Al-Anbaa

محللون: انخفاض الجنيه المصري إيجابي للبورصة في ٢٠١٣

-

القاهرة ـ رويترز: توقع محللون أن تستفيد البورصة المصرية في ٢٠١٣ من انخفاض الجنيه أمام الدولار مع تدفق عمليات الشراء من قبل المتعاملين العرب والأجانب على الأسهم نظرا لانخفاض قيمها الحقيقية ووصولها لمستويات سعرية متدنية. وهبط الجنيه المصري إلى مستوى قياسي أمام الدولار بعد أن استحدث البنك المركزي آلية جديدة للمحافظة على احتياطيات النقد الأجنبي التي قال انها انخفضت إلى مستوى حرج في خطوة وصفها مصرفيون ومحللون بأنها ربما تشكل تحولا مقيدا تجاه التعويم الحر. وقال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل في مؤتمر صحافي اول من امس انه »ليس هناك تعويم للجنيه «. وأنفق البنك المركزي أكثر من ٢٠ مليار دولار من الاحتياطيا­ت الأجنبية لدعم الجنيه منذ أطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس السابق حسني مبارك في أوائل ٢٠١١ ومع عزوف السياح والمستثمري­ن الأجانب جراء عدم الاستقرار. وقال كريم عبدالعزيز الرئيس التنفيذي لصناديق الأسهم بشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار »بالتأكيد انخفاض الجنيه أمام الدولار سيصاحبه ارتفاع في مؤشرات البورصة والأسعار. كلما انخفضت قيمة الجنيه زادت القوة الشرائية للدولار وبالتالي سنجد إقبالا أكثر من المتعاملين الأجانب والعرب على شراء الأسهم« . ويشتري المستثمرون العرب والأجانب بقوة في السوق منذ الشهر الماضي رغم قيام المستثمرين المصريين بالبيع وسط المخاطر السياسية والاقتصادي­ة التي تتعرض لها مصر. وتوقع عبدالعزيز أن تشهد سوق المال المصرية صعودا قويا خلال ٢٠١٣ كلما انخفضت قيمة الجنيه. وقال مصرفيون ان البنك المركزي فرض سلسلة من الإجراءات لخفض الطلب على العملات الصعبة في المدى القصير على الأقل من بينها تحديد المبلغ الذي يحق للعملاء من الشركات سحبه عند ٣٠ ألف دولار يوميا في حين سيدفع الأفراد رسوما إدارية بين ١ و٢ ٪ على مشترياتهم من العملات الأجنبية. وأضافوا أنه لن يسمح للبنوك بحيازة مراكز دائنة بالدولار الأميركي تتجاوز ١٪ من رأسمالها انخفاضا من ١٠.٪ وفي ظل النظام الجديد سيظل الحد الأقصى المسموح به لسحوبات الأفراد عند عشرة آلاف دولار يوميا. وقال مصرفيون ان البنك سيواصل مراقبة جميع التعاملات للتأكد من أنها تلبي احتياجات »مشروعة « وليست من أجل المضاربة. وقال محسن عادل من بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار »ارتفاع الدولار أمام الجنيه حدث بقوة من قبل في ٢٠٠٣ مع بداية تعويم الجنيه واستفادت البورصة إيجابيا وصعدت حينها حتى عام ٢٠٠٨ إلى مستوى ١٢٠٠٠ نقطة. قد يتكرر نفس السيناريو من جديد «، وأضاف »السوق ستصعد خلال الفترة المقبلة من ٢٠١٣ لأن التغييرات في أسعار الصرف بالأسواق الناشئة عادة ما تكون محفزة للمتعاملين الأجانب لشراء الأسهم« . ويعتقد كثير من المحللين أن السلطات ربما لم تعد مستعدة أو قادرة على دعم الجنيه وتوقعت فاروس للبحوث في مذكرة بحثية يوم الأحد الماضي تطبيق نظام التعويم الحر على الجنيه وأن تتراجع العملة المصرية إلى ٥٠٦٫ جنيهات للدولار. ويرى بعض المحللين أن العملة تستهدف مستوى نحو ٨٠٦٫ جنيهات للدولار على المدى البعيد. وحذر عادل من »الأموال الساخنة التي عادة ما تدخل الأسواق المالية في ظل تغيرات سعر الصرف «، مشيرا إلى التدفقات المضاربة التي تهدف إلى تحقيق أرباح سريعة. وارتفعت بورصة مصر أكثر من ٥٠٪ منذ بداية العام وحتى نهاية جلسة الأحد الماضي. وقال مهاب الدين عجينة مدير مكتب التحليل الفني في بلتون فينانشال ان استمرار موجة الصعود من المستويات الحالية يتطلب استقرار الوضع السياسي إلا أن البورصة مازال بإمكانها أن ترتفع متجاوزة ٥٦٠٠ نقطة بنهاية الأسبوع. في المقابل، رأى عبدالعزيز أن »تخفيض التصنيف الائتماني لمصر سيحد نوعا ما من الارتفاع المتوقع في السوق نتيجة انخفاض الجنيه لأن تخفيض التصنيف زاد من معدل المخاطرة في السوق «. وخفضت وكالة ستاندرد آند بورز الأسبوع الماضي التصنيف الائتماني طويل الأمد لمصر إلى من B مع نظرة مستقبلية سلبية وقالت ان تصنيف مصر معرض لمزيد من الخفض إذا تدهور الوضع السياسي بدرجة كبيرة. وقال عادل »إذا انخفض معدل المخاطرة بالسوق واستقرت الأوضاع السياسية ورأينا تحركا جديا لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر فسنرى تدفقا قويا للاستثمارا­ت الأجنبية بالسوق «. واتفق معه عيسى فتحي نائب رئيس شعبة الأوراق المالية في مصر، وقال ان الاستقرار السياسي والاقتصادي والتوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي وإجراء انتخابات برلمانية سيؤدي لارتفاعات قوية بالسوق خلال ٢٠١٣ . وكان رئيس الوزراء المصري قال يوم الأحد الماضي ان اقتصاد البلاد هش ويمر بموقف بالغ الصعوبة متوقعا استئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة ٨٤٫ مليارات دولار في يناير.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait