بري يتحدث عن ثغرة في جدار قانون الانتخاب وميقاتي يشجع مشروع بطرس الذي ترفضه المعارضة
النزوح السوري إلى ثلاثمائة ألف.. و٥٥٠ حاملاً ولدت في لبنان
تحل اليوم سنة ميلادية جديدة هي بالنسبة للبنانيين فرصة لدفن ما مضى في تربة الأمانـــي والتمنيات حيال ما هو آت.
انها فرصة سنوية لتعليق الآمال الخائبة على جدار السنة الجديدة ولأن هذه قد تكون غيـــر تلك وعلى أســـاس ان السنوات كالأيام تتوالى ولا تتشابه، لكن في لبنان لكل قاعدة اســـتثناء والاستثناء الآن يتمثـــل بكون الســـنة الجديدة لـــن تختلف كثيرا عن الســـنة السابقة مادامت ملزمة بحمل أوزارها بعدما جرى ترحيل جميع الملفات الصعبة والمستحيلة من السنة الراحلة الى السنة المولودة من رحمها.
ومن ضمن الملفات المدورة من السنة السابقة الى السنة اللاحقة ملف الانتظار، انتظار مصير الوضع في ســـورية، بعدما تبين لمختلف الأطراف اللبنانيـــة ان الرابط بين ما يجري في سورية وما يجري في لبنان أقوى مما يتصورون، في ضوء التداخل بين سياسة المحاور التي يلتزمها البعض وبين سياسة المصالح الوطنية التي يرفع شعارها البعض الآخر.
وهـــذا الانتظـــار مثقـــل بالمصاعـــب والعقبات، فإلى جانـــب الملفات المســـتهلكة، كالحـــوار والحكومـــة هناك الملف الاقتصادي الذي يكمن للحكومـــة اللبنانيـــة عند منعطـــف الانتخابات المقبلة خصوصا بعد زحف النازحين من سورية الى بلد ينوء اصلا تحت اعباء متطلبات جمة.
وهـــذا الزحف مرشـــح للتفاقـــم بعد فشـــل الرحلة الأخيرة للموفد الأممي الأخضر الابراهيمي الى موسكو وتمسك الأسد بسلطاته وامتناعه عن القبول بحكومة انتقالية ذات صلاحية.
التقارير الرسمية تتحدث عن وجود ١٧٠ ألفا ويتوقع ان يصل هذا العدد الى ٣٠٠ ألف في الفتـــرة المقبلة، في وقت يحفر السوريون المقابر في بلدهم حسب »رويترز «، توقعا لسقوط المزيد.
وتقول المؤسسة اللبنانية للارسال ان اكثر من ٥٥٠ طفلا سوريا ولدوا في لبنان منذ بداية الأزمة، اذ ان العديد من الأمهات السوريات كن قد فررنا وهن حوامل.
هذه الأرقام ستكون على جدول اعمال اول جلسة لمجلس الوزراء اللبناني في الســـنة الجديدة بعد غد الخميس.
تليهـــا الجلســـة الأولى للجنة الفرعية المكلفة بقانون الانتخاب في الثامن من يناير تحت حماية الجيش والأمن الداخلي في مجلس النواب.
الرئيس نبيه بري رأى ان اللجنة فتحت ثقبا في الحياة السياســـية وأحدثت منفذا في مشوار قانون الانتخاب وبوســـعها ان تقـــود الـــى انفراجات واسعة إذا أحسنا اســـتغلال الفرصة الذهبية، شرط ان يتعامل معها جميع الأفرقاء بنيات صافية.
وأضاف: ان المطلوب من الجميع التخلي عن السلبية وإذا لـــم نصل الى ايجابيات فهناك نقص في لبنانيتنا.
وردا علـــى ســـؤال حول ما اذا كانـــت لديه أفكار قال: عندي عشـــرة حلـــول، وأنا على استعداد لطرحها شرط ان تكـــون النيـــة ســـليمة، فالمطلوب مشروع انتخابي لا يظهر فيه سلفا فريق قادر على الفـــوز، وأعلن بري انه ســـيواكب عمـــل اللجنة ولا يعـــارض تمديد عملها لأكثر من اســـبوع، وانه سيجتمع الى النائب روبير غانم الذي سيترأس اجتماع اللجنة مع غياب رئيســـها نائب رئيس المجلس فريد مكاري.
وكشف بري عن احتمال اختصار مهلة الستة أشهر الى ثلاثة للمواطنين الراغبين في الترشح لعدم حرمان هذه الفئة من الترشح للانتخابات.
رئيس الحكومة أوضح من جهته انه مؤمن ومقتنع بامكان الوصول الى تفاهم حول قانون الانتخاب، ورأى ان الاتصالات افضت الى شبه توافق على ضرورة كسر الحلقة المفرغة والوصول الى ما يخرج البلاد من الجمود.
ميقاتي اكد في تصريحات له ان كل المشـــاريع ستكون مطروحة، ولم يخف تشجيعه الشخصي لمشـــروع الوزير السابق فؤاد بطرس مع بعض التعديلات.
وعن استقالة الحكومة قال: لن تبقى الى ما لا نهاية واول مؤشر جدي يكون فور اقرار قانون الانتخاب.
من جهتـــه، النائب وليد جنبلاط حذر من جر المجتمع اللبناني الى انقسامات اضافية والى فتن يسعى اليها البعض، مؤكدا امام زواره على اهمية الحوار بـــين جميع مكونات الوطن من اجل اجتياز المرحلة الراهنة.
مصـــادر فـــي المعارضة اســـتبقت اجتمـــاع اللجنة النيابيـــة الفرعيـــة باعلان رفضها مشروع فؤاد بطرس الانتخابي لانه يعتمد النسبية، وهي ضد اعتماد النسبية في ظل سلاح حزب الله.
وزيـــر الداخليـــة مروان شـــربل، وبمناســـبة السنة الميلاديـــة الجديـــدة امل ان يجتاز لبنان سنة ٢٠١٣ بسلام واستقرار والا يقع في المطبات التي وقعنا بها في ٢٠١٢، وان نعي كلنا كسياسيين ان لبناننا لنا ولا غنى لنا عنه، نختلف كرما لـــه وليس من اجل اي بلد آخر.
وزير الداخلية السابق زياد بارود وصف العام الفائت بعام التحديات الامنية، التي مازالت تظهر بسبب الظروف.
وابرز الاحـــداث الامنية في لبنان ٢٠١٢ اغتيال اللواء الشهيد وســـام الحسن في الاشرفية في ١٦ اكتوبر، وانهيار مبنى فسوح في الاشرفية على ســـكانه، وحوادث الخطف للمبادلة، او للفدية، واغرب ما ترتب على هذه الاعمال ظاهرة المجلس العسكري لآل المقداد في اغســـطس الماضي وقيام هذا المجلس بخطف سوريين واتراك، ردا على خطف حسان المقداد في ســـورية، وكانت المفاجأة ســـحب هذا المجلس من التداول واعتقال الجيش لقادته دون اي اعتراض من حزب الله، وفي هذا السياق يقع خطـــف ١١ زائرا لبنانيا للعتبات المقدسة في العراق اثناء عودتهم برا عن طريق حلب، والذين مازال تســـعة منهم قيد الاحتجاز في اعزاز بينما جدد اهلهـــم التظاهر والاعتصـــام امام الســـفارة التركية وعلى الطرق المؤدية للمؤسسات الحكومية.
الوضـــع فـــي طرابلس كان ثغرة واسعة في جدار الاستقرار اللبناني، فجبهة التبانة ـ بعل محسن لم تهدأ طوال هذه الســـنة الا نادرا وكلما تأزمت عســـكريا في سورية ينفجر الموقف بين باب التبانة وجبل محسن، وكانـــت المواجهـــة الاعنف اثر مقتل مجموعة لبنانية في كمســـن استدرجت اليه في بلدة تلكلخ الســـورية، مـــا ادى الى عدد من القتلى والجرحى.
سياسيا، كان الابرز اعلان ١٤ آذار مقاطعتهـــا مجلـــس النـــواب والحكومـــة، حتى اســـقاطها، في اعقاب اغتيال الحســـن ومرافقه بواسطة شحنة ناســـفة مزروعة في ســـيارة، وهي المقاطعة التي ســـرت على هيئـــة الحوار الوطني، التـــي بات يؤجلها الرئيس ســـليمان من شهر الى آخر.
٭