شخص من بين كل خمسة في منطقتنا يعاني من السكري طبقاً لتقديرات الاتحاد العالمي للسكري
مرض السكري أكثر الأمراض المكلفة في العالم ويستنزف ربع ما ينفقه على الرعاية الصحية في دول المنطقة
منطقتنا في المقدمة
أهمية الغذاء الصحي
ثم قدم د.يعقوب حداد، مدير عام العلاقات الحكومية والسياسات بمنطقة الشرق الأوسط في الشركة، والذي يتمتع بخبـــرة عملية تمتد لأكثر من ٣٠ عاما في مجالي الطب والعلوم الدوائية، وطب الأطفال، أهم الاكتشافات التي خلصت إليها دراسة السكري، وعلاقة انتشار أمراض القلب بـــين مرضى الســـكري في المنطقة.
وأكد د.حـــداد أن الغذاء الصحي يلعب دورا اساسيا في الحفاظ على الصحة العامة وفي ابعاد شـــبح الامراض ومنها مرض السكري حيث اكدت الدراســـات ان الافراد الذين يتبعون نظاما غذائيا صحيا هـــم الأقـــل عرضة للإصابة بالسكري.
وأوضح ان النظام الغذائي يجب ألا يقتصر على الكبار بشـــكل كبير على تخفيف الأعباء المالية التي تنتج عن المرض ومضاعفاته.
وحول دور شركة MSD أكـــد فاخوري أن الشـــركة ملتزمة بعقد الشراكات مع جميـــع الأطـــراف المعنية، لتبادل الـــرؤى والخبرات والمعلومات في هذه القضية الصحية المتشابكة، مشددا علـــى أن تبـــادل الخبرات وحسن استخدام المعلومات هو الطريـــق الذي نأمل من خلاله التقدم للأمام.
وفي الختام، عرض ڤيديو قدم مـــن خلاله نبـــذة عن العلاقة المباشرة بين السكري والاصابة بأمراض القلب.
ثم قـــدم د.عمـــر حلاق رئيس قســـم جراحة القلب بالمستشفى الأميركي بدبي، والاستاذ في الطب الاكلينيكي بكلية الطب جامعة وســـت فرجينيـــا، والعضـــو في الجمعيـــة الاميركية لأطباء الصـــدر، والجمعية الطبية الاميركية والبورد الاميركي لأمـــراض شـــرايين القلب محاضرة سلط فيها الضوء على الارتفاع المتزايد لعدد مرضى الســـكري من النوع الثاني وخصوصا في المنطقة العربية حيـــث اصبح هذا المرض من أكثـــر الأمراض انتشارا وهو ما يحتم وضع سياسات صحية معينة تأخذ بعين الاعتبار هذا الازدياد في حالات السكري.
وأكـــد د.حـــلاق على أن الوعي الصحي عند المرضى مهم جدا للسيطرة على هذا المرض كما ان الوعي الصحي المواكب للتطورات العلمية مهم ايضا للوقاية من مرض السكري حيث يلعب النمط الغذائي والعادات المرتبطة به دورا أساسيا في الوقاية من المرض. والبالغين فقط بل يجب أن نحث الأطفـــال على تناول الغـــذاء الصحـــي ومراقبة غذائهـــم وخصوصـــا فـــي المدارس، فاكتساب العادات الغذائيـــة الصحية يبدأ من الطفولة.
وأضاف د.حداد ان الطفرة الاقتصادية في الفترة الأخيرة والتي مكنت الناس من شراء الأنواع المتنوعة من الأطعمة، وما رافقها من إقبال كبير على الوجبات الســـريعة جعلت الكثيرين معرضين للإصابة بالسمنة والأمراض المختلفة ومنها مرض السكري.
أهمال في الطفولة
وأشار الى ان الدراسات أثبتـــت ان أغلـــب مرضى السكري الكبار كانوا يتبعون عادات غذائية سيئة عندما كانوا أطفالا، ولم يكن لديهم اهتمام بضرورة الحصول دائما على الأغذية الصحية، أي كانوا أطفالا إما بدناء أو يعيشون في أسر لا تراعي كثيـــرا العـــادات الغذائية الصحية، كما انهم لم يكونوا مهتمين بممارسة الرياضة.
وأوضح ان السكري من النوع الأول يصيب حوالي ٥٪ مـــن مرضى الســـكري لذلك يجب ان يكون علاجه بإبر الأنســـولين لأن هؤلاء يكون لديهم نقص شـــديد أو عـــدم إفراز للأنســـولين فـــي البنكريـــاس وبالتالي يجب تعويض الأنســـولين عـــن طريق الإبر وهي حقن يتناولها المريض عدة مرات في اليوم، أما ٩٥٪ من المرضى فهـــم يعانون مـــن مرض الســـكري من النوع الثاني وهـــؤلاء يكون علاجهم عن طريق العقاقير قبل ان نبدأ العلاج بالأنسولين وبالتالي الخطـــوة الأولى في العلاج مختلفـــة فيجـــب الاهتمام بالغذاء والاهتمام بالتمارين الرياضية.
وأضاف د.حداد انه عندما يكون المصاب بالسكري طفلا تكـــون المهمـــة صعبة على الأهل وعلـــى الطفل في آن فمن المهـــم جدا الانتباه الى غـــذاء الطفل والـــى طريقة حياته اليومية ومدى حركته والمتابعة مع الطبيب بشكل مســـتمر لأن معظـــم هؤلاء الأطفال يحتاجون الى حقن الأنسولين وبالتالي المتابعة مع الطبيـــب لوصف كمية الأنسولين المحددة كل يوم، مؤكدا ان الالتزام بالكمية مهم جدا، لتفادي حالات الغيبوبة الناتجة عن الزيادة الكبيرة في معدل السكر بالدم، أو عن هبوط شديد في معدل السكر، وأوضح ان من الأشياء المهمة التي يجب على الأهل الانتباه لها هي تغير احتياجات الطفل من الأنســـولين باســـتمرار حسب حالته الصحية.
وحـــول انتشـــار مرض السكري أكد د.حداد ان هذه المشكلة لا تختص بها منطقة الشرق الأوسط فقط بل هي مشكلة عالمية وآثارها مدمرة. وأضـــاف ان اعتماد الأطفال على الكمبيوتـــر والألعاب الالكترونية خلق جيلا من الأطفال قليلي الحركة مقارنة مع أجيال الأطفال في المراحل السابقة حيث كانت ألعابهم تعتمد على الحركة، مشددا على ان هذه العوامل تعتبر الأهم في تفسير ازدياد عدد مرضى السكري.
عقاران في واحد
بعد ذلك قدم د.ســـورين بو كريستيانسن، محاضرة استعرض فيها آخر التطورات بالنسبة لشركة MSD وكيف تغطـــي مناطق واســـعة في العالـــم مـــن افريقيـــا الى الشرق الأوسط، مشيرا الى ان العقاقيـــر التـــي تنتجها الشركة لمرضى السكر تؤثر في حياة عدد كبير جدا في العالم. ود.سورين درس الطب في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك، وانضم لشـــركة ميرك عام ١٩٨٨، حيـــث شـــغل العديد من المناصب والمســـؤوليات التسويقية لعدد من الأسماء التجارية لعقاقير الشـــركة. كما شـــغل منصـــب النائب الأول للرئيس والمدير العام للاسم التجاري BRIE، ومنذ يناير ٢٠٠٩، شـــغل سورين منصب النائب الأول للرئيس والمدير العام للقاحات البالغين واليافعين، حيث كان مسؤولا عـــن ادارة الاســـتراتيجيات التجاريـــة على المســـتوى العالمي والعمليات التشغيلية للقاح الخاص بسرطان عنق الرحـــم وفيروســـات HPV المســـببة للعديد من أمراض الجهاز التناسلي وكذلك لقاح Zostavax المضاد لمرض الهربس الموضعي، والآلام العصبية للهربس، والالتهاب الكبدي الڤيروسي A و B وفي أغسطس ٢٠١١، تم ترقيته لمنصبه الحالي كرئيس لمنطقة شرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وقال ان شركة MSD أنتجت دواء يعالج الكوليســـترول ويعالـــج الســـكري فـــي آن واحد وتم طرحه في الأسواق الخليجية منذ شهرين، موضحا ان العقار يخفض مســـتوى
د.سورين: شركة MSD أنتجت دواء يعالج الكوليسترول والسكري في آن واحد وتم طرحه منذ شهرين د.حداد: الدراسات أثبتت أن مرضى السكري الكبار كانوا يتبعون عادات غذائية سيئة في طفولتهم
الكوليسترول الموجود في الدم وتحديدا لمرضى القلب الذين لا يمارسون الرياضة باستمرار، مشيرا الى ان السكري يشكل خطورة على الأطراف وكذلك على القلب والدماغ وبالتالي يجب الوقاية من هذه المخاطر من خلال ضبط مســـتويات الســـكر والكوليسترول في الدم وهو ما يقوم به العقار الجديد. واستعرض د.سورين دراسة اســـتقصائية أجرتها شـــركة برايتر للأبحاث في الفترة من ديسمبر ٢٠١١ إلى فبراير ٢٠١٢ بتكليف من شركة MSD حيث بينت الدراسة ان الأطباء ينصحون ٥١٪ فقط من مرضى السكري من النوع الثاني بتناول دواء خافض للكوليسترول (إستاتين)، على الرغم من ان المبادئ التوجيهية التي أصدرها الاتحاد الدولي للســـكري تنصـــح بوصف عقار خافض للكوليسترول (إســـتاتين) لجميع مرضى الســـكري من النوع الثاني الذين تزيد أعمارهم عن ٤٠ عاما، أو الذيـــن يعانون من امراض شرايين القلب. وقال د.سورين ان مرض السكري هو السبب الرئيسي لأمراض القلب والسكتة الدماغية، ومن الأمور الهامة ضرورة التوصل لأفضل طرق ادارة السكري والمضاعفـــات المرتبطة به، لتحسين حياة المرضى على المدى الطويل، لذا يجب تنفيذ مبـــادرات التثقيف الصحي للأصحاء والمرضى للتوصل لفهم أفضـــل لمخاطر أمراض شـــرايين القلب. وتحدث عن اســـتطلاعات أخـــرى منها اســـتطلاع أجري فـــي الهند في الفترة من ديسمبر ٢٠١١ إلى فبراير ٢٠١٢، كشـــف ان ٦٠٪ مـــن مرضى الســـكري من النوع الثاني ســـبق لهم تلقـــي نصائح طبية لتناول الإستاتين، و٤٧ ٪ من العينة قالوا انهم يتناولون هذا الدواء حاليا، وفي استطلاع أجري في المكسيك خلال الفترة نفسها، كشف ان ٦٠٪ من العينة لم يتم توجيههم لأخذ الإستاتين، وأشار الثلث الباقي في العينة الى انهم أخذوا الدواء خلال فترة الدراسة. وقال انه طبقا لنتائج الدراسة، فإن ٣٢٪ فقط من المرضى في الشرق الأوسط نُصحوا بتناول دواء خافض للكوليســـترول (إستاتين)، بينمـــا أشـــار ١٩٪ من عينة الدراســـة الى انهـــم تناولوا هذا العقار خلال فترة اجراء الدراسة.
الحمية والرياضة
ونصح مرضى السكري باتبـــاع الحمية وممارســـة الرياضة والاستمرار في هذه النشاطات لأنها وسائل هامة جدا للحفاظ علـــى الصحة العامة، وتقليل مخاطر مرض السكري، مشددا على أهمية الوعي الصحي عند المرضى لمعرفة أفضل السبل للسيطرة على المرض والتعايش معه. وكشف المشاركون ان ما يقارب نصف مرضى الســـكري من النوع الثاني في منطقة الشرق الأوســـط يواجهون مخاطر متزايدة للإصابـــة بأمراض القلب والشرايين وفق دراسة عالمية حديثـــة. وأوضحوا ان الســـكري مـــن الأمراض المنتشرة في الكويت، حيث تشغل الكويت المرتبة الثالثة على مستوى العالم من حيث معدلات انتشار المرض وتشير تقديـــرات الاتحـــاد العالمي للسكري الى أن أكثر من ٨٠٠ مواطـــن كويتي يموتون كل عام نتيجة إصابتهم بالسكري ومضاعفاته،وأشـــاروا الى ضرورة التعامل مع انخفاض مســـتوى الوعي بالسكري ومضاعفاتـــه والمخاطـــر المصاحبـــة لـــه للوصـــول فعليا الى تقليل تلك الأرقام والاحصائيات الخطيرة.