Al-Anbaa

شمس الدين: الهيئة الخيرية استعدت لرمضان ببرنامج متكامل

كشف عن تنظيم برامج تدريبية للوفود الإسلامية الزائرة للكويت ٤٠٪ من مواردنا نحصلها خلال الشهر الفضيل.. والهيئة تحظى بثقة واسعة وسمعة طيبة كارثة سورية وفجيعة بورما ومجاعة اليمن.. نوازل إنسانية تخيم على المشهد الخيري في رمضان

-

دعا المدير العام للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د.سليمان شمس الدين أهل الخير في شهر رمضان الفضيل إلى دعم مشاريع الهيئة وبرامجهـــ­ا التعليمية والصحية والاجتماعي­ة كبناء المدارس وإنشاء المستشـــف­يات والمراكز الصحية وإفطـــار الصائـــم وكفالة الأيتام ورعاية الأسر الفقيرة.

وحول استعدادات الهيئة لشهر رمضان، قال د.شـــمس الدين إن الهيئـــة اســـتعدت لهذا الشـــهر المبارك بإطـــلاق برنامج إعلامي متكامل يعـــرض إنجازات الهيئة ويسوق برامجها ومشاريعها في أوساط شتى شرائح ومؤسسات المجتمع.

ولفت إلى أن قطاع الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أفتى بجواز إخراج الزكاة قبل موعد وجوبها حال بلوغ نصاب الزكاة الحد الشرعي لصالح المنكوبين في العالم، وفيما يلي نص الحوار: ماذا عن استعدادات الهيئة لاستقبال شهر رمضان المبارك؟ ٭ نظرا لما يمثله شـــهر رمضان المبارك من أهمية لحملات الهيئة وبرامجها الخاصة بجمع التبرعات، حيث تصل نســـبة ما يردنا من صدقـــات وزكاة ووقفيـــات أهل الخير خلال هذا الشـــهر إلى ٤٠ ٪ من إجمالـــي التبرعات في العام، تولي الهيئة شهر رمضان اهتماما خاصا بوصفه أحد أبرز مواســـم الخير، ومن هنا استعدت الهيئة ـ كعادتهاـ للشهر الفضيل بإعداد برنامج إعلامـــي متكامل يعرض إنجازات الهيئة ويسوق برامجها ومشاريعها بين شرائح ومؤسسات المجتمع، ومن محاور هذا البرنامج تنظيم حملـــة إعلامية وإعلانية متكاملة عبر الصحـــف اليومية والمجـــلا­ت والفضائيات ومواقع التواصـــل الاجتماعــ­ـي، وإصدار المطبوعات بهدف إبراز جهود الهيئة ومشاريعها الإنسانية والإنتاجية والتنموية، هذا فضلا عن مخاطبة عشرات الآلاف من المتبرعين الأفراد والمؤسســـ­ات والتواصـــ­ل معهم وعرض المشـــاري­ع عليهم والرد على تساؤلاتهم.

وفي الإطار الإداري، قامت الهيئة بتعديل ساعات العمل لتتناسب مع متطلبات الشهر الفضيل، كما حرصت على تأهيل بعض الموظفين وتدريبهم على فنون التســـويق وأدبياته، وكيفيـــة التواصل مع جمهور المانحين، وحرصا من الهيئة على تنمية مواردها وضعت نظاما لتحفيز مندوبي التسويق العاملين بفروع الهيئة الـ ٢٤ المنتشرة في جميع أنحاء الكويت، وفق الرؤية الشرعية التي أقرتها هيئة الفتوى والرقابة الشرعية برئاسة د.عجيل النشمي.

كمـــا تحـــرص الهيئـــة على المشـــارك­ة فـــي اللقاءات التلفزيوني­ة والإذاعية لطرح مشاريع الهيئة وبرامجها، وبيان الأبعـــاد الإنســـان­ية للكوارث وطبيعة وحجم هذه المآســـي واحتياجات المتضررين، وإطلاق حملات التسويق، وبرامج جمع التبرعات في المساجد بالتنسيق مع الجهات الرســـمية المعنية متمثلة بـــوزارة الأوقاف، هذا إلى جانب تدشين مجموعة من المعارض والفعاليات الخيرية التي تهدف إلى تسليط الضوء

الهيئة تعتزم إقامة مشروع إفطار الصائم في أكثر من ٧٠ دولة

على المشاريع الإنسانية.

