Deutsche Welle (Arabic Edition)

المغربية منال بيدار - ناشطة شابة لحماية البيئة تنشر تفاؤلها أينما حلت

-

رغم عمرها الصغير، زارت الفتاة المغربية منال بيدار (19 عاما) الكثير من البلدان في مختلف القارات للمشاركة في فعاليات هامة حول التغير المناخي وحماية البيئة. من طوكيو إلى نيويورك، مرورا بميلالالال­الالانو.

جاءت منال من مسقط رأسها أغادير على المحيط الأطلسي، لتشارك في يوم "الشباب والأجيال المستقبلية" المنظم على هامش مؤتمر المناخ العالمي في شرم الشيخ ( كوب 27 )، كسفيرة لـ"مركز الشباب الإفريقي للمناخ"، كما أوردت صحيفة "زود دويتشه" الألمانية. وعند الحديث معها تجد أنها تختلف عن بعض نشطاء البيئة الآخرين، بأنها متفائلة: "نستطيع كسب السباق"، تقول منال. وعبرت عن رؤيتها هذه خلال مشاركتها مؤخرا في مؤتمر تابع للأمم المتحدة.

وقبل سنوات شاركت وهي في عمر الـ15 في فعاليات على هامش قمة العشرين، وبعدها في عمر الـ16 في مؤتمرات المناخ للشباب، وغالبا كأصغر مشاركة في الفعاليات، وتكرر فوزها في ختام الفعاليات بجائزة أفضل مشاركة.

تستمد منال طاقتها وتفاؤلها من قناعتها بأنه يمكن إقناع الناس بضرورة تغيير سلوكهم، لوقف التغير المناخي.

وبينما يمارس نشطاء المناخ في ألمانيا ودول غربية أخرى أشكالا "عنيفة نسبيا" من الاحتجاج، كقطع الطرقات وقذف اللوحات الفنية في المتاحف بألوان ومواد مختلفة، بهدف الضغط على الحكومات، تقوم منال باشياء

مختلفة في بلدها، الذي قلما تتسامح سلطاته الاحتجاجات.

في البلد الإفريقي الذي يعاني من الجفاف كأبرز تبعات التغير المناخي، ورغم أن العمل ضد هذا التغير يبدو وكأنه مسير من قبل الدولة، بعد أن أعلن الملك محمد السادس نفسه الحامي الأول للبيئة، إلا أن الأمور ليست نظرية فقط، بل هناك مشاريع واعدة للطاقة النظيفة. ففي المغرب أقيمت محطات كبرى للحصول على الطاقة الشمسية. والآن، وبعد اندلاع الغزو الروسي لأوكرانيا، وقع الاتحاد الأوروبي

مع الحكومة المغربية اتفاقية "الشراكة الخضراء". وقبل ست سنوات فاجأ الملك الشعب بقانون حظر الأكياس البلاستيكي­ة.

ولمعرفة التقدم الذي يحققه المغرب في مجال حماية البيئة، يكفي أن ننظر إلى تصنيف البلد على سلم "مؤشر أداء تغير المناخ"، حيث يحل المغرب في المركز الثامن، فيما تحتل ألمانيا مثلا المركز الثالث عشر، بحسب صحيفة "زود دويتشه". تدخل الدولة يبدو مهما لنجاح العمل ضد التغير المناخي، ولكن عمل كل فرد هو مهم أيضا، كما تؤكد منال بيدار، والتي تضرب مثلا بشاطئ مدينتها أغادير الذي كان قبل سنوات مليئا بالأوساخ، والآن وبعد جهود جماعية من منال وصديقاتها بتنظيف الشاطئ، صار كل شيء نظيفا على الكورنيش الساحلي في أغادير.

تسببت درجات الحرارة الحارقة في حدوث حرائق غابات في العديد من البلدان. قال مسؤولون محليون إن حريقا في إسبانيا أدى حتى الآن إلى إحراق ما لا يقل عن 4 آلاف هكتار من الأراضي. كما أبلغت إيطاليا وكرواتيا وفرنسا والبرتغال عن حرائق غابات مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة هذا الأسبوع. فيما قال علماء إن موجات الحر أصبحت أكثر تواترا وشدة بسبب تغير المناخ.

جلبت بداية شهر تموز/ يوليو المجموعة الرابعة من الفيضانات خلال 18 شهرا إلى ولاية نيو ساوث ويلز

أ الأسترالية. وتأثرت منطقة سيدني الكبرى بشكل خاص، حيث شهدت تساقط أمطار غزيرة. وتحولت الطرق إلى أنهار مما أدى إلى إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم.

تضرب العواصف باكستان منذ منتصف حزيران/ يونيو، مما أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا وإلحاق أضرار بالمنازل والطرق والجسور ومحطات الطاقة. وقال وزير التغير المناخي إن الأمطار الأخيرة كانت أغزر بنسبة 87 في المائة من متوسط هطول الأمطار وإن باكستان يجب أن تكون مستعدة لمواجهة المزيد من الفيضانات حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في ذوبان الأنهار الجليدية في البلاد بشكل أسرع.

بعد هطول أمطار شتوية شحيحة وشهور من الجفاف، أعلنت الحكومة الإيطالية حالة الطوارئ في خمس مناطق ستستمر حتى نهاية العام. فيما فرضت بعض المدن والمناطق قيودا على استخدام المياه. وتعتبر أخطر أزمة مياه منذ 70 عاما في منطقة حوض (بو) في البلاد، وهي منطقة حيوية للزراعة والثروة الحيوانية في إيطاليا.

حتى قبل بدء موسم حرائق الغابات في الولايات المتحدة رسميا، اشتعلت النيران في أجزاء من البلاد. إذ اندلع حريق في شمال كاليفورنيا في بداية يوليو / تموز وتضاعف حجمه بين عشية وضحاها مما أدى إلى إجلاء مئات الأشخاص.

تعاني الصين من أسوأ موجة حر منذ عقود. ضربت الحرارة الحارقة أجزاء من البلاد في شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو، ومع ارتفاع الطلب لتشغيل أجهزة تكييف الهواء سجل الحمل على شبكات الكهرباء أرقاما قياسية. في غضون ذلك، عانت عدة مناطق جنوبية من أمطار

غزيرة وفيضانات. ويعود السبب في ذلك إلى التغير المناخي. تسببت الانهيارات الأرضية والفيضانات في أعقاب الأمطار الغزيرة في القضاء على المساكن في ولاية

بيرنامبوكو شمال شرق البرازيل في أيار/ مايو، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص. فالأحياء الفقيرة المبنية على سفوح التلال معرضة لمثل هذه الكوارث ويقول الخبراء إن تغير المناخ يساهم في زيادة هطول الأمطار.

في أبريل/ نيسان، ضربت أمطار

غزيرة الساحل الشرقي لجنوب إفريقيا، مما تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية أودت بحياة أكثر من 400 شخص ودمرت أكثر من 12 ألف منزل وأجبرت ما يقدر بنحو 40 ألف شخص على ترك منازلهم. تشهد منطقة شرق إفريقيا واحدة

من أسوأ حالات الجفاف منذ عقود. حوالي 20 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة هذا العام بعدما فاقم تأخر موسم الأمطار جفافا حادا. يقول علماء إن الانخفاض في موسم الأمطار الربيعي، المرتبط بالمياه الأكثر دفئا في المحيط الهندي، يتسبب في هطول الأمطار بسرعة فوق المحيط قبل الوصول إلى اليابسة. أنا صوفي براندلن/ سارة شتيفن / ريم ضوا

ف.ي

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Germany