Deutsche Welle (Arabic Edition)

من أين تستمد منطقة خيرسون أهميتها الالاسترات­يجية؟

- غيرتا هيرمان/ علاء جمعة) الكاتب: علاء جمعة

استقبل السكان في وسط مدينة خيرسون القوات الألأوكران­ية بفرحة عارمة، اليوم الجمعة (11 نوفمبر/ تشرين الثاني )،2022 بعدما انسحبت روسيا من العاصمة الإلإقليمي­ة الوحيدة التي استولت عليها منذ بداية الغزو في فبراير/ شباط الماضي.

وقالت روسيا إنها أكملت الانسحاب عبر نهر دنيبرو دون خسارة جندي واحد، لكن الأوكرانيي­ن رسموا صورة لانسحاب فوضوي ترك خلاله جنود روس زيهم العسكري الرسمي وغرق آخرون خلال محاولة الفرار. وفيما يلي عرض للأسباب التي تضفي على المنطقة أهمية استراتيجية بالنسبة لمسار الحرب الروسية في أوكرانيا. بوابة القرم تقع منطقة خيرسون على حدود شبه جزيرة القرم بالبحر الأسود، وتوفر لموسكو رابطا، من خلال جسر بري، مع شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام .2014 وسيترتب على استعادة كييف السيطرة على مساحات شاسعة من منطقة خيرسون حرمان موسكو من هذا الممر البري. وسيعني ذلك أيضا اقتراب المدفعية الأوكرانية بعيدة المدى من شبه جزيرة القرم، التي تعتبرها موسكو ذات أهمية حيوية لمصالحها.

وتضم شبه جزيرة القرم، التي يعتبر بوتين ضمها إنجازا رئيسيا له خلال فترة حكمه المستمر منذ أكثر من عقدين، قوة عسكرية روسية ضخمة وأسطولا في البحر الأسود تستخدمه موسكو لاستعراض قوتها في البحر المتوسط والشرق الأوسط.

استقبل السكان في وسط مدينة خيرسون القوات الأوكرانية بفرحة عارمة إمدادات المياه العذبة ستتعرض إمدادات المياه العذبة لشبه جزيرة القرم للخطر أيضا إذا استعادت أوكرانيا منطقة خيرسون.

وبعد أن استولت موسكو على شبه جزيرة القرم، منعت كييف إمدادات المياه عبر قناة متفرعة من نهر دنيبرو.

وعندما استولت روسيا على أجزاء من منطقة خيرسون ومنطقة زابوريجيا المجاورة إلى الشرق، تحركت على الفور لفتح القناة. وتحتاج روسيا لهذه المياه من أجل السكان المحليين والمنشآت العسكرية العديدة ولري الأراضي القاحلة في شبه الجزيرة. طرق الإلإمدادا­ت اللوجستية تضم منطقة خيرسون مصب نهر دنيبرو الواسع الذي يُقسم أوكرانيا. وتقع العاصمة الإقليمية، مدينة خيرسون، على الضفة الغربية للنهر. وكانت المكان الوحيد الذي توجد فيه روسيا على الضفة الغربية وعززت بكثافة قواتها هناك في الأشهر القليلة الماضية.

وقصفت القوات الأوكرانية الجسور فوق النهر لعرقلة قدرة موسكو على إعادة التزود بالإمدادات. وإذا فقدت روسيا موقعها الوحيد على الجانب الغربي من النهر، فستكون أوكرانيا أكثر قدرة على مهاجمة خطوط الإمداد الروسية الأخرى وتحدي سيطرة موسكو على أجزاء أخرى محتلة من الجنوب مثل منطقة زابوريجيا حيث تحتل القوات الروسية محطة للطاقة النووية.

وقال أوليه جدانوف "الضفة اليمنى (الغربية) مهمة لكلا الجانبين، (لروسيا) من أجل ضمان استمرار الدفاع من اتجاه زابوريجيا، و(لأوكرانيا) لتحرير هذه الجهة وقطع هذه الشرايين الثلاثة المهمة: الممر البري إلى شبه جزيرة القرم والمياه إلى شبه جزيرة القرم واستعادة السيطرة على (المحطة النووية)". أهمية رمزية كانت مدينة خيرسون العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها القوات الروسية منذ بدء الغزو في 24 فبراير/ شباط. وقال المحلل العسكري أولكساندر موسينكو إن خسارة خيرسون ستكون بالتالي ضربة معنوية كبيرة للكرملين وتشير إلى أن روسيا عجزت، في الوقت الحالي، عن المضي قدما إلى مدينتي ميكولايف وأوديسا اللتين سعت موسكو إلى الاستيلاء عليهما. وتابع "من الواضح أن خسارة خيرسون وجسر خيرسون ستكون لها عواقب على صورة روسيا وسيُنظر إليها بشكل سلبي داخل البلاد". السيطرة على البحر الألأسود تطل منطقة خيرسون، التي كان عدد سكانها قبل الحرب يتجاوز مليون

نسمة، على البحر الأسود. وستساعد استعادتها كييف على استعادة السيطرة على بعض المناطق على طول ساحل البحر الذي يعد شريانا مهما لتصدير سلعها الغذائية للأسواق الخارجية. ع.ش/ ف.ي (رويترز) صور التقطتها أقمار صناعية للمدينة الساحلية "ماريوبول"، التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، والمطلة على بحر آزوف. الصورة على اليسار في يونيو/ حزيران 2021 والصورة على اليمين بعد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط .2022

صورة لميناء ماريوبول تعود إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2018: وكانت هذه المنطقة مكانا للاسترخاء والتنزه، بالإضافة لمناطق استحمام بالماء الدافئ الخارج من الأرض. كما كان الميناء عاملا اقتصاديًا مهمًا لماريوبول، من هنا صدرت أوكرانيا الحديد والصلب والحبوب والآلات إلى العالم.

بعد شهرين من بدء الحرب من قبل روسيا، لم تعد هناك سفن ترسو تقريبًا. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لوكالة إنترفاكس للأنباء: "كل الأشياء المهمة في البنية التحتية للمدينة، بما في ذلك الميناء البحري والممر المائي تم تلغيمها وحظر الدخول إليها"، هذا ما يبدو عليه ميناء ماريوبول اليوم.

يلعب الأطفال تحت مياه النافورات في حديقة وسط المدينة. التقطت هذه الصورة في 20 يونيو/ حزيران .2019 الأشجار خضراء. ويمكن رؤية برج الكنيسة بين الأشجار في خلفية الصورة.

أعدنا اكتشاف منطقة الكنيسة نفسها في صور أخرى. تم التقاط هذه الصورة في أول أبريل/ نيسان .2022 ولا يمكن للمرء أن يخمن أن هذا المكان كان مخصصا للاسترخاء في يوم من الأيام.

اكتسب مسرح ماريوبول للدراما شهرة كبيرة خلال هجوم القوات الروسية على أوكرانيا. تظهر هذه الصورة التي تم التقاطها في 30 أغسطس/ آب 2014 شبابًا يحتجون على هجمة روسية - حتى في ذلك الوقت كان هناك قتال وتوتر في شرق أوكرانيا. لكن المسرح كان لا يزال مكان للقاءات والحوارات الثقافية.

المكان أمسى مختلفا تماما اليوم. هذه الصورة تظهر المسرح بعد الغارة الجوية المدمرة التي شنها الجنود الروس في منتصف مارس/ آذار .2022 واحتمى عدة مئات من المدنيين بالمبنى، ولقي كثير مصرعهم.

في ماريوبول، تدير شركة "أزوفستال" (Azovstal) واحدا من أكبر مصانع الحديد والصلب في أوروبا. هنا في مجمع "أزوفستال" كان يجري بشكل أساسي صناعة المنتجات من الفولاذ والحديد. وبالإضافة إلى الميناء، كان المصنع مركز تشغيل مهم بالنسبة للسكان هناك. صورة من عام .2017

هكذا أصبح المكان الآن نتيجة القصف الروسي. صورة بتاريخ 17 أبريل/ نيسان .2022 الجنود الأوكرانيو­ن صمدوا طويلا متحصنين بهذا المصانع في مجمع أزوفستال، وهنا سقط مئات القتلى. ومازال هناك ألف جندي أوكراني

يتحصنون داخل المجمع، حسب رواية كييف. بينما يقول بوتين إنهم ألفان،

وأمر بعدم اقتحام المجمع والاكتفاء بتطويق المنطقة وحصارها. تُظهر الصورة هنا جنديًا يقاتل في صفوف الروس.

هذه الصورة من صيف 2017 تعطي لمحة عن طرق وشوارع ماريوبول قبل بدء الحصار والقصف الروسي للمدينة. الصور التي تصل إلينا الآن من

ماريوبول تظهر الدمار التام. تم حرق جميع الأشجار تقريبًا ، ودُمرت الشقق والمنازل وبنايات أخرى. لم تعد مدينة ماريوبول مكانا صالحا للعيش. إعداد (

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Germany