برامج الوفود الإسلامية

اعتادت وفود من جميع أنحاء العالم الإسلامي زيارة الهيئة خلال الشهر الفضيل.. ما آليات الهيئة للتعامل مع الزيارات؟ ٭ دأبت الهيئة سنويا، وفي مثل هذه المناسبة على استقبال العديد من الوفود الإسلامية والإنسانية من جميع أنحـــاء العالم، وهؤلاء يأتون إلـــى الكويـــت بلد الخير والعطاء متلمسين من إخوانهم دعم مشاريعهم الخيرية التي يستفيد منها ملايين المحتاجين، وقد حرصت الهيئة هذا العام على تطوير آليات استقبال هذه الوفود وتقديم الدعم الفني والمهني لها، ومساعدتها على إنجاز مهمتها الإنســـان­ية بنجاح من خلال مجموعة مـــن البرامج مـــن بينها تنظيم برامج تدريبية للضيوف من خلال مركز الخيرية للدراسات والتطوير، وتقديم دورات في فنون وآليات جمع التبرعات خاصة بعد أن وجدنا تباينا شديدا بين خبرات هذه الوفود، حيث ان بعضها لديه خبرة جيدة، والبعض الآخر خبرته محـــدودة، ومن ثم وجدنا من واجبنا في الهيئة أن نقدم لهؤلاء بعض الخبرات والتجارب التدريبية والدورات المتخصصة في إدارة المشاريع الخيرية، وفي هذا الإطار وافق العديد من المدربين على تقديم أي دورات مجانا فيما يمكن أن نسميه »زكاة التدريب «، وهذا النهج من نفحات هذا الشهر الكريم الذي يتنافس فيه الناس على فعل الخير، كما نحرص على مثل هذه الفعاليات لتحقيق التآلف والتعاون والتعارف انطلاقا من الآية الكريمة (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير). اعتادت الهيئة أن تنظم إفطارا جماعيا للوفود الزائرة في رمضان... هل مازال هذا النشاط قائما وما أهدافه؟ ٭ الإفطار الجماعي الذي تنظمه الهيئة سنويا تقليد استنه الرئيس السابق والرئيس الفخري للهيئة العم يوسف الحجي، ويهدف هذا الحفل إلى دعوة رجالات الخير في الكويت والوفود الإسلامية الزائرة للكويت الـــى التلاقي والتواصل والتعارف، وهذا اللقاء بات يمثل حدثا اجتماعيا سنويا مهما يلتقي فيه أهل الخيـــر، ويتباحثون في همومهم المشتركة، وهذا ما ينسجم مع روح الشهر الفضيل، وما يدعو إليه ديننا الحنيف، وقد أكد رئيس الهيئـــة أهمية هذا اللقاء الخيري الاجتماعي، وأشـــكر العم يوسف الحجي لحرصه على هذه السنة الحسنة. ماذا عن وسائل وطرق استقبال الهيئة للتبرعات سواء عبر مقرها الرئيس أو فروعها في المحافظات؟ ٭ الهيئـــة تســـتقبل الصدقات والزكوات وســـائر التبرعات في مقرها الرئيس بجنوب السرة أو أي من فروعها الـ ٢٤ المنتشرة في جميع محافظات الكويت، ولدينا خط ساخن، ومندوبون جاهزون للتواصـــل مع المتبرعـــ­ين الكرام وتقديم أي بيانات أو معلومات عن المشاريع والبرامج الخيرية، فضلا عن تلقي بوابة الهيئة الالكتروني­ة للتبرعـــا­ت، كمـــا أن للهيئة رقم حساب في بيت التمويل، ويستطيع المتبرع أن يتعامل معه مباشرة، وللتواصل مـــع المتبرعات لدينا أيضا مندوبـــات يعملن في ادارة النشاط النسائي، ويستطعن تلبية أي مطالب للمحسنات الكريمات في الوقت المناسب.

رسالة للمتبرعين

ما الرسالة التي تود توجيهها إلى المتبرعين قبيل حلول الشهر الفضيل؟ ٭ رســـالتنا للمتبرعين الكرام أن حاجات المسلمين كثيرة، وأن الله ســـبحانه وتعالى أنعم علينا في الكويت بنعم عظيمة، وهذا يستلزم أن نشكر الله على هذه النعم عبر دعم المشاريع الصحية والتعليمية والاجتماعي­ة التي تتبناها الهيئة وغيرها من الجمعيات الخيرية، وفي هذا الصدد علينا أن نستذكر حديث النبـــي ژ : »من بات آمنا في ســـربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها« . والرســـول ژ وهو الأسوة والقدوة كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان إذ كان أجـــود بالخيـــر من الريح المرسلة، و» أفضل الصدقة صدقة في رمضان « كما قال ژ.

المحسنون والهيئة

دأب المحسنون الكويتيون على إخراج صدقاتهم وزكواتهم في شهر رمضان المبارك سعيا إلى مضاعفة الأجر والثواب... إلى أي مدى يمكن أن تكون الهيئة خيارا لهؤلاء المحسنين من واقع خبرتها وسمعتها الطيبة؟ ٭ لا شك أن المحسنين يحرصون في هذا الشهر الكريم على التقرب من الله تعالـــى بإخراج الزكوات والصدقات بالإنفاق ومد يد العون للفقـــراء والمســـاك­ين وأصحـــاب الحاجات بصفة عامة، وقد جاء في الحديث الشريف أنه من تقرب في هذا الشهر بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، فيجتمع للعبد في رمضان مضاعفة العمل ومضاعفة الجزاء عليه، ومن هنا يأتي حرص المحسنين على تنظيم مواعيد الزكاة مع شـــهر رمضان الفضيل، وهناك أيضا زكاة الفطر وهي صدقة واجبة، فعن ابن عباس ے قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات «.

والحمد لله نحسب أن الهيئة برجالاتهــ­ـا الثقـــات، وبرامجهـــ­ا ومشـــاريع­ها التي انتشـــرت في شتى بقاع العالم، قد كسبت ثقة المجتمع بجميع شرائحه من أفراد ومؤسسات، لاسيما ان هذه الهيئة قد أنشأها ١٦٠ عالما ومفكرا ورجل خير من جميع أنحاء العالم، وأصدر مرسوم إنشـــائها الأمير الراحل الشـــيخ جابر الأحمـــد، وواصل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد دعمها ورعاية العديد من أنشطتها، وقد حققت خبرة تراكمية في العمل الإغاثي والإنساني من خلال مسيرتها التي تبلغ ٢٧ عاما، وشـــاءت الأقدار أن تستثمر هذه الثقة في أوقات الكوارث والأزمات، ومنها فيضانات باكستان، والمجاعة في الصومال وزلزال تركيا، وأزمات الشعبين السوري والليبي وقضية إعمار شرق السودان حيث كلف صاحب السمو الأمير الهيئة بأن تكون المظلة التنســـيق­ية المعنية بجهود الإغاثـــة في هذه المناطق، ونحمد الله أن إيرادات الهيئة قد بلغت خلال العامين الماضيين ٩٦ ٪ وهذا دليل على ثقة المؤسســـا­ت الرسمية والأهلية والمتبرعين في الهيئة والقائمين عليها.

أحداث سورية

إلى أي مدى يمكن أن تكون كارثة سورية المستمرة حاضرة في المشهد الخيري بقوة خلال الشهر الفضيل؟ ٭ الأحداث الجارية المؤسفة على الســـاحة الســـورية خلّفت آلاف الأيتام والأرامل والجرحى والمعاقين وتسببت في تهجير وتشريد مئات الآلاف من ســـكان المـــدن والقرى الســـورية إلى الـــدول المجاورة، والأرقام والإحصاءات الصادرة عن بعض المنظمات الدولية تشير إلى أن هناك أكثر من مليون ونصف المليون متضـــرر يحتاجون إلى مســـاعدات عاجلة لتخفيف حدة المعاناة التي يتعرضون لها.

ومن هنا ندعو أهل الخير إلى مواصلة تقديم التبرعات للمنكوبين بسبب فظاعة الأحداث الانسانية المستمرة على مدار الساعة، وتجدر الإشـــارة إلـــى أن قطـــاع الإفتاء والبحوث الشـــرعية فـــي وزارة الأوقاف أفتى بجواز إخراج الزكاة قبل موعد وجوبها لإغاثة اللاجئين السوريين حال بلوغ نصاب الزكاة الحد الشرعي لمصلحة النازحين السوريين، وأكد »أن جمهور الفقهاء أجـــازوا لمن ملك نصابا أن يخرج الزكاة قبل موعـــد وجوبها مادام نصاب الزكاة موجودا «.

كارثة مسلمي بورما

هناك كارثة جديدة أضيفت إلى النوازل الإنسانية وهي كارثة الإبادة التي يتعرض لها الشعب البورمي المسلم.. ما أبعاد هذه الكارثة الإنسانية وماذا أنتم فاعلون؟ ٭ بورما (ميانمـــار حاليا) يزيد عدد المسلمين فيها على ١٠ ملايين مسلم من أصل ٥٠ مليون نسمة، ويشكلون أغلبية في إقليم أراكان، بنســـبة ٧٠٪ مـــن عدد ســـكانه، وهؤلاء يتعرضون لكارثة إنسانية خطيرة علـــى خلفيـــات ثقافية وعرقية ودينية، حيث منهم أكثر من مليوني مســـلم يعيشون في الشتات ما بين بنغلاديش وباكستان وماليزيا وتايلند وغيرها، ويعيش إقليم أراكان ذو الأغلبية المسلمة مأساة إنسانية غير مسبوقة من القتل والحرق والتشريد والإقصاء وفقدان بيوتهم ومصادر أرزاقهم، هذا من ناحية الوضع الإنســـان­ي والمعرفي، أما على صعيد الجهود الخيرية فقدمنا برامج إغاثة عاجلة للمنكوبين ودشـــنت حملة لجمع التبرعات للمتضررين، كما قامت المنظمات والجمعيات الأعضاء في اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة ببحث أبعاد هذه الكارثة وتم الاتفاق على تقديم دعـــم جماعي ووضع برنامج إغاثي لهؤلاء الضحايا.

 ??  ?? د.سليمان شمس الدين
د.سليمان شمس الدين

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait