Al-Anbaa

حين ينقشع الضياع

-

الضياع، أكثر المشاعر ضغطا على الإنسان، شعور ينفي عنك الراحة ويخلخل اتزانك، يجعلك كالمعلق الذي لا أرضا وصل ولا سماء قطع. حين يتيه الناس في دائرة لولبية كالزوبعة في وسط البحر، أمواجها متداخلة، لا تقف ولا تركد، وهي في الوقت نفسه متسارعة تجعلهم يتوقعون الموت قبل وقوعه، وقد يطلبونه حينها، لأنه أرحم مما يعانون. ذاك ما يتركه الضياع في نفسك حين لا تعرف اتجاهك إلى أين؟ حينما تكتشف بأنك مخدوع في كل شيء، حتى في وجودك فوق الأرض! أمامك حلان، إما أن تموت في اليوم مئة مرة أو تبحث عن إجابات مقنعة لسيل من التساؤلات، ولذا يذهب من لم يرزقهم الله نعمة الإسلام إلى الحلول التي توهمهم بالراحة. والإنسان بطبيعته لا يستقر حتى لو اختار هذه الحلول، ولا يدرك أنه أنين الفطرة، لذا الإسلام سريع الانتشار، لا يقاوم! يلامس شغاف القلب فيحوله إلى ساحة وضاءة بعدما كان كالبيت الخرب، يتلألأ الوجه بمجرد اعتناقه، والروح تسكن وتهدأ، والعواصف النفسية تتبدد، والظلمة تغيب، ويهب على النفس نسيم الاطمئنان باردا طيبا. هل تسأل ما السبب؟ تراها قوة الإسلام؟ أم هو ضعف ما سواه؟ هل وجد من دخل في الإسلام الجواب الذي يرأب تساؤلاته المتصدعة رأبا كافيا بلا تشققات ولا فجوات؟ أم أنهم وجدوا دينا لا صدوع فيه كاملا وشاملا، وكيف لا وقد أتمه الله وكمله وارتضاه لنا دينا، فكان كالمحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنه إلا هالك. هالك؟ نعم هنا الإجابة الحقيقية لشعور الضياع والشتات الذي بدأت بالحديث عنه، لا يزيغ عنه إلا هالك، الهلاك الذي قد يتجرعه الناس وهم أحياء، ويعانون منه سنوات طوال ويبحثون عن الدواء والطبيب البدني والنفسي. إن من يعاني من هذا الضياع من بناتنا وأبنائنا لا علاج له إلا بالعودة لدينه وسجادته ومصحفه حينها ستحلق روحه في أفق سيجد فيه نفسه وأحلامه وراحته وأهدافه ونجاحه الدنيوي والأخروي.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait