستويات كطبقات البصلة، والمسمى تيمنا بها، بحيث لا تعرف أي من هذه الطبقات هويتك ووجهتك. وباستخدام هذا البرنامج لا يمكن تخزين الصفحات والمواقع التي تقوم بزيارتها ومدى استخدامك لها، إذ تعد هذه البيانات غير متاحة له على الإطلاق. ولهذا يطلق على هذا البرنامج وطريقة عمله وصف "الخصوصية عبر التصميم".

ويعتبر Tor مشروع غير هادف للربح تتم إدارته من قبل متطوعين ويمكن استخدامه مجانا. ولكن هناك عائق واحد حيث يمكن أحيانا للاتصال بالإنترنت عبره أن يكون أمرا صعبا فتصبح السرعة والسهولة ثمنا باهظا لما تحصل عليه من خصوصية.

وإن أردت تصفح الإنترنت بسرعة باستخدام متصفحك العادي عبر عنوان أجنبي، دون الحاجة لأكبر درجات الحماية لبياناتك، فعليك باستخدام مزود لخدمة الشبكات الخاصة الافتراضية VPN يمكنك الوثوق على قدر الإمكان فيه.

ولهذا من الأفضل عدم الاعتماد على البوابات التي تقارن بين مزودي هذه التقنية وتصنف ما يقدموه من خدمات، حيث تقدم هذه البوابات غالبا توصياتها بتمويل أو رعاية مزودي الخدمة أنفسهم. والبديل هو سؤال متخصصين موثوق فيهم بمجال الأمن الرقمي، أو الاطلاع على أحدث المراجعات للشبكات الخاصة الافتراضية المنشورة في مصادر متخصصة حسنة السمعة.

ما الآلآثار التي نخلفها لدى الإلإنترنت؟

عند اتصال أجهزة الكمبيوتر ببعضها البعض على شبكة الإنترنت، يحدث تبادل استخدام دائم لعناوين الأجهزة ‪.IP ad dress‬ولكن هذا لا يعني بالضرورة التعرف على هوية الأشخاص لأن نادرا ما يتم ربط تلك العناوين الإلكتروني­ة بشكل صارم بالأشخاص المستخدمة للأجهزة.

ونفس الأمر ينطبق على ملفات البيانات المعروفة باسم كوكيز ‪cook ies‬، فبقيام المستخدم بإغلاقها يتوقف دورها أو تنقطع أهميتها. وأعلنت شركة غوغل مؤخرا عن عدم رغبتها في استمرار الاستخدام للكوكيز، التي تجمع البيانات لطرف ثالث، عبر متصفح غوغل كروم التابع للشركة.

والأكثر من ذلك هو إمكانية التعرف على مستخدمي الإنترنت اليوم بشكل أكثر تحديدا من خلال ما يعرف بالبصمات. والمقصود هو قيام المتصفح بجمع معلومات ذات صلة عن المستخدم، مثل المنطقة الواقع فيها أو الأجهزة الخاصة به المتصلة بالإنترنت، بما يمكن من التعرف على المستخدم بدقة يمكن أن تصل إلى 99 بالمئة من خلال هذه البصمات الإلكتروني­ة.

ويتمتع هذا الأسلوب بشهر كبيرة لدى شركات الإنترنت الكبرى. فعلى سبيل المثال، الدخول بحسابك على موقع كأمازون أو غوغل يعني ربط البصمة الإلكتروني­ة بشخص حقيقي بعينه.

وأحيانا لا يتم جمع تلك البصمات بشكل مباشر على مواقع هذه الشركات العملاقة، إذ يقوم طرف ثالث أيضا بجمعها. فعلى سبيل المثال، لو قمت بزيارة موقع ما يحتوي على صور محفوظة أو موجودة على مزود خدمة أو موقع ثالث، يكون بإمكان هذا الطرف الثالث الوصول لك أيضا.

أوليفر لينو/ فابيان شميت/د.ب/ ع.ج.م

لم تكن نية مارك زوكربرغ ورفاقه في أول الأمر سوى إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بتبادل المعلومات والصور والآراء بين طلاب جامعتهم هارفارد. أطلقوا على تلك الشبكة اسم: فيسبوك. وفي الرابع من فبراير/ شباط 2004 تم تأسيس الشبكة رسميا،ً ليتوافد عليها طلبة من جامعات أخرى وتلقى رواجا ونجاحا مهمين. هذا النجاح دفع مؤسسي "فيسبوك" إلى فتح باب العضوية للجميع ابتداءً من نهاية عام .2006

كان لـ"فيسبوك" قدرة خارقة على اختصار المسافات والربط بين أطراف العالم بضغطة زر، حيث زاد المقبلون على استخدامه إلى الملايين منذ إنشائه. وقد تجاوز مستخدموه الآن ربع سكان العالم، كان مارك زوكربرغ قد كتب في تدوينة له السنة الماضية ()2017 على "فيسبوك" أن عدد المشتركين وصل إلى ملياري شخص، في حين كان عددهم مليون شخص عام تأسيسه ( .(2004

اختراق "فيسبوك" للعالم وحيازته لمساحة مهمة من حياة الناس لم يكن بمحض الصدفة. فقد أتاح لمستخدميه فرصة التواصل مع العالم الخارجي والتعارف كما التعرف على أشخاص وأماكن جديدة، بالإضافة إلى الانفتاح وتبادل المعلومات والإدلاء بالآراء والمواقف الشخصية، سواءً عن طريق نشر تدوينات أو صور أو حتى مقاطع فيديو. هذه الميزات والتقدم الذي عرفه الموقع جعل كثيرين يطلقون عليه " الكوكب الموازي".

استطاع "فيسبوك" أن يكتسب شهرة عالمية ويعقد بذلك شراكات مع مؤسسات معروفة. كما مكنته الأموال التي حصل عليها عن طريق الإعلانات من "الاستحواذ" على برامج أخرى. وتعتبر شركة "مايكروسوفت" من بين الذين قدموا عرضا لشراء "فيسبوك" عام 2007 بشراء حوالي خمسة في المائة من أسهم "فيسبوك". أما بالنسبة للمواقع التي ضمها إليه، فقد كان تطبيق "إنستغرام" أولها عام 2012، تلاها "واتساب" عام .2014

اعترفت بعض المحاكم بـ"فيسبوك" منذ .2008 كما عوقب كثيرون بسبب نشرهم لمحتوى "لم يرق" لدولهم أو جهات أخرى. وكانت وزارة الداخلية المصرية عام 2014، مثلا،ً قد ألقت القبض على سبعة أشخاص يستخدمون موقع "فيسبوك" "للتحريض" ضد قوات الأمن، حسب ما نقلت رويترز آنذاك. كما حُظر الموقع في بعض الدول كسوريا وإيران. لكن سرعان ما رُفع هذا الحظر. المنع لا يخص الدول، بل يشمل بعض الإدارات التي منعت موظفيها من استعماله.

شكل "فيسبوك" مساحة للإدلاء بوجهات النظر دون أي قيد قد يواجه المستخدم على أرض الواقع. الثورة في مصر عرفت طريقها نحو الواقع من "فيسبوك"، الذي لعب دورا مهما في تحويل قضية الشاب خالد سعيد إلى شرارة لإطلاق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وهو ما أشار إليه الناشط المصري وائل غانم في كتابه "ثورة ."2.0 لكن الحرية بدأت تتراجع حين اعترفت المحاكم بالموقع وصارت الجرائم الإلكتروني­ة ضمن ما تعاقب عليه هناك.

خلق "فيسبوك" أرضا خصبة لمجموعة من الأنظمة التي سخرته لخدمة مصالحها السياسية. وكان الجيش السوري الإلكتروني، الذي ظهر إبان الثورة السورية (‪)2012 -2011‬واحدا من أبرز هؤلاء، حسب ما ذكر بعض المراقبين. فقد شن انطلاقا من الموقع حربا إلكترونية، وذلك باختراقات أو إغراق الصفحات بتعليقات مؤيدة لنظام الأسد أو اتهامات بالخيانة للمعارضين. بالإضافة إلى إرسال بلاغات لـ"فيسبوك" بإغلاق حسابات لمعارضين.

"انتهاكات خصوصية المستخدمين، تسريب البيانات وإمكانية استغلالها من طرف الاستخبارا­ت، فضلا عن نشر مواد تدعو إلى العنف والكراهية والتمييز..." كلها انتقادات وجهت لـ"فيسبوك". لكن كريس هيوز، المتحدث الرسمي باسم الشركة سابقا،ً رد على هذه الانتقادات بقوله: "لم نقم من قبل مطلقا بتزويد أطراف آخرين بالبيانات الخاصة بمستخدمي الموقع، ولا نعتزم القيام بذلك على الإطلاق"، حسب ما تناقلته عدة مواقع إلكترونية.

رفعت العديد من الدعاوى القضائية ضد "فيسبوك"، كما رفع هو الآخر ضد مستخدمين. كان أول الدعاوى ضد الشبكة عام 2004، إذ اتهمت شركة "كونكت يو" مارك زوكربرغ بسرقة الأفكار التي وضعوها حول الموقع واستخدام الكود الرئيسي الخاص بهم. كما رفع الموقع هو الآخر دعوة ضد ضد آدم جوربوز، وحصل على تعويض قيمته 873 مليون دولار.

مسألة الحصول على بيانات المستخدمين جعلت "فيسبوك" محط محاسبة في مرات كثيرة؛ آخرها يوم 20 مارس/ آذار .2018 فقد دعت لجنة من المشرعين البريطانيي­ن من مختلف الأحزاب رئيس "فيسبوك" إلى تقديم تفسير بخصوص "إخفاق شركته الكارثي" في حفظ البيانات الشخصية. كما قررت السلطات البريطانية التحقيق بشأن شركة "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية، التي اتهمت بحيازة غير قانونية لمعطيات مستخدمي الشبكة. إعداد: مريم مرغيش

الكاتب: مريم مرغيش

الجريمة.

وقالت إحدى الناخبات إن "المجرمين يتواجدون في الشوارع وأصبح الوضع سيئا بالفعل. لن أدلي بصوتي لصالح بارنز. قٌتل الكثير من النساء من مجتمع السود هذا العام والعام الماضي".

وقبل بدء الانتخابات النصفية، حاولت منظمات تحسب على الحزب الجمهوري ربط مانديلا بارنز، الذي يشغل منصب نائب حاكم ولاية ويسكونسن، بمعدلات الجريمة المرتفعة عن طريق نشر إعلانات تتهمه بالتساهل في الإفراج عن المجرمين الخطيرين. وقد أدان الديمقراطي­ون هذه الإعلانات ووصفوها بأنها "كاذبة وعنصرية".

لكن نشطاء داخل مجتمعات السود يشيرون إلى أن الجريمة ليست المشكلة الوحيدة التي تعزز الشكوك في جدوى الانتخابات.

ويرى أعضاء في منظمة "بلوك" وغيرها أن نقص الاستثمار في تحسين المدارس العامة والطرق داخل مجتمعات السود وراء الشعور بخيبة أمل حيال المسؤولين المنتخبين.

وفي هذا الصدد، قال جاكسون: "إنهم محبطون بل ويغلقون أبواب منازلهم في وجوهنا، ويقولون لنا إنهم لا يرغبون في سماع أصواتنا. لكن هذا قد يدفعنا في بعض الأحيان أن نصر أكثر على إيجاد طرق جديدة لإقناعهم (بجدوى التصويت)". وأضاف "لكن للأسف سئم الناس من ذلك، لأن هذا التغيير - على حد قولهم- لا يساعد."

ينتقل نشطاء منتدى بلوك من بيت إلى بيت لإقناع الناخبين السود بالمشاركة في الانتخابات

ويرى محللون أن هذه القضايا قد تكون محلية، لكن الأمريكيين بشكل عام يعانون من ارتفاع معدلات التضخم، إذ كشف استطلاع للرأي أجرته شركة

أبحاث السوق "إبسوس" بالاشتراك مع وكالة رويترز في أكتوبر / تشرين الأول أن الأمريكيين يعتقدون أن التضخم هو أكبر مشكلة تواجه البلاد. ويحمل الكثير من الناخبين الحزب الديمقراطي مسؤولية ارتفاع تكلفة الغاز والطعام والسكن.

الجمهوريون الفرصة

ولا يقف أعضاء ومسؤولو الحزب الجمهوري صامتين إزاء سخط الناخبين على الحزب الديمقراطي، إذ يحاولون اقتناص الفرصة. ففي مدينة ميلووكي، يقوم هنزر سينات وهو شخصية جمهورية بارزة، بحشد الناخبين السود للتصويت للحزب الجمهوري.

وقام سينات، المسؤول الأرفع المعني بالتواصل مع الأمريكيين السود في ولاية ويسكونسن، بافتتاح مركز خاص لمجتمع السود في ميلووكي في فبراير/ شباط من عام 2020 لمحاولة إقناع الناخبين السود بأن الجمهوريين قادرون على إنهاء مشاعر الإحباط التي تسودهم. وأضاف سينات "أتفهم شعور الناخب بأن لا شئ في صالحه. أتفهم تماما شعور اللامبالاة السائد بين الناخبين".

ودعا سينات الناخبين السود إلى التصويت لمرشح الحزب الجمهوري، مضيفا "صوتوا لشيء جديد وامنحونا فرصة.. فرصة لقيادة جديدة وسوف تتغير الأمور بالتأكيد بشكل كبير."

ويؤكد سينات أن هدفه هو حصول المرشحين الجمهوريين على نسبة 20 بالمائة من أصوات الناخبين السود في مدينة ميلووكي خلال الانتخابات النصفية مقارنة بنسبة 16 بالمائة في عام .2020 ويبدو أن مثل هذه التصريحات لاقت أذانا صاغية.

وفي إشارة إلى الحزب الديمقراطي، قال ناخب من أصول أفريقية "أنا مستعد لتغيير صوتي. كل ما يريدونه هو تولي المنصب، لكنهم لا

يحاولون اقتناص

يهتمون بالأفراد البسطاء." وأضاف لـDW ، "انظروا إلى الحي وإلى المدينة، هذا الأمر ليس سوى انحدار.. انظروا القمامة في كل مكان. كل هذا يشير إلى حالة التدهور، لذا فقد حان وقت التغيير".

يرى مراقبون أن أصوات الناخبين السود قد ترجح كفة المرشح الذي سيمنحونه صوتهم في ولاية ويسكونسن في الانتخابات النصفية

وفي ردهم على الاتهامات التي ساقها الحزب الجمهوري، أكد الحزب الديمقراطي أن النواب الجمهوريين أعاقوا الجهود المبذولة لزيادة الاستثمار في البنية التحتية العامة والمدارس العامة لتحسين الأحياء التي تعاني من نقص الخدمات في مدينة ميلووكي.

لكن في ظل اشتداد الحملات الإعلانية والتنافس، فإنه من غير الواضح تحديد مدى تأثير مثل هذه التصريحات. وفي تعليقه على هذا الأمر، قال سينات إن "رسائل الحزب الجمهوري ومرشحيه تظهر رفض الناخبين السود لهذه السياسات الفاشلة والمستمرة". الجريمة ورقة ضغط يرى الجمهوريين أن ارتفاع معدل الجريمة دليل على فشل سياسات الديمقراطي­ين الذين يسيطرون على زمام الأمور في ميلووكي. ووفقا للبيانات، شهدت المدينة 192 جريمة قتل العام الجاري بزيادة بلغت 27 جريمة عن العام الماضي فيما يشكل الأمريكيون من ذوي البشرة السمراء أكثر من 80 بالمائة من الضحايا.

وفي هذا الصدد، يؤكد الجمهوريون أن هناك حاجة إلى تعزيز سلطات قوات إنفاذ القانون لمواجهة ارتفاع معدلات الجريمة، لكن البيانات تظهر أيضا أن تعزيز الإجراءات الأمنية ليست وحدها الكفيلة لحل هذه الأزمة. وفي هذا الصدد، قالت دورا دريك، إحدى أعضاء برلمان الولاية، إن الأمور المتعلقة بالرعاية الصحية والتوظيف والسكن تعد إحدى ركائز السلامة العامة.

سومي سوماسكاندا- ميلووكي/ م. ع احتشد عدد من مؤيدي ترامب المتعصبين خارج مبنى الكابيتول الأمريكي (الكونغرس) الأربعاء (6 يناير/ كانون الثاني )،2020 حيث حاولت قوات الأمن إبعادهم عن مبنى الكابيتول (الكونغرس) وهو مقر المجلس التشريعي للولايات المتحدة الأمريكية.

خلال اجتماع للكونغرس لمناقشة تثبيت فوز الرئيس المنتخب جو بايدن اقتحم المئات من أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونغرس (كابيتول) ووقعت المواجهات الأولى مع رجال الشرطة الذين كانوا يحمون المبنى.

الحشود الغاضبة المؤيدة لترامب والتي تزايدت باستمرار تمكنت من كسر طوق الحماية الأمنية التي تفرضها الشرطة وحراس المبنى واقتحمت مبنى الكابيتول.

تمكن بعض المتظاهرين من التوغل داخل مبنى الكونغرس ووصلوا إلى القاعة التي يجتمع فيها مجلس الشيوخ

قوات الامن حاولت وقف المشاغبين وفرضت طوقا أمنيا حولهم من أجل التمكن من اخلاء المجتمعين في مجلس الشيوخ إلى بر الأمان من خلال مخارج الطوارئ.

بعض المهاجمين تسلقوا الأسوار والجدران للوصول إلى داخل المجلس وإلى قاعة الاجتماعات.

غرفة الاجتماعات الأخرى في مبنى الكونغرس والتي يجتمع بها عادة مجلس النواب كانت هدفا أيضا لمقتحمي المبنى، حيث حاولت الشرطة ابعاد المقتحمين برفع السلاح.

وبالرغم من جميع المحاولات الأمنية نجح المشاغبون في اقتحام العديد من الغرف داخل مبنى الكابيتول وشقوا طريقهم نحو مكاتب النواب.

أحد المتسللين نجح في أخذ منصة زعيمة الديمقراطي­ين في مجلس النواب نانسي بيلوسي وتبدو عليه ملامح السعادة بما قام به

قاعات الجلسات أخليت كما يقول أحد الصحفيين المتواجدين، فيما حاول المجتمعون البحث عن مخبأ، كما تم توزيع أقنعة الوقاية من الغاز على المجتمعين.

لجأت قوات الأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود الغاضبة التي اقتحمت المكان.

بعد عملية الاقتحام التي تابعها العالم، وتدخل قوات من الحرس الوطني، تمت السيطرة على الوضع. وفرض عمدة واشنطن موريال بوزر حظرا للتجوال يشمل كامل المدينة. وعاد الكونجرس للاجتماع للمصادقة على انتخاب جو بايدن. (إعداد: كريستين تساير/علاء جمعة )

عقب هذه الأحداث المثيرة وغير المسبوقة، وبعد مصادقة الكونجرس على فوز بايدن، ونتيجة للضغوط التي موست على الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، تعهد الأخير بمغادرة البيت الأبيض في نهاية ولايته، غير أنه استمر رغم ذلك في مزاعمه بحصول تزوير انتخابي، وكتب في بيان "حتى لو كنت أعارض تماما نتيجة الانتخابات، والوقائع تدعمني، سيكون هناك انتقال منتظم في 20 كانون الثاني/يناير". (إعداد: كريستين تساير/علاء جمعة)

شكلت مشاهد اقتحام مقر الكونغرس، التي تابعها الملايين عبر العالم، ضربة قاسية لصورة الولايات المتحدة كمنارة للديموقراط­ية. وقد وصف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش ما حدث يليق بـ"جمهوريات الموز وليس بجمهوريتنا الديموقراط­ية". وسارع الكثير من الساسة الأمريكيين وقادة العالم إلى التنديد بما حدث والبعض وصفا بـ"المشاهد الصادمة" و" المحزنة".

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Germany