الأيادي البيضاء والسوداء

عندما تدقق في حال الكويت وفي كل الأزمات التي مرت بها، توقن ان هذا البلد قد حفظ برعاية الله، وخير دليل كارثة الغزو الصدامي علينا وكيف سخر لنا الله عز وجل المجتمع الدولي للدفاع عن الكويت وارجاعها الى أهلها خلال ستة أشهر. ومن الطبيعي ان حفظ الباري لنا له مسبباته، وهذا ما يردده الجميع بان الكويت محفوظة بفعل الخير من قبل اهلها والذي وصل الى اغلب بلدان العالم، سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين. لن اذكر اهل الكويت بفعل الخير في هذا الشهر الفضيل، فهم ادرى به مني، لكن أريد تنبيه اهل الايادي الكريمة التي وصلت مساعداتهم الى أقصى بلاد العالم بأمر قد لا يعلمون عنه. في الكويت الآن حملة يقودها احد ابنائكم الأفاضل وهو الزميل الإعلامي عبدالله يوسف الصالح من اجل المساجين الكويتيين والموقوفين على ذمة قضايا مالية لا يملكون القدرة على سدادها. أعلم انكم لو علمتم بهذا المشروع لما توانيتم في المشاركة فيه، فأنتم يا اهل الكويت ادخلتم الفرحة لقلوب الملايين في العالم، فكيف لا تدخلونها على ابناء الموقوفين الكويتيين على قضايا مالية؟ اعلم ان كل اب قد يتغاضى عن وجود ابنائه معه على الوجبات اليومية وعذرهم هو انشغالهم بأمور الحياة اليومية، لكنه لن يغفر عدم الحضور لوجبة الافطار الرمضانية، وتخيلوا حين تفطرون وهناك احد ابنائكم غير موجود معكم على السفرة ويكون المانع من حضوره سجنه من اجل مبلغ مالي. يا أهل الأيادي الكويتية، هناك اطفال ينتظرون منكم ان تمسحوا دموعهم التي تسيل على خدودهم بسبب عدم وجود آبائهم معهم وحتما فان بعض الآباء ينتظرون منكم ان تنسوهم التنهدات التي هي اقسى من الدموع في صدورهم، وتذكروا ان للصائم دعوة فلا تفوتوا فرصة الدعوة لكم. أقسم بمن سأصوم شهره الفضيل ايمانا واحتسابا انني وانا أكتب هذا المقال اكثر رأفة لحال زميلي عبدالله الصالح الذي سيعمل طوال الشهر لإخراج المساجين الكويتيين بسبب ايماني بأن كثيرا من ايادي اهل الكويت ستمتد لإخراجهم خلال ايام قليلة ان لم تكن ساعات. أدام الله أيادي اهل الكويت بيضاء من غير سوء ولا دامت الايادي السوداء التي ستبخل على اهل الكويت.