Al-Anbaa

تعلية سد »الروصيرص «.. حلم أصبح واقعاً للسودانيين

-

الخرطوم ـ أ.ش. أ: دشن الرئيس السوداني عمر البشير امس مشروع تعلية سد »الروصيرص « بولاية النيل الأزرق، ووقع على لوحة إذن الافتتاح إيذانا ببدء تشغيله، وذلك ضمن احتفالات البلاد بالذكرى السابعة والخمسين للاستقلال. وحظي هذا الحدث المهم بحضور عدد كبير من ضيوف السودان يتقدمهم الرئيس الصومالي شيخ حسن شيخ محمود ووزيرا الموارد المائية في كل من مصر وإثيوبيا ووزير البيئة الإماراتي ورئيس بنك التنمية الإسلامي بجدة، وممثلون من صناديق التمويل العربية وعدد من القيادات السياسية والتنفيذية بجانب ممثلي البعثات الديبلوماس­ية المعتمدين بالخرطوم. فكرة بناء السد وتشييد المرحلة الأولى منه بدأت في عام ١٩٥٢، حيث وضعت الدولة إستراتيجية للتوسع في الزراعة والاستفادة من حصة السودان من المياه حسب اتفاقية مياه النيل لعام ١٩٥٩ بين السودان ومصر. ولذلك اقتضت الضرورة بناء سد الروصيرص بولاية النيل الأزرق التي سميت في الماضي بـ »السلطنة الزرقاء «، على أن يتم التشييد على مرحلتين.. الأولى بمنسوب ٤٨٠ مترا والثانية بمنسوب ٤٩٠ مترا فوق سطح البحر. بدأ العمل في بناء السد عام ١٩٦١، واكتملت المرحلة الأولى منه في عام ١٩٦٦ التي قام بافتتاحها آنذاك الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري. وفى عام ١٩٧٧ بدأت الدراسات التي أكدت أهمية تعلية »الروصيرص « لتحقيق تعويض الفاقد من السعة التخزينية من بحيرة السد بسبب تراكم الطمي وسد الاحتياجات للمشروعات القائمة والتوسع في الزراعة المروية. وفي عام ١٩٩١ اتخذت حكومة السودان قرارا بتنفيذ مشروع التعلية وبين عامي ١٩٩٤ و١٩٩٩ تم استقطاب ممولين للمشروع من الصناديق والبنوك العربية والإسلامية والأوپيك، وشرعت وحدة تنفيذ السدود في التنفيذ عام ٢٠٠٨ . ومنذ ذلك الحين ظل حلم اكتمال تعلية السد يراود السودانيين، ولكن عبر السنين لم تستطع الحكومات المتعاقبة تنفيذه، حتى أصبح اليوم حقيقة وواقعا. ويعتبر مشروع تعلية خزان »الروصيرص « من أهم المشروعات التنموية في السودان وركيزة أساسية لزيادة الطاقة الكهربائية للإيفاء بمتطلبات المشاريع الزراعية، حيث يمكن السودان من التمتع بمخزون مائي يغطى المشاريع الزراعية القائمة وإضافة مشاريع جديدة. اكتمال مشروع تعلية سد »الروصيرص « الذي افتتحه البشير امس، يعنى تحقيق حلم عمره أكثر من ٤٢ عاما وسيحدث تحولا كبيرا في مجالات الزراعة بإضافة أكثر من مليوني فدان وتأمين المياه للمشاريع القائمة. كما تضاعف التعلية من القدرة التخزينية للسد من ٤٣٫ مليارات متر مكعب إلى ٧ مليارات، وتعتبر هذه الإضافة دعما للقطاعات الاقتصادية المتنوعة في السودان. ويسهم مشروع التعلية كذلك في زيادة الطاقة المنتجة من محطة التوليد بنسبة ٥٠٪ حيث زادت من ١٢٠٠ إلى ١٨٠٠ ميغاوات ساعة في اليوم وقد تم التوليد بنسبة ١٠٠٪ من القدرة المركبة للمحطة لأول مرة منذ تأسيسها بعد قيام التعلية. وتسهم التعلية كذلك في تحسين التوليد الكهربائي في سدي »مروى وسنار« وتأمين الري بكل المشروعات القائمة أدنى السد خاصة مشروعي »كنانة والرهد« وتوفير السكن للذين تمت إعادة توطينهم في مدن جديدة بها خدمات ومرافق حيوية. وتسهم تعلية سد »الروصيرص « في التوسع في الزراعة المروية وتوليد الطاقة الكهربائية، حيث بلغت التعلية الحالية ١٠ أمتار إضافية ليصبح بذلك الارتفاع الأقصى من منسوب الأساس حوالي ٧٨ مترا مكعبا وأن طول السدود الترابية بلغت حوالي ٤١٢٤٫ كلم، فيما بلغ الارتفاع الأقصى من منسوب الأساس حوالي ٤٠ مترا. مشروع تعلية السد ـ إذن ـ تعتبر سدا قائما بذاته من حيث كميات الردم التي وصلت إلى ٥١٧٫ مليون متر مكعب وحجم الخرسانة ١٦٠ ألف متر مكعب وبلغت المياه الإضافية المخزنة بعد التعلية أكثر من ٣ أضعاف التي كانت قبل التعلية، ليصبح السد أطول السدود في العالم حيث يعادل في طوله ضعف سد (مروى). وتمت التعلية بإشراف لجنة خبراء عالميين للمتابعة باستخدام تقنيات حديثة لمواكبة المتطلبات العالمية للسدود. وبذلك.. استقبل السودانيون العام الجديد ٢٠١٣ بعيدين، عيد الاستقلال السابع والخمسين، وعيد افتتاح مشروع تعلية سد الروصيرص، ذلك المشروع المهم الذي يتواكب مع المشروعات التنموية الطموحة الشاملة في جميع المجالات والتي انتظمت جميع ولايات السودان في الفترة الماضية، وتلك التي يستهدف السودان تنفيذها في مقبل الأيام.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait