Al-Anbaa

البدر: الجهود الإنمائية لصندوق التنمية تسهم في دعم السياسة الخارجية للكويت وتوثق أواصر الصداقة مع الدول المستفيدة

أعلن عن تحقيق الأهداف المرجوة خلال الفترة الماضية بمناسبة احتفال الصندوق بمرور ٥١ عاماً على تأسيسه

-

قال مدير عام الصندوق الكويتي عبدالوهاب البدر ان الصنـــدوق حقق خلال الفتـــرة الماضيـــة الاهداف المرجوة المتمثلة في مساعدة الـــدول العربيـــة والـــدول النامية الاخرى في جهودها الانمائيــ­ـة، وذلك من خلال تقـــديم القروض الميســـرة والمعونات الفنيـــة والمنح وتقديم النصح والمشـــور­ة للدول المســـتفي­دة واتخاذ السياسات والاجراءات المرنة اخذا فـــي الاعتبار الظروف الاقتصادية الخاصة وكذلك تعميق ثقة الدول المستفيدة بالصندوق ووجوده كشريك في تمويل المشاريع، وخاصة الكبيرة منها، التي تتطلب مشـــاركة عدد من الممولين فيها.

منوها بـــدور الصندوق الكويتي في تحقيق اهداف السياسة الخارجية بالكويت قائلا ان تعـــاون الصندوق مع الـــدول المســـتفي­دة من مساعداته ســـاهم في دعم وخدمة السياسة الخارجية للكويت، فضلا عن توثيق اواصـــر الصداقـــة مـــا بين الكويت والدول المســـتفي­دة من مساعدات الصندوق.

وعـــن اســـتراتي­جية عمل الصنـــدوق قال المدير العـــام عبدالوهاب البدر ان الصندوق يقوم حاليا بتنفيذ استراتيجية عمله للسنوات ٢٠١٠٢٠١١/ – ٢٠١٤،٢٠١٥/ والتي تضمنت زيادة مبلغ الاقراض من ٢٠٠ مليون دينار الى ٢٥٠ مليون دينار سنويا في المتوسط.

كما تتضمن الاستراتيج­ية ايضا تمكـــين الصندوق من توسيع نشاطه وخصوصا في تمويل المشـــاري­ع التي تســـهم في تحقيق الاهداف الانمائيــ­ـة للألفيـــة، وفي مقدمتهـــا تخفيض نســـبة الفقر.

بالاضافة الى اعطاء مزيد مـــن الاولويـــ­ات لقطاعات كالزراعة للاسهام في الامن الغذائي، والصحة والتعليم، وتمويل برامج مشاريع بنوك التنمية المحلية والصناديق الاجتماعية نظـــرا لدورها في دعم المشاريع الصغيرة ومتوســـطة الحجم، وخلق فرص جديدة للعمل.

ونوه المدير العام ايضا بأحدث المستجدات في انشطة الصندوق، حيث اشـــار الى قرارات دول مجلس التعاون الخليجي »المملكة العربية الســـعودي­ة، الكويت، قطر، الامـــارا­ت العربية المتحدة « بدعم برنامـــج للتنمية في البحرين وســـلطنة عمان لمدة عشر سنوات بمبلغ ١٠ مليـــارات دولار لكل منهما، وببرنامج آخر للتنمية في الاردن والمغرب لمدة خمس سنوات بمبلغ بلغت ٥ مليار دولار لكل منهما، موضحا ان حصة الكويت في البرنامجين المذكورين ٥ مليارات دولار للبحرين وعمان و٥ ٢٫ مليار دولار للاردن والمغرب، وقد تم تكليف الصندوق بادارة منحة الكويت بمبلغ ٥٧٫ مليارات دولار للدول المذكورة.

وحول نشاط الصندوق في المســـتقب­ل قال البدر في تصريح بمناســـبة احتفال الصندوق بمرور ٥٢ عاما على انشائه (٣١ ديسمبر ١٩٦١) ان الصندوق سيستمر في دعمه للتنمية في الدول العربية والـــدول الناميـــة الاخرى،

مستمرون في دعم التنمية اعتماداً على مواردنا الذاتية وخبراتنا العملية المكتسبة والأولوية للزراعة والأمن الغذائي الوقيان: جهود الصندوق الكويتي تسهم في تحسين مستويات المعيشة وتخفيف حدة الفقر في الدول المستفيدة

معتمدا في ذلك على موارده الذاتية، وخبرتـــه العملية المكتســـب­ة عبر الســـنوات الماضية، كما ســـيعمل على تدعيـــم فاعلية عملياته في اطار الاولويات التي تحددها الدول المســـتفي­دة، وخاصة فـــي قطاعـــات كالزراعـــ­ة للمساهمة في الامن الغذائي، وقطاعـــات اخـــرى كالمياه والصرف الصحي، والتعليم والصحة، للاسهام في تحقيق الاهـــداف الانمائية للالفية، كمـــا سيســـتمر فـــي دعم السياسة الخارجية للكويت لتعزيز اواصر الصداقة بين الكويت والدول المســـتفي­دة من مســـاعدات الصندوق، وبما يخدم قضايا ومصالح الكويت وتعزيز مكانتها في العالم.

من جهته، اكد نائب مدير عـــام الصنـــدوق الكويتي للتنمية هشـــام الوقيان ان الصنـــدوق الكويتـــي وهو يحتفل بمـــرو ٥١ عاما على انشائه ان اهدافه لم تختلف عما كانت عليه قبل خمسين عاما، وهي لاتزال تتمثل في مساعدة الدول في جهودها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعي­ة وتوفير العيش الكريم لشعوبها.

وأشار الوقيان في تصريح له بهـــذه المناســـب­ة إلى ان مســـيرة الصندوق حافلة بالانجـــا­زات كاحـــدى اقدم مؤسســـات العمل الانمائي في العالـــم العربي، مضيفا ان انشاء الصندوق جاء معبرا عن الرغبة الصادقة والاكيدة للقيادة الكويتية حينذاك في تقديم العون للدول العربية الشقيقة لدعم جهودها في تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال مؤسسة تتوافر لديها الكفاءات الملائمة والخبرات الاقتصادية والادارية اللازمة لتقديم القروض الميســـرة والمساعدات الفنية، وكذلك تقـــديم النصح والمشـــور­ة للدول المســـتفي­دة في كل ما من شأنه ان يساعدها على انطلاق وتنفيذ المشروعات ذات الاولوية التي تطمح لها، استنادا الى دراسات جدوى تثبت سلامتها الفنية وجدواها الاقتصادية والمالية.

وذكر الوقيان ان المشاريع الممولة مـــن قبل الصندوق متنوعـــة وتشـــمل قائمـــة كافة المجـــالا­ت تقريبا، فهي تندرج في قطاعات كالزراعة، والنقل، والاتصالات، والطاقة، والصناعة، والمياه والصرف الصحي وغيرها، بالاضافة الى قطاعي الصحة والتعليم، وهي مشروعات ذات اهداف انمائية مختلفة، الا انها في مجملهـــا تســـهم في تمكين الدول المستفيدة من توفير الحاجات الاساسية لمواطنيها، وتحسين مستويات معيشتهم وتخفيض حدة الفقر، فضلا عن توفير البنية الاساسية اللازمـــة للنهوض بمختلف الانشـــطة الاقتصاديـ­ــة والاجتماعي­ة وتوفير البيئة المشـــجعة للقطاع الخاص لممارسة نشاطه ودوره في التنمية بوجه عام.

ونـــوه الوقيـــان في هذا السياق، بالتطور الذي حققه الصنـــدوق في مجـــال دعم التنمية البشرية، وذلك من خلال توجيه نسبة كبيرة من اهتماماته الى دعم المشروعات الخاصة بالابنية التعليمية والصحية وأيضا في مجالات دعـــم الكـــوارث الطبيعية والزلازل.

وقد باشر الصندوق عمله في عام ١٩٦٢ وظل نشـــاطه محصورا في الدول العربية حتى منتصف عام ١٩٧٤ حين قررت الكويت توسيع النطاق الجغرافي لعمليات الصندوق ليشمل جانب الدول العربية الدول النامية الاخرى.

ولم يأت هذا الدور ولا تلك الرغبة من فراغ، فقد ســـبق ان قامت الكويت بذلك، على المستوى الخليجي، فقد كانت واعية بهـــذا الدور منذ زمن طويل، يعود الى ما قبل تفجر النفط في الكويت، حيث مدت يد العون لأشقائها في الجنوب والخليج العربي عن طريق هيئة الجنوب والخليج العربي التي قامت ببنـــاء المدارس والمستوصفا­ت والمستشفيا­ت والجامعـــ­ات في عـــدد من الدول العربية كالجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديموقراط­ية الشعبية وجنوب السودان، للاشراف على إقامة مشـــروعات في مجـــالات التعليم والصحة، ثم أسست الكويت عام ١٩٦١ الصندوق الكويتي الذي آلت إلـــى تبعيته فيما بعد هيئة الجنوب والخليج العربية.

وقد تنوع نشاط الصندوق الكويتي وجهوده التنموية فإلى جانب تقديمه القروض الميســـرة وتقديم المعونات الفنيـــة والمنح فانـــه يقوم بالمساهمة ونيابة عن الكويت في موارد عدد من مؤسسات التنمية الاقليمية والدولية والتي بلغت قيمة المساهمة فيها ٤٣١ مليون دينار، كما ان الصندوق يقوم بادارة المنح المقدمة من الكويت الى الدول العربيـــة وغيرها من الدول النامية، وقد بلغت قيمة المنح الحكومية التي يشرف على إداراتهـــ­ا ٣٥٥ مليون دينار، كما انه يقـــوم ايضا بإدارة صنـــدوق الحيـــاة الكريمة الذي تأسس بمبادرة أميرية سامية بمبلغ ١٠٠ مليون دولار لمساعدة الدول الإسلامية في مجال الأمـــن الغذائي، وقد بلغ عدد الدول المســـتفي­دة من صندوق الحياة الكريمة ٢٢ دولة إسلامية وهي الدول الأقل ـ نموا في مجموعة الدول الإسلامية.

مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون

كمـــا ان الصندوق يقوم ايضا في اطار مبادرة الدول الفقيـــرة المثقلـــة بالديون التي اطلقها البنك وصندوق النقد الدوليين في عام ١٩٩٦ ، بإعادة جدولـــة قروض ٢٥ دولـــة، جميعهم في افريقيا باســـتثنا­ء دولة واحدة في اميركا اللاتينية.

دور الصندوق على الصعيد المحلي

الى جانب هذا النشـــاط الأساســـي للصنـــدوق في التنمية في الـــدول النامية، فإنه يساهم ايضا في التنمية داخل الكويت، فبالنسبة الى بنك التسليف والادخار قدم الصندوق مبلغ ٥٠٠ مليون دينـــار لدعـــم مـــوارد بنك التســـليف والادخار، وذلك بشراء سندات أصدرها البنك لمدة ٢٠ عاما وبفائدة ميسرة بمقدار ٢٪ سنويا.

أما المؤسسة العامة للرعاية السكنية فإن قانون الصندوق المعدل نص فـــي عام ٢٠٠٣ على اقتطاع نسبة لا تتجاوز ٢٥٪ من الأربـــاح الصافية للصندوق، وذلـــك لصالح المؤسســـة العامـــة للرعاية السكنية لدعم مواردها.

أمـــا برنامـــج تدريـــب المهندســـ­ين الكويتيـــ­ين فقد أطلقه الصندوق في عام ٢٠٠٤ لتدريب المهندسين الكويتيين حديثـــي التخـــرج من غير العاملين في الصندوق بهدف تأهيلهـــم للعمل في القطاع الخاص. ويقـــوم الصندوق بتمويـــل البرنامـــ­ج بمبلغ يتراوح بين ١ و٢ مليون دينار سنويا. وقد اسفر البرنامج عن تدريب ٢٧٨ متخرجا حتى ٣١٠٣/ /٢٠١٢ ، يعمل نحو ٥٢ ٪ منهم في شركات ومؤسسات خاصة في الكويت.

دعم الشركات الكويتية

وعلـــى صعيـــد التنمية المحلية ايضا فإن الصندوق أتـــاح الفرصـــة للمقاولين الكويتيـــ­ين للاشـــترا­ك في تنفيذ المشاريع التي يسهم في تمويلها، بمنحهم هامش افضلية مع المقاولين المحليين في الدول المستفيدة. كما أتاح الفرصة للشركات الاستشارية الكويتية لتقـــديم خدماتها للعديد من المشـــاري­ع التي قـــدم الصنـــدوق معونات فنية لدراستها أو أسهم في تمويلها.

بلـــغ نصيـــب المقاولين والاستشـــ­اريين الكويتيين نحو ٢١٦٩٫ مليون دينار خلال الفترة (ابريل ٢٠٠٠ – مارس ٢٠١٢)، اي نحـــو ١١٠٫ ٪ من اجمالي قيمة المبالغ المسحوبة لتمويل المشاريع التي اسهم فيها الصندوق.

وقد تنوعت المشروعات الممولة من قبل الصندوق وهي تندرج في جميع القطاعات تسهم في تحسين مستويات المعيشـــة وتخفيـــض حدة الفقر، فضلا عن توفير البنية الأساسية اللازمة للنهوض بمختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعي­ة وتوفير البيئة المشـــجعة للقطاع الخاص لممارسة نشاطه ودوره في التنمية بوجه عام.

جديـــر بالذكر انه وحتى نهاية اغسطس ٢٠١٢ الماضي ساهم الصندوق في تمويل ما يزيد عن ٨٠٠ مشروعا في نحو ١٠٢ دولـــة حول العام بقيمة تبلغ نحو ٥١٥٫ مليار دولار، استفادت منها ١٦ دولة عربية و٤٠ دولـــة افريقية و٣٥ دولة آسيوية و١١ دولة في اميركا اللاتينية والبحر الكاريبي.

جديـــر بالذكـــر ايضا ان نشاط الصندوق لم ينقطع حتى فـــي أحلـــك الظروف التي واجهتها الكويت جراء الغزو الذي تعرضت له من قبل النظام العراقي السابق في عام ١٩٩٠ حيث اســـتمر في ممارســـة نشـــاطه من العاصمـــة البريطانية لندن وقـــام بالتوقيـــ­ع على عدد مـــن الاتفاقيات مـــع الدول المستفيدة، مما ساهم في كسب تأييد العالم لقضية الكويت وتحررها.

 ??  ??
 ??  ?? مبنى الصندوق الكويتي للتنمية
مبنى الصندوق الكويتي للتنمية
 ??  ?? المركز الطبي الوطني لجراحة القلب في أوزبكستان
المركز الطبي الوطني لجراحة القلب في أوزبكستان
 ??  ?? عبدالوهاب البدر
عبدالوهاب البدر
 ??  ?? هشام الوقيان
هشام الوقيان

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